استراتيجيات التفرقة التسويقية بين عملاء في العصر الرقمي

استراتيجيات التفرقة التسويقية بين عملاء في العصر الرقمي

يدخل الكثير منا على مواقع إنترنت ترحب بكل زائر على حدة، وتقدم له تخفيضات وصفقات وفرص سماح بالدخول المجاني على محتواها عندما يسجل بياناته، ما يشعر مستخدم الإنترنت بالارتياح لهذه العناية المقدمة له كعميل.
ولكن عندما نعيد التفكير في الأمر ربما نكتشف أننا دفعنا بالفعل مقابلا لهذه الخدمات الخاصة عن طريق تقديم بياناتنا الشخصية لقاعدة بيانات الشركة. في الوقت نفسه نتساءل عما إذا كان جميع العملاء الآخرين يتمتعون بهذه الصفقات نفسها أم يحصلون على عروض أفضل.
وأحيانا يصل الأمر إلى شعورنا بالاستياء إزاء وجود عملاء تقدرهم الشركات في تعاملهم مع مواقعها على الإنترنت وتعطيهم مزايا أكثر منا. يستعرض الكتاب استخدام قواعد البيانات كأدوات تسويقية والتطبيقات المحتمل استخدامها فيها في مجالات مثل الإعلام والإعلان.
إذا كان الهدف الجديد للجهود التسويقية هو تفصيل الإعلانات التجارية تبعا لتفضيلات المشترى وتاريخه في عمليات الشراء أو حتى تبعا لعوامل أخرى كالعرق والجنس والآراء السياسية وغيرها مما قد يكون لها تأثير في قرارات الشراء، فما هي تبعات هذا على أعراف القرن العشرين الخاصة بالمساواة بين العملاء في الوصول إلى المعلومات المتعلقة بمنتج ما وتأثير هذا في الحياة المدنية؟
يحتوي الكتاب على دراسة شائقة تتناول الآثار الاجتماعية لأسلوب التسويق الجديد باستخدام قواعد البيانات، والذي تتمكن الشركات عن طريقه من التنقيب في التاريخ الشخصي والاهتمامات الخاصة بعملائها كل على حدة باستخدام تكنولوجيا المراقبة الرقمية.
يستعرض الكتاب تطور التسويق خلال القرن العشرين عندما بدأت العلامات التجارية المحلية ووسائل الإعلام ومؤسسات البيع بالتجزئة كالمتاجر في الانتشار مضفية سمات الديموقراطية على الممارسات التجارية والمقصود بها هو توحيد الأذواق والإنتاج بكميات هائلة للمنتج نفسه ثم تسويقه على أكبر عدد ممكن من الناس.
واليوم، كما يشير الكتاب، بدأ اتجاه مغاير في الظهور وهو الاتجاه إلى تفصيل المنتج بما يناسب كل مستهلك على حدة، ما يساعد على انتشار هذا الاتجاه التطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات واتجاه الشركات المصنعة إلى زيادة خطوط الإنتاج وتصميم الإعلانات والمنتجات لتناسب أفرادا بعينهم واستخدام البيانات الشخصية للعملاء بطرق مختلفة.
إضافة إلى هذا تسعى الشركات إلى ابتكار طرق لتقلل من إقبال العملاء الأقل جلبا للربح لها، وفي بعض الحالات تطبق أنظمة تجعل الخدمة الأسرع والأفضل للعملاء الذين يشترون بأسعار أعلى.
يحذر الكتاب من استمرار هذه الاتجاهات التي شجعت التكنولوجيا الحديثة على ظهورها، مشيرا إلى أن النتيجة النهائية ستكون عالما يشيع فيه تفصيل المنتجات والخدمات من الوسائل الترفيهية إلى نشرات الأخبار، وبالتالي لن تكون هناك ثقافة موحدة سائدة وسيسود جوّ من الشك والتوتر بين العملاء، حيث سيعتقد كل منهم أن الشركات تسعى إلى خداعه واستنزاف أمواله.

الأكثر قراءة