وجه الرياضيين المشرق
لم يكن الخميس الماضي عادياً بأحداثه، فلم تغب شمس ذاك اليوم حتى أشرق نور الرياضيين ساطعاً بحسن تدبيرهم وجميل عملهم المنظم والذي تجلت فيه صور الفروسية ونُبل المنتصر في أبهى حللها، فلقد قدم الثنائي الجميل أحمد عيد وخالد المعمر مناظرة رائعة بكل ما فيها من مناورة الحاذق وصراحة المنتشي والتي امتدت منذ ليل الأربعاء واستمرت حتى صبيحة يوم الاقتراع، فالوضوح والشفافية والصدق وحسن التعبير والكلام المنمق المتزن كانت واضحة وسمةً غلفا بها حوارهما الانتخابي واستمر العمل الجميل المشرق من قبل المجتمع الرياضي خلال عملية التصويت، فالصورة لم تغب عنها كاميرات البث، فالجميع كان مراقباً وراصداً لكل الخفايا حتى ساد الارتياح والثقة، الفائز ومن لم يحالفه التوفيق كان راضياً مقتنعاً بما حدث فبادر بأخلاق كرام الرجال يمد يمينه مصافحاً ومهنئاً ليبادر الرئيس المنتخب باحتضانه بأخوة وشهامة لا يقدر عليها إلا ذو خلق رفيع.
نعم هذا هو النسيج الرياضي وهؤلاء هم رجاله، نعم هذا ما نقدمه من رقي وفكر وحضارة، نعم هذه الصورة الطاهرة النقية لثقافة التنافس الشريف، نعم هي قلادة الحُسن على الجِيد الجميل، هؤلاء قومي برُقي فكرهم بجميل تنظيمهم بحسن ودهم وصنعتهم، فاز أحميد عيد وكسبنا خالد المعمر فلم نخسر أحداً ولم ينكص الركب عن مسيره، فبعون الله تسير قوافل الركب بجهد أمثالكم لتصل بنا إلى جميل المبتغى ومنصات البطولات التي غابت شمسها.
لن أكتب عن المطالبات ولن أقدم عريضة مشفوعة بمنة الترشيح وضخامة المنصب وتبعاته بل سأتباهى بما قدمه الرياضيون يوم السابع من صفر بعد الألف والأربعمائة من الهجرة والذي مسحوا من خلاله الصورة السيئة التي رسختها بعض الأحداث وكرست الرياضيين بأنهم أبناء مجتمع تعج بزواياه الرشاوى وتغلف أركانه الإسقاطات والبذاءة، ولكنها الحقيقة الماثلة للعيان لكل صنعة وجهان تقتضيه طبيعة البشر فمتى ذكر الوجه المظلم قابله نور الوجه المشع رقياً وفكراً وتنظيما، فلكم جزيل الشكر على ما قدمتموه ولكم جزيل الشكر على ما زرعتموه في نفوسنا من رضا ولكم فائق التقدير والعرفان على ما سيسطره التاريخ من سبق ونجاح في التنظيم وحضور حسن النيات وتشكيلها منظومة عمل أخرجت لنا منتجاً هو الفخر وبداية العمل المؤسسي المحض يؤسس لمرحلة البناء المرحلي القادم بكل مهنية مغلفة بسياج النظم والقوانين.
الخاتمة
بقلم خالد المنيف "كفاحك اليوم وصبرك ومثابرتك هي الثمن الذي يجب أن تدفعه لانتصارات الغد، وأن عمل اللحظة هو سقيا شجرة التميز والتفوق، وقريباً سيسعفك الدهر بمرادك وستنقاد لك أعناق الآمال وستخصب زروعها في حياتك".