النفخ الطائفي والعنصري
لا يمكن لأمة أن تتصالح مع ذاتها، وهناك بين جنباتها من يمارس النفخ في الطائفية والعنصرية. هذه الإشكالية العربية الأزلية، من عوامل تعثر التطور في مجتمعاتنا.
ومن المؤكد، أن من يعتاش من خلال إذكاء السعار الطائفي والعنصري، لا يمكنه أن يسهم في تقديم حلول للفكاك والخروج منها لأن هذه تهدد وجوده.
إن اعتبار الممارسات العنصرية والطائفية من المحظورات التي تضع من يمارسها تحت طائلة المساءلة، أفضت إلى إيجاد مجتمعات تتمتع بحق الحياة، دون أن تجد من يطأ أو يتطاول على هذا الحق.
وعندما تعرضت هذه المنظومة في النموذج الأوروبي للاختلال، ظهرت الإشكاليات الفاجعة التي أفضت إلى ارتكاب مذابح في البوسنة من قبل الصرب. وكان لا بد من التعامل مع المتسببين في هذه المآسي باعتبارهم مجرمي حرب. وأينما اتجهت بنظرك في عالمنا العربي، فإنك ستجد ممارسات عنصرية وطائفية ومذهبية ودينية تسعى في محصلتها النهائية لإلغاء الآخر. في النتيجة، لا يبقى من كل هذا سوى التوترات وحالة التناحر التي نرى إفرازاتها في أكثر من بلد. إن الساسة دوما يتوسلون بهذه النعرات من أجل إحداث توازن يجعل القوى والأفكار تتجه نحو هذه الأمور الهامشية، وتتناسى القضايا الجوهرية التي تتعلق بالإنسان وحاجاته وحقوقه الأساسية.