رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مجلس الغرف والمبادرة .. أربيل كمثل

زرت الأسبوع الماضي ضمن مجموعة من رجال الأعمال الأعضاء في منظمة الرؤساء التنفيديين محافظة ''أربيل'' في كردستان شمال العراق، حيث التقينا خلال هذه الزيارة مجموعة من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال، من ضمنهم رئيس الوزراء ومحافظ أربيل، وكانوا جميعهم يتحدثون عن انفتاحهم على كل العالم والدول الخليجية، خصوصا أن أربيل تعتبر منطقة تاريخية من العراق ذات تاريخ عريق يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وتعتبر رابع مدينة من حيث المساحة في العراق بعد بغداد والبصرة والموصل، وتبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 360 كيلو مترا، ومعظم سكان المدينة حالياً من الأكراد، إضافة إلى أقليات أخرى كالتركمان والآشوريين، ويعود تاريخ استيطان أربيل بالبشر إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، إذ تعاقبت عليها سيطرة العديد من الأمم مثل الآشوريين والبارثيين والسلوقيين والساسانيين والعرب وأخيراً العثمانيين، قبل أن تصبح جزءاً من العراق منذ 1920، حيث يوجد في محافظة أربيل كثير من الموارد كالنفط والغاز والزراعة، إضافة إلى تميزها بحالة أمنية مستقرة مقارنة بباقي الأراضي العراقية.
ومن خلال هذه اللقاءات مع المسؤولين في محافظة أربيل لمسنا أن رجال الأعمال الأتراك والإماراتيين واللبنانيين كان لهم السبق في استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في المجالات كافة التي تتضمنها أو تتمتع بها هذه المحافظة، حيث تحدث محافظ أربيل خلال كلمة ألقاها عن الفرص المتاحة للاستثمار في مجالات مختلفة كالصحة، الصناعة، السياحة، والمقاولات، وغيرها من المجالات النفطية، كما تحدث عن الإعفاءات الضريبية، والدعم بأشكال مختلفة للراغبين في الاستثمار.. وصراحة أكثر ما يميز المسؤولين في هذه المحافظة هو الأريحية والانفتاح على جميع المشاركين والترحيب الكبير بهم، ما يبعث شعورا بالاطمئنان لأي مستثمر عند استغلال الفرص الاستثمارية لديهم.. وخلال حديث جانبي مع وزير خارجية كردستان تساءلت: لماذا لم نراكم في المملكة العربية السعودية تقدمون لرجال الأعمال الفرص المتاحة؟ أجابني: ''بكل شرف أتمنى ذلك''، وسألته: ما الرسالة التي تود أن أنقلها لمجتمع رجال الأعمال في المملكة؟ فأجاب: ''نحن جزء من العالم العربي، ونأمل أن نرى علاقة متبادلة تقوم على الاحترام وتبادل المصالح، وأن نرى مجموعة منهم يزورون أربيل ليتعرفوا على واقعنا ومنطقتنا والفرص الاستثمارية المتاحة''.
من خلال هذه الزيارة، أعتقد أنه من واجبنا كرجال أعمال أن نبادر لاستضافتهم من خلال ترتيب زيارة لهم إلى المملكة للتعارف وبناء علاقة تجارية متميزة مع جزء من وطننا العربي، ولنطلعهم على ما يحويه وطننا من منتجات وطنية متميزة، وقدرات مميزة في معظم المجالات التي يرغبون في تطويرها، كما أعتقد أن لمجلس الغرف السعودية كجهة منسقة لعمل جميع الغرف التجارية الصناعية في مختلف مناطق المملكة، دورا كبيرا في أن تكون هناك مبادرات من هذا النوع للتعرف على الفرص الاستثمارية، وبناء العلاقات الاقتصادية في العالم العربي والإسلامي، وما يوصل إلى الانفتاح عليهم، وأن يكون دور المجلس دور المبادر الخالق للفرص والعلاقات الاقتصادية، وفيما يخص أربيل أن يتبنى قيادة وفد من رجال الأعمال لزيارتها للتعرف واقعيا عليها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي