موظفو اللجنة الأولمبية
محمد المسحل رجل ''مختلف'' ويختلف حوله الكثير، قدم للوسط الرياضي وقدّم الكثير من ''الرؤى والأطروحات''، ملأ الدنيا بحديثه عن الخطط والاستراتيجيات. يوحي حديثه ''بطاقة كامنة'' لم تجد مجالاً للانطلاق كي تظهر مكنونات ما يخفيه. ''الحديث الجميل'' الذي يتقنه أبو حسن وبكل اقتدار لا تملك إلا أن تقف ''متسمراً مشدوداً'' لعباراته وتراكيبه الجميلة وسلاسة أسلوبه التي تأسرك ''فتتسع حدقة عينيك''، وكأنك تقول هل من مزيد، ولكن لأن ''الزين ما يكمل'' فلم يستمر الأنيق والمتحدث اللبق في مكانه في رئاسة لجنة المنتخبات ''فالوقت لم يسعفه'' وريكارد ''خذله'' رغم شجاعته التي أبداها بالوقوف معه وإيجاد ''المبررات والأعذار'' كي يمنح الوقت ليكمل ما رسمه من ''خطط وأفكار'' لتطوير وبث روح الحماس في اللاعب السعودي، ومن ثم العمل على عودة هيبة الكرة السعودية غير أن ''عاصفة أستراليا''، وما أتى بعدها لم تبق له ولم تذر، فالمنصة خلت من منبره، ومكانه يملأه غيره، ولم يعد له حضور كما في السابق حتى وإن حفلت به اللجنة الأولمبية فهي لا ''تماثل ولاتوازي'' معطيات المكان السابق فمتابعوها ليسوا بكثافة متابعي جنون كرة القدم، فسواد ''الظل خانق''، و''تساوى الليل والنهار'' فشح الظهور، وصمت الجوال حتى بات الشك هل ما زالت ''الخدمة موجودة أم أنها قطعت''. كل هذا يحدث مع قدوم اتحاد مُنتخب بروح جديدة وبفكر جديد فسلم القيادة لرجل عرف ''أسرار الكرة وعرف خباياها منذ صغره''. قدم وعلى كاهله ''فشل يؤرقه'' عاناه مع فريقه، بيد أنه امتطى صهوة المهمة ''بشجاعة وثقة'' وأكمل ذلك بما قدمه من عمل وترتيب في فترة قصيرة مكنهُ من خلق مجموعة عمل ''متجانسة ومتناغمة ''كان نتاجها ''الفرح والانتصار'' فعادت أصوات الجماهير وارتسمت البسمة على الشفاه وتغنى الإعلام بالفوز وأخذ ''يكيل المديح'' ويسطر ''معلقات الثناء'' على هامة اللجنة المشرفة على المنتخبات التي مسحت ''إخفاقات الفترة السابقة''، ومسحت ذل ''الخروج المبكر'' من التصفيات والعجز عن تجاوز ''تصفيات الأدوار التمهيدية''. لم يتغير شيء ولم يتم التعاقد مع مدرب عالمي بمواصفات من سبق كل ما عمله سلمان القريني هو الاستفادة من بعض ''الإمكانات الموجودة''، وأظهر القدرة على توظيفها بالشكل السليم مع براعة في ''اتخاذ القرار السليم والمناسب في الوقت المناسب'' فظهرت الخيارات متوافقة مع متطلبات الفترة ومنسجمة مع روح التحدي التي يريد من خلالها ''لوبيز'' أن يثبت مقدرته وقدرته، فظهرت شمس الانتصار ساطعة وشعاعها يكاد يخطف الأبصار.
ويبقى السؤال هل هناك ما يزعج بفرحة جماهير الأخضر؟، لماذا يكال هذا الألم والحزن في وجه الفرحة؟، هل لأن الفوز أتى في عهد ليس عهدكم؟، ولماذا لا تقدم مصلحة المنتخب على تفعيل التنظيم الجميل والمطلوب لموظفي اللجنة الأولمبية؟
وكمتابعين نتساءل لماذا طغت المكاتبات والبيانات على السطح؟، لماذا لم تكن في ظل مناخ يسوده الود والتفاهم بين كل الأطراف؟، لماذا التصعيد؟، لماذا الاستمرار بفرضها كقضية إعلامية بدلاً من العمل على ترتيب البيت من الداخل بأسلوب بعيد كل البعد عن استدعاء الإثارة ومحاولة تشويه العمل الجيد والجميل المقدم من لجنة المنتخبات خلال مباراتي الصين وإندونيسيا؟، هل هي ''الغيرة من النجاح'' أم أنها تصفية حسابات ظهرت فيها ''الأنا واختفت فيها نحن'' في قضية يجب أن يطول النقاش فيها وحولها كونها صورة مصغرة ونموذج صريح لأهم أسباب الفشل في العمل الرياضي وهي تقديم ''الذات على مصلحة الجماعة''، وكيف تقدم المصلحة وتطمس معاني الإيثار. إنها تراكمات الفشل وخفايا قد نعرف بعضا منها لكن بكل تأكيد ''لن نستطيع فتح كل مغلقات ومكنونات الصدور''.
الخاتمة
اعرف ترا من طاح ماهوب مرحوم
يا كود من رب الملا شافع له