غداء على مائدة السفير
لبَّيت الأسبوع الماضي - بصفتي الشخصية وليس ممثلاً لأي جهة – دعوة من السفير الهولندي في الرياض لورنس ويستهوف، بحضور السفير الكندي توماس ماكدونالد، والسفير الياباني كوديرا جيرو، ومجموعة أخرى من سفراء الدول المعتمدة لدى المملكة.
ناقشنا أثر الأزمة الاقتصادية اليونانية على الاتحاد الأوروبي، مروراً باتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا ''نافتا'' NAFTA، ومواضيع اقتصادية واجتماعية أخرى.
اهتمامي بالاقتصاد الهولندي ينبع من اهتمامي بالاقتصاد الزراعي. رغم صغر حجم مساحتها فإن هولندا تعتبر واحدة من أكبر عشر دول في العالم من حيث اقتصادها، وواحدة من أكبر ثلاث دول من حيث الإنتاج الزراعي. لهذا السبب، تابعت تطور زيارة الوفد الهولندي أخيرا للمملكة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية وتبادل الخبرات بين شركات القطاع الخاص في السعودية وهولندا.
من المهم الاستفادة من التجربة الهولندية على صعيد القطاع الزراعي بشكل عام، وفي قطاع صناعة الدواجن على وجه الخصوص، ولا سيما أن هولندا تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال. لا يخفى عليكم أن الأبقار والمراعي الهولندية تتمتع بشهرة عالمية واسعة. الجبنة الهولندية أيضاً لها سمعتها ''اللذيذة''، وبعض أنواعها يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، أي منذ أكثر من 400 سنة.
أما اهتمامي بالعلاقات السعودية - الكندية، فهو من منطلق ثقافي واقتصادي. ما زالت المملكة مصدراً مهما للطلاب الأجانب الذين يدرسون في كندا، وهناك ما يزيد على 15 ألف طالب سعودي، بينهم 800 من الأطباء والإخصائيين. الملحقية الثقافية السعودية في كندا احتفلت أخيرا بتخريج أكثر من 800 خريج وخريجة سعوديين. كما قد لا يعلم البعض أن من ضمن هؤلاء الخريجين 132 زمالة، و18 دكتوراه، و430 ماجستيرا، و186 بكالوريوس، و44 دبلوما، وبلغ عدد الخريجين في التخصصات الهندسية 34 خريجاً. أما الأطباء الخريجون السعوديون من كندا فهم 103 أطباء و29 طبيبة.
دور كندا اقتصادياً رائد ومميز؛ كندا من أعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومجموعة الثماني، علاوة على تربعها على قائمة أفضل عشر دول تجارية. العوامل المشتركة بين السعودية وكندا تشمل العلاقات الصناعية والتجارية والبترولية، بهدف تقوية العلاقات بين البلدين، وهناك فرص كبيرة لرجال الأعمال والشركات الكندية في المملكة.
لليابان معزة خاصة لدي منذ التحاقي بشركة الزيت العربية - اليابانية في الخفجي في بداية السبعينيات الميلادية، قبل أن تنضم الشركة تحت لواء شركة أرامكو. أعتقد أن لديناً فرصاً ذهبية للاستفادة من التجربة اليابانية، خاصة الفرص الاستثمارية في مجال التكنولوجيا والطاقة. اليابان أصبحت الشريك التجاري الأول للسعودية؛ نعم فقد تم استيراد ما قيمته 135 مليار ريال من منتجاتنا التي تمثل نسبة 26 في المائة من إجمالي الصادرات السعودية.
تتبادل اليابان والسعودية زيارات الوفود الشبابية سنويا بموجب اتفاقية ثنائية، وسيقوم وفد شبابي ياباني بزيارة للمملكة في آذار (مارس) 2013. هذه البرامج تضيف أبعاداً ثقافية مميزة وتسهم بدرجة كبيرة في تعميق التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين. إضافة إلى ذلك، يضم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أكثر من 500 طالب سعودي في مجالات الهندسة والطب والعلوم في الجامعات اليابانية.
السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تقوم على مبادئ وثوابت ومعطيات جغرافية وتاريخية ودينية واقتصادية وأمنية وسياسية محددة ومعروفة.
من المهم الاستماع لوجهة نظر رؤساء البعثات الدبلوماسية، وإن اختلفنا مع بعض توجهاتهم الفكرية. يهمني إقامة علاقات تعاون مع شعوب الدول الصديقة التي تلعب دوراً فاعلاً في إطار المنظمات الإقليمية والدولية. من المهم أيضاً أن تشرح وجهة نظرك كفرد بعيداً عن التعصبات اليمينية أو اليسارية.
عليَّ الاعتراف بأن الدبلوماسية – رغم جهلي بها - فن راقِ وجميل لمن يحسن استخدامه.