الثقافة في غرفة الرياض

قلت في مقالة الإثنين الماضي، إن سلوك وزارة الثقافة المبالغ فيه في التضييق على الناشرين من خلال المغالاة في أسعار تأجير المساحات أمر ينعكس على فكرة تشجيع القراءة والثقافة.
وهمس أحدهم في أذني أن الغرفة التجارية في الرياض، وليست وزارة الثقافة والإعلام، هي التي عمدت إلى رفع الأسعار الخاصة بالمعرض، وبالتالي اضطرت الوزارة إلى رفع الأسعار. وهذا جعل ناشرين يؤكدون أن أسعار الكتب في المعرض سترتفع 100في المائة. الحقيقة أن دور وزارة الثقافة والإعلام حماية المستهلك من شراهة من أخذ قرار رفع الإيجار في المعرض، ومن تغول الناشرين الذين يشتكون الكساد ويعولون على معارض الكتاب في الخليج العربي وفي مقدمتها معرض الكتاب في الرياض.
لقد سعدت أيضا بتغريدات لطيفة عبر تويتر تعقيبا على المقالة من الدكتور عبد العزيز الملحم الناطق الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام، وتحدثت معه هاتفيا أيضا. ومحصلة ما كشف عنه الملحم التالي: الوزير سيلتقي خلال الأيام المقبلة مع ممثلي الناشرين العرب والسعوديين. وهو يؤكد أن الوزارة تأخذ 30 في المائة فقط من قيمة الإيجار الفعلي فيما تتحمل هي دفع الـ 70 في المائة المتبقية من قيمة الإيجار. وأخيرا يقول الملحم إن أسعار المساحات في المعرض أقل 50 في المائة من الإيجارات في الدول المجاورة. هذا أبرز ما ورد في توضيحات د.عبد العزيز الملحم.
وأنا على ثقة أن لقاء وزير الثقافة والإعلام ورحابة صدره ستكون بلسما يعالج إخفاقات وكالة الوزارة في بناء جسور من الثقة مع المثقفين والناشرين.
الآن السؤال المهم موجه لغرفة الرياض: ألا يستحق معرض الكتاب الدولي جزءا من مسؤوليتكم تجاه المجتمع، بحيث يحظى بمزايا إيجارية أخف؟! كنت أتوقع أن يتم تقديم المعرض إلى الوزارة مجانا، لأنه ينطوي على غاية نبيلة وفعل حضاري، فإذا بالأمر لا يخرج عن شهوة وشراهة التجارة التي طالت الوعي والثقافة. أرجوكم: ارفعوا يد مسؤول التسويق العقاري والتجاري عن معرض الكتاب الدولي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي