رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تفاقم المشكلات الجيوسياسية يبقي أسعار النفط في نطاق ضيق

في الأسابيع الأخيرة تم تداول أسعار النفط الخام في نطاق ضيق إلى حد ما، على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي، ضعف نمو الطلب على النفط، وارتفاع الإمدادات النفطية من خارج دول منظمة أوبك. إن زيادة التوترات الجيوسياسية، ولا سيما في المناطق المنتجة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاعتقاد السائد أن الاقتصاد العالمي ونمو الطلب على النفط سينتعش في النصف الثاني من السنة وضعت أرضية لأسعار النفط. حيث تم تداول خام بحر الشمال برنت في العقود الآجلة بين 100 و105 دولارات للبرميل الواحد، في حين راوحت أسعار خام غرب تكساس الوسيط في أسواق نايمكس بين 91 و97 دولارا للبرميل الواحد.
أساسيات السوق كانت ضعيفة في الأسابيع الماضية، حيث شهد شهر أيار (مايو) الماضي ارتفاعا كبيرا جدا في المخزون الضمني للنفط (العرض ناقص الطلب) تجاوز مليوني برميل في اليوم، هذا الارتفاع يأتي بعد ارتفاع ضخم تجاوز ثلاثة ملايين برميل في اليوم في نيسان (أبريل).
على صعيد التطورات الجيوسياسية، كانت الحرب الأهلية السورية الحدث الرئيس الذي قدم القدر الأكبر من الدعم لأسعار النفط الخام في الآونة الأخيرة، مع امتداد العنف إلى الدول المجاورة وتزايد مشاركة الدول الإقليمية والقوى العظمى في الصراع الدائر. لقد تأثرت حتى الآن إسرائيل، العراق، الأردن، لبنان، وتركيا من جراء أعمال العنف في سورية بطريقة أو بأخرى. ما فاقم من الوضع، موافقة روسيا على المضي قدما وتسليم سورية صواريخ متقدمة مضادة للطائرات، في حين أن الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا تبدو عازمة على تسليح المعارضة في نهاية فصل الصيف، على افترض عدم حصول تقدم في مؤتمر السلام القادم في جنيف. ليس معروفا بعد كم ستؤثر هذه الأحداث في نهاية المطاف في الأسعار، حيث إنه ليس من المتوقع الآن حدوث أي انقطاعات جديدة في الإمدادات النفطية، لكن التوترات الجيوسياسية تؤثر تصاعديا بشكل واضح في أسواق النفط، ذلك أن عدم الاستقرار في المنطقة من المرجح أن يستمر في المستقبل المنظور.
بصورة عامة كان نمو الطلب على النفط ضعيفا نسبيا في الأشهر الأخيرة بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة في العديد من اقتصاديات الأسواق الناشئة. حيث إن النمو الاقتصادي في الربع الأول كان مخيبا للآمال في جميع المجالات في الدول المسماة البريك (BRIC)- البرازيل، روسيا، الهند، والصين.
في أيار (مايو) ارتفع الطلب العالمي على النفط بأكثر من 900 ألف برميل في اليوم، أي بنسبة 1.0 في المائة، على أساس سنوي، إلى 89.8 مليون برميل في اليوم، تقريبا نفس نسبة زيادة الشهرين السابقين. قفز الطلب العالمي على النفط بنحو 1.2 مليون برميل في اليوم في أيار (مايو) مقارنة بالشهر الذي سبقه.
بعد الارتفاع البطيء في استهلاك النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في وقت سابق من هذا العام، استعاد نمو الطلب فيها بعض قوته مرة أخرى. حيث ارتفع الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أيار (مايو) بنحو 1.2 مليون برميل في اليوم، أي بنسبة 2.8 في المائة، على أساس سنوي، إلى 44.5 مليون في اليوم، مقارنة بنسبة 2.5 و2.4 في المائة في شهر نيسان (أبريل) وآذار (مارس) على التوالي. في المقابل، كان استهلاك النفط في انخفاض متزايد في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الأشهر الأخيرة. حيث تراجع الطلب فيها بنحو 300 ألف برميل في اليوم في أيار (مايو)، أي بنسبة 0.7 في المائة.
على جانب العرض، ارتفعت إمدادات النفط العالمية في أيار (مايو) إلى نحو 92 مليون برميل يوميا، أي بزيادة تقترب من 450 ألف برميل في اليوم عن الشهر الذي سبقه، لا يزال العرض متفوقا بصورة مريحة على الطلب بأكثر من مليوني برميل في اليوم.
إن موسم الصيانة لفصلي الربيع والصيف في بعض المناطق خارج دول منظمة أوبك وفر فرصة إضافية لإنتاج دول أوبك، لكن ليس بصورة كبيرة. في أيار (مايو) تراجع نمو الإمدادات من خارج دول منظمة أوبك إلى نحو 265 ألف برميل في اليوم فقط على خلفية انتهاء حدة سلسلة الارتفاعات الشهرية في إنتاج الولايات المتحدة، إلى حد كبير نتيجة لأعمال الصيانة الثقيلة المقررة لأحد الحقول العملاقة التابعة لشركة برتيش بتروليوم في خليج المكسيك. كما أن نمو الإمدادات الكندية تباطأ إلى 13 ألف برميل في اليوم فقط بسبب أعمال الصيانة في موارد الرمال النفطية في مقاطعة ألبرتا. لكن بداية موسم الصيانة السنوية على منصات وخطوط أنابيب بحر الشمال قابلها ارتفاع الإنتاج من أحد حقول شركة توتال، الذي عاد للإنتاج في شهر أيار (مارس) بعد إغلاق دام ما يقرب من 12 شهرا، وانتهاء الصيانة في حقل شركة برتيش بتروليوم في النرويج. بدء أعمال الصيانة الثقيلة على مجمع إيكوفسك من المتوقع أن يوقف إنتاج نحو 160 ألف برميل في اليوم من إنتاج بحر الشمال على جانبي المملكة المتحدة والنرويج في هذا الشهر حزيران (يونيو).
أهم المكاسب في الإمدادات من خارج دول منظمة أوبك في أيار (مايو) جاءت من البرازيل، جنوب السودان، روسيا وكازاخستان. حيث قفز إنتاج النفط الخام في البرازيل أكثر من 90 ألف برميل في اليوم إلى أكثر من مليوني برميل في اليوم على خلفية انتهاء أعمال الصيانة الثقيلة في حوض كامبوس وبدء الإنتاج من أحد الحقول الجديدة تحت طبقات الملح في حوض سانتوس. ساهمت البرازيل أيضا بنحو 40 ألف برميل في اليوم من الارتفاع الموسمي في إنتاج الوقود الحيوي العالمي المقدر بنحو 130 ألف برميل في اليوم، وساهمت الولايات المتحدة وأوروبا في الجزء الأكبر من الباقي. وتضاعف إنتاج جنوب السودان المار عبر السودان إلى 90 ألف برميل في اليوم في أيار (مايو) من المتوقع أن يتجاوز إنتاج السودان من النفط الخام في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
في أيار (مايو) تعزز إنتاج دول منظمة أوبك بنحو 115 ألف برميل في اليوم مدعوما بارتفاع إنتاج العراق، الذي واجهه انخفاض الإنتاج من الدول الإفريقية الأربع الأعضاء في ''أوبك''، التي تحاول جاهدة التعويض عن سوق الولايات المتحدة للنفط الخفيف الحلو. حيث فقدت كل من نيجيريا وأنجولا أكثر من 25 ألف برميل في اليوم خلال الشهر، في حين فقدت ليبيا والجزائر نحو 20 و16 ألف برميل في اليوم على التوالي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي