رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


متفائل

العودة بعد الانكسار تحتاج إلى ثقافة الفأل والقدرة على نسيان الماضي وآلامه، وهي لا تأتي من تلقاء نفسها، بل هي ''تربية وشعور داخلي'' يغذيه مخزون اللاعب ''العاطفي والثقافي'' ومن ثم يأتي دور الجهازين الإداري والفني في دفع المجموعة كاملة لاستحضار الهدف الكبير والهدف الأغلى وهو رفع شعار الوطن، وفرحة الجماهير، وابتسامة الصغار والأهل والأحبة. أخبروهم وقولوا لهم بأنهم ''يتباهون بصوركم'' و''يرددون أسماءكم'' فأنتم في ثوب ''البطل والبطولة'' ومن تمثلون ''صورة التحدي والإثارة'' في أذهانهم فلا تشوهوا حاضركم ولا تخدشوا ماضيكم، فقط اركضوا بحماس والعبوا بصدق ومهارة احرصوا على الكرة كأنها ''حلمكم الوردي''، لا تفقدوها بسهولة ويسر وقاتلوا عليها كأنها ''وصية آبائكم'' لكم حين مشيبهم. لا تتهاونوا فيها، اسكبوا حبات عرقكم على أرض الملعب وغير هذا لا نريد ولا نقبل عذراً يا سادة إلا حين تفعلوا مثل هذا وبعدها نقول كثّر الله خيركم ما قصرتم.
لا تظنوا الفوز صعبا فقد فعلتم في ما مضى مثل ذلك وأكثر فلا يشغلكم ''صراخ هنا وصدى يتردد هناك'' عن مهمة تمثيل الوطن. هم لهم أهدافهم وحققوها فلا يضيع جهدكم سدى وأنتم تراقبون ''صراع الدمى'' يحركهم من تعرفون ومن لا تعرفون فهم الأثر الظاهر ''للضمير المستتر'' كونوا في الموعد مع الأزرق الكويتي، ولن نرضى منكم بغير الفوز ونقاط العبور للمرحلة التي تليها من بطولة الخليج، ولن نسامحكم لو ضاعت ولن يكون نسيانها وغفرانها سهلاً. فما أعجز من يقدر عن الكمال، وأنتم قادرون متى أردتم وهيأتم أذهانكم قبل أبدانكم لبذل الجهد والعزيمة.
الآمال لا تأتي إلى لمن يطوع ''رقاب الرجاء'' والآمال لا تنقاد إلا ''لصابر'' والوصول للهدف يحتاج إلى وضوح الخطة ''وروح الجماعة والجماعة'' فقط فأنتم كأفراد أبطال؛ ولكن البطولة الكبرى بأقدام الجميع وانصهارهم في بوتقة المحبة. ولكم قصة وعيتها وانغرست في وجدان الرجولة والإيثار داخلي، ففي الذاكرة صورة لايمحوها الزمن ففي بطولة آسيوية مضت لا يهم ما هي وأين كانت، المهم كان الكابتن الرجل الشهم ''صالح النعيمة'' الذي ترى ''المروءة حاضرة'' في كل تفاصيل مشواره، قائدا للصقور الخضر وعند منصة تسليم كأس البطولة ''رفض الصعود'' وانتظر يبحث عن أحد أفراد المجموعة فرداً فرداً وكأنه قائد يبحث عن بقية ''أفراد الكتيبة'' ولأن المفقود كان بحجم ومكانة رفيق دربه ''ماجد عبدالله'' هنا يبادر ''سمير عبد الشكور وحسين البيشي'' بالذهاب لغرفة اللاعبين وحمل ماجد عبدالله المصاب والصعود به مع الكابتن القائد الرجل صالح النعيمة كي يتسلما ''الكأس سوياً''؛ حضر ماجد وقد لف زملاؤه بكل عفوية قدمه ''ببطانية'' كي تخفف الألم أو تساعده على الوقوف، لا أعرف لماذا؟ لكن بقيت الصورة بكل تفاصيلها الدقيقة تمثل طوداً من معاني الرجولة ونكران الذات تروى للأجيال من بعدهم وأنت الآن أحوج الناس إلى هذه الصورة وبهذا النهج الذي رسموه. يا سادة الذاهبون لم يجمعهم فريق واحد ولكن الخلافات لم تذب صلابة مبادئهم فلله درهم من جبال شامخات قبل أن يكونوا لاعبين.
أخبرهم يا كابتن بأننا لم ننس فعلهم الطيب فما زلنا نخبر أطفالنا كيف كانوا ''رجالا صادقين''، كيف هي أخلاقهم كيف ''شرفونا بنبلهم وتعاملهم'' قبل ركلهم للكرة بمهارة وشجاعة. ذلك جيل أحببناه لقوة علاقته مع بعضه، لم يصغوا السمع لمن لا يحسن التوقيت والهدف، وتركوا هوجاء الرياح تلقي بأوراق الفرقة إلى حيث لا رجعة.
أنتم بكم الأمل بعد الله في تحقيق الهدف المنشود، فهل نرى البسمة تعود هذه الليلة ونهتف بأنشودة الزمن الطيب ''الله الله يا منتخبنا إن شاء الله تحقق أملنا، باسم الوطن العب بفن، الله الله يا منتخبنا''.

الخاتمة
''إذا شعرت بالفشل... تأكد أن ما تشعر به هو مجرد صراع بين الاستسلام والمضي قدماً نحو هدفك، ما زال لديك المزيد من الوقت، لذلك كن محاطاً بالأمل في حياتك لتستمر بكل قوة وثبات مع متغيرات دنياك''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي