الوابل والمرور
فتح الأخ خالد الوابل في تويتر وسم "أين المرور؟". وأصبح هذا الوسم عينا ساهرة، تغذي العقل والعين بكلمات وصور من المشاركين، تمتلئ بالتساؤلات حول السلبيات التي تعج بها شوارعنا، والغياب الملحوظ لفاعلية المرور.
والحق أنك عندما تقرأ الكلمات والعبارات والانتقادات القوية التي يطرحها كثير من المغردين، تتصور أن مَن تصدر عنهم ممارسات مرورية غير سوية، هم أقلية لا يمكن الاعتداد بهم. لكنك عندما تنتقل إلى الشارع، وتجلس خلف المقود، تكتشف أن كل هؤلاء الأنيقين من حولك ـــ وربما أنا وأنت منهم ـــ يرتكبون المخالفات، وبعضهم قد يمارس الكتابة والنقد لواقع المرور، بينما هو في واقع الحال يقف في مسار خاطئ مغلقا الطريق على الآخرين.
سؤال خالد الوابل في الوسم الذي يكتب تحته في "تويتر" ويشاركه آخرون، وهو: أين المرور؟ يبقى مشرعا، فاردا أجنحته، محفزا على أسئلة لا صدى لها: لماذا لا ينشط المرور في معاقبتنا نحن الذين نرتكب المخالفات لأن سوانا يجبرنا على اقترافها؟
نشر خالد الشمالي تقريرا في صحيفة "الرياض" منذ بضعة أيام قال فيه إن المرور السري ضبط أكثر من 44 ألف مخالفة وقوف خاطئ، لكن تقرير الزميل لم يحدد الفترة الزمنية التي تغطيها هذه الإحصائية.
عموما: لعل النشاط الذي نشهده من أمانة منطقة الرياض ينتقل إلى المرور، فيعود الانضباط إلى الشارع. طريق الملك فهد بعد تنفيذ التوسعة فيه صارت بعض السيارات تقفز الرصيف من خط الخدمة إلى الطريق الرئيسي في وقت الزحمة. وفي طريق الملك عبد الله يؤدي تكدس السيارات في المخارج إلى مخالفات بتكدس سيارات أخرى في المسار المجاور. هذه مجرد نماذج من أوضاع مرورية سيئة.
وفي ظل غياب المرور والكاميرات تسود فكرة: إن لم تكن ذئبا. وهذه الذئبوية إن لم تتسبب في قتلك، فهي حتما ترفع ضغطك.