محاولة «سوني» لإرضاء المستهلك تكبدها خسائر بـ 115 مليون دولار
بدأت ''سوني'' منذ مطلع العام الماضي إنتاج الأجهزة الذكية واللوحية، في خطوة منها لمنافسة مصنعي تلك الأجهزة، بعد أن عاهد التاريخ تركيز ''سوني'' على الإلكترونيات البصرية والسمعية، كالشاشات والتلفزيونات التقليدية والذكية، إلا أن تركيز ''سوني'' في العقد الأخير اتجه إلى عدة مناحٍ، في محاولة منها لكسب أكبر عدد ممكن من المستهلكين، فقامت بتصنيع هواتف ذكية مقاومة للطبيعة (الماء والتراب)، وانتقلت بعدها لتصنع الأجهزة اللوحية، وحاولت التركيز على تقنيات الشاشات، لتكبد نفسها خسائر وتراجعا في مبيعات التلفزيونات بقيمة 115 مليون دولار.
وذكرت شركة سوني كورب اليابانية، أمس، أنها تكبدت خسارة صافية بقيمة 10.7 مليار ين (115.1 مليون دولار) خلال الربع الثالث الممتد من ديسمبر، بسبب تراجع مبيعات أجهزة التلفزيون، في خضم منافسة شرسة في أسواق السلع الإلكترونية الاستهلاكية.
وكانت ''سوني'' قد منيت بخسارة صافية قدرها 159 مليار ين في الفترة نفسها من عام 2011.
وسجلت ''سوني'' أرباح تشغيل بقيمة 46.4 مليار ين في تلك الفترة، مقارنة بخسارة تشغيل بقيمة 91.7 مليار ين في الفترة نفسها قبل عام، بينما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 6.9 في المائة على أساس سنوي إلى 1.95 تريليون ين.
وأبقت الشركة اليابانية لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية على توقعاتها للأرباح الصافية السنوية للعام المالي الجاري، الذي ينتهي مارس عند 20 مليار ين.
ومن المتوقع أن تطرح ''سوني'' جهاز بلاي ستيشن 4 لألعاب الفيديو في وقت لاحق من هذا العام - حسبما ذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية أمس، مستشهدة بمصادر لم تحدد هويتها، مطلعة على الأمر.
وذكرت ''كيودو'' أن الإصدار الجديد من الجهاز يحوي أدوات تحكم تختلف من حيث الشكل عن بلاي ستيشن 3، ويتميز باللعب على الإنترنت، ويتصل بأجهزة أخرى.
ووفقا للوكالة، من المقرر أن تعلن الشركة الطرح يوم 20 من الشهر الجاري في نيويورك.
وتتخلف ''سوني'' التي كانت تعرف بأنها المبتكرة في مجال الإلكترونيات على مستوى العالم، عن منافسين مثل ''أبل'' و''سامسونج إلكترونيكس'' في إنتاج الأجهزة الشهيرة، ما أدى إلى تكبدها خسائر على مدار أربع سنوات متتالية، وإجراء عملية إعادة هيكلة.
فيما طالب عدد من المحللين في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية، بضرورة توضيح مسار وخطط ''سوني'' خلال الفترة المقبلة، وتوضيح الأهداف الرئيسية التي ستمضي فيها ''سوني'' قدما لتحقيق أفكارها وبلورتها، قبل أن تحاول تشتيت نفسها في صناعة - كل شيء - وذلك بعد أن أكدت أن هاتفها الذكي الجديد ''إكسبريا زد'' Xperia Z، سيصل إلى الشرق الأوسط في مارس المقبل. ومن المتوقع أن تقوم الشركة بإطلاق الهاتف ضمن حملة عالمية، يصل فيها الجهاز إلى معظم أسواق العالم.
وبالنسبة لهاتف إكسبريا زد إل Xperia ZL، تشير الأنباء إلى أن الشركة لا تعتزم طرحه في أسواق الشرق الأوسط، بل ستكتفي بطرحه في أسواق محدودة من آسيا غالباً.
يُذكر أن هاتف إكسبريا زد الذي لم تفصح الشركة عن سعر بيعه، هو أحدث أجهزة ''سوني''، ويُنظر إليه على أنه واحد من أفضل الهواتف القادمة قريباً إلى الأسواق، حيث يتميز بتصميم مضاد للماء والغبار، مع شاشة بدقة 1080p أو ما يُعرف اصطلاحًا بالدقة الكاملة، ومعالج رباعي النواة وكاميرا بدقة 13 ميجابكسل.
ويبدو أن ''سوني'' لم تعرف الطريق في معرض إلكترونيات المستهلك الدولي، الذي أقيم أخيرا في أمريكا، فقد أعلنت أيضا، بجانب هواتفها الذكية عن كاميرا الفيديو الرقمية الجديدة ''نيكس - في جي 900 إي'' NEX-VG900E، أول كاميرا من عائلة هاندي كام Handycam® مزودة بحساس تصوير قياس 35 مم، ما يتيح استغلال كامل الإمكانات الفنية التي تتمتع بها العدسات القابلة للتبديل، حيث توفر جودة تصوير فائقة ومجموعة واسعة من الخيارات التي تساعد على إضفاء لمسات إبداعية على الصور ومقاطع الفيديو، وهو بكل تأكيد يوضح جملة من الأهداف المنطلقة في كل صوب. ليس هذا فقط، فقد كان حجم الشاشة موضوع معرض إلكترونيات المستهلك الدولي في مدينة لاس فيجاس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث كانت التلفزيونات الضخمة ذات التفاصيل المذهلة والأسعار المرتفعة جداً الأكثر حديثاً عن الأجهزة في هذا الحدث، في حين كان صانعو الهواتف المحمولة أيضا، يجعلون شاشتهم أكبر، فقد أعلن فيل مولينو، مدير الاستثمارات في ''سوني''، أن الشركة ستطلق في الربيع، إضافة إلى التلفزيون الأكبر حجما في تاريخها، نماذج ذات أسعار مقبولة يبلغ حجم شاشتها 1,4 و1,6 أمتار، وهنا أيضا تشتت ''سوني'' نفسها بالتركيز على تفاصيل الشاشات، وبكل تأكيد تحتاج إلى نفقات تشغيل ليست موازية للأجهزة الذكية.
ليس هذا فقط الآن، فهي تحاول أيضا جذب الأعين نحو جهاز الألعاب ''بلاي ستيشن'' القادم بعد أن ذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية أن شركة سوني كورب ستطرح نهاية فبراير الجاري جهاز ألعاب الفيديو ''بلاي ستيشن 4''.