رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


موسم الحج والنقلة النوعية لهذا العام (1 من 2)

[email protected]

مع بداية العد التنازلي لموسم الحج يحاول الجميع أن يمد يد العون بكل ما أوتي من فكر وجهد وإمكانات وتجهيزات لإنجاح هذا الموسم بإذن الله. لقد كتبت في عدد هذه الجريدة رقم 4448 الصادر في 13 من ذي القعدة العام الماضي 1426هـ عن حاجة قطاعاتنا المسؤولة عن خدمات الحج لأتمتة شؤون الحج والعمرة, والتخطيط لها بطريقة اقتصادية, في سبيل تأسيس شبكة إلكترونية متكاملة في منطقة المشاعر متصلة بالجهاز المركزي لكل وزارة لها دور رئيس أو فرعي في موسم الحج. فنحن في حاجة إلى المزيد من العمل التكاملي مستخدمين العلوم التكنولوجية والنظم الحديثة في تسهيل أداء المناسك للحجاج وبصورة صحيحة تضمن لهم الأمن والسلامة في حلهم وترحالهم. مما لا شك فيه الجميع يريد حجاً يكون معجزة حضارية (كما هو معجزة روحية) يتماشى مع حضارة القرن الحادي والعشرين, وليكون نموذجاً لسياحتنا الدينية. لقد قامت المملكة بتوسيع الحرمين مستخدمة أحدث أنواع التكنولوجيا في البناء والإضاءة والصوت والتكييف وغيرها ذات المقاييس العالمية. هذا إضافة إلى ما يتمتع به القاصي والداني من نعمة الأمن وسهولة النقل والرعاية الصحية وغيرها من الأمور اليومية مثل توفير مياه الشرب وتوزيعها مع المواد الغذائية مجانا. وقد أعطى هذا الإنجاز الحجاج الشعور بالراحة والسعادة والافتخار بهذه المنجزات. إلا أنه لا بد أن تكون لدينا برامج طموحة للارتقاء بخدمات الحج والعمرة, فالحج يتجدد سنويا في المواقع نفسها وبالمناسك, نفسها فأي استثمار في حقول الصناعة السياحية أفضل من هذا الاستثمار والذي خص الله مملكتنا الحبيبة به؟.
كل الخطط ركزت على الاستفادة من تقارير مواسم الحج الماضية للأخذ بالإيجابيات وتعزيزها وتلافي السلبيات بتجنيد كامل الطاقات الآلية والبشرية. ولا يفوتني أن أشيد بنشاط هذا العام في كثير من النواحي, فقد بدأت كافة الجهات منذ وقت مبكر للاستعداد لموسم الحج, في مكة والمشاعر المقدسة وذلك بعقد العديد من الاجتماعات التشاورية والتنسيقية فيما يتعلق بخدمات الاستقبال والتفويج والإسكان والتغذية والتوعية الصحية والإرشاد الديني والميداني والنقل والتصعيد والخدمات الخاصة. وكذلك تم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولم يغب عن الذهن فقد لوحظ دور العمل التثقيفي في جميع سفارات المملكة وممثلياتها في الخارج وعلى الحدود وفي المطارات في توعية وإرشاد الحجاج منذ بدء منح تأشيرات الحج للمسلمين في أنحاء المعمورة. ولقد كانت استعدادات الدفاع المدني في العام الماضي ملحوظة بالرغم من حادثة انهيار الفندق في أحد الأحياء المجاورة للحرم المكي، الأمر الذي انعكس هذا العام على الإجراءات المتخذة لتفادي ما حدث العام الماضي. كما اهتموا بوضع خطة الطوارئ مع أمانة العاصمة المقدسة لمواجهة السيول والحرائق والانهيارات مع جميع الجهات المشاركة ذات العلاقة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وفق أيسر وأنسب وأسرع الطرق. كما شملت الخطة تحديد مناطق الإسناد ومتابعة تطهير وتنظيم الشوارع والأزقة التي يفترشها ويؤمها الحجاج مع الاهتمام بنظافة الجو من عوادم السيارات قدر الإمكان. ستكون الخطة في منطقة المشاعر مركزة على إدارة الحشود البشرية بتنفيذ خطة جدولة تفويج الحجاج وعمليات الإنقاذ والإخلاء والتدابير العامة في الحالات الطارئة ومن ثم تطبيق برنامج تقييم الأداء لدراسته بعد الموسم. الإعلام بكافة وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية قام بتحديث المواقع الإلكترونية وحرص على التنسيق مع خدمات إمارات المناطق وبالذات منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد بادرت باقي الوزارات المعنية بتحديث مواقعها على أن يتم ذلك بشكل يومي وتغطية الأحداث والمساعدة في حركة الحجيج ليطلع العالم على حدث سنوي لا يتكرر إلا في هذا البلد الأمين وفي هذا الوقت من العام فقط.
وزارة الصحة أعدت برامج لتوعية الحجاج المقبلين إليها من أكثر من 30 بلداً إفريقيا وآسيا وأوروبا، في المناطق الحدودية وذلك بواسطة صالات عرض، إضافة إلى وضع بوسترات وطباعة مطويات وكتيبات ونشرات توعوية صحية بعدة لغات. كما تم إعداد وتجهيز غرف للإنعاش وتوسعة غرف التنويم لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات اللازمة لها. إلا أن استعدادات الوزارة في منطقة المشاعر تحتم تشغيل شبكة الربط الالكتروني بين المرافق كلها حيث تزيد مرافقها الصحية عن المائة في المنطقة. فحجاج هذا العام قادمون وهم حاملون بوليصات تأمين صحية, ومتابعة مراجعتهم للمرافق الصحية بين مكة والمشاعر والمدينة المنورة تساعد كثيرا على ضبط وصف العلاج وتفادي النكسات الصحية, خصوصا ونحن في فصل الشتاء. على صعيد مشاركة القطاع الخاص في خدمات الحجيج, أكدت وزارة الصحة عدم الممانعة من إشراك القطاع الخاص في تلبية نداء الواجب بتقديم الخدمات الصحية للحجيج في منطقة المشاعر جنبا إلى جنب مع القطاعات الحكومية. وفي هذا السياق أيضا لم يمانع مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بدخول القطاع الخاص في الإسهام في مساندة الأجهزة الأمنية ومشاركتهم في تنفيذ أعمال المركز، كما أعلن على لسانهم, وبالتالي فسيكون أمام القطاع الخاص فرصة كبيرة لإثبات القدرة على رفع مستوى الأداء في هذا العام وللأعوام المقبلة بإذن الله. بقي أن ننوه بضرورة البحث في التسهيل على المسلمين حيال توقيت الرمي, فثلاثة ملايين حاج (وقد يتضاعف العدد في السنوات المقبلة) لابد لهم من أداء هذا المنسك من فريضة الحج ولابد من رخصة في ظل وضع مساحة وتضاريس مشعر منى بالذات. وللحديث تتمة بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي