اليابان تنتعش اقتصاديا.. والفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعا
ينعم النمو الاقتصادي في اليابان بأطول فترة توسع منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الفرحة لا تعم الجميع في ظل هذا الانتعاش الاقتصادي.
وربما كانت كاوري مورانو تعيش بين أقلية، لكن أخريات على شاكلتها في مجتمع فقراء لا يستفيدن من توزيع الثروة ويعيشن على ما يمكن أن يحصلن عليه بجهد جهيد كل يوم.
تعيش مورانو- وهي أم بلا زوج عائل - في طوكيو من دخل وظيفتين: عمل إداري وعمل في مجال الإعلانات. وهي تنعم بالنوم لمدة ثلاث ساعات يوميا ودخلها السنوي يبلغ 2,16 مليون ين (نحو 18570دولاراً) وهو ما يعادل ثلث متوسط دخل أسرة في واحدة من أغلى مدن العالم على الإطلاق.
كما تمنحها الحكومة 800 ألف ين إعانة طفولة لكنها بعد ذلك تجد نفسها بدخل يعادل خمسة دولارات يوميا. وتقول إنها أحيانا لا تجد شيئا سوى الماء والدقيق لإطعام بناتها الثلاث البالغة أعمارهن 5 و10 و18 عاما على التوالي.
وعن المستقبل تقول "اليأس هو الشيء الوحيد الذي ينتظرنا". وتبحث الحكومة اليابانية خفض مخصصات المزايا الاجتماعية لإصلاح العجز الهائل المتراكم على مدى السنين. وقد خفضت بالفعل مبالغ دعم الطفولة للأسر التي تعولها امرأة دون زوج عائل، والآن صارت المساعدات الاجتماعية للسكان منخفضي الدخل عرضة للخطر.
تقول مورانو "لقد تولد لدينا انطباع بأن الحكومة تحاول التخلي عنا. فلو كان في نيتها بصدق أن تساعدنا على أن نستقل ماليا لكان عليها أن توفر لنا الحد الأدنى من الأمان حتى لا يتملكنا الخوف من أن نجد أنفسنا في الشارع ومعنا أولادنا".
وبحسب الحكومة اليابانية فإن أكثر من 1,47 مليون شخص تلقوا مساعدات اجتماعية من الحكومة العام الماضي بزيادة قدرها 60 في المائة في عشر سنوات.
وتواصلت الزيادة في أعداد متلقي المعونات الاجتماعية منذ عام 1995 بعد قليل من انفجار فقاعة الاقتصاد الياباني، ومع استمرار ركود النمو الاقتصادي تغيرت خيارات التوظيف واضعة كلمة النهاية لـ "يابان" تضمن لـ 90 في المائة من مواطنيها توظيفا مدى الحياة وضمان مكان دائم في الطبقة المتوسطة.
يقول بعض الاقتصاديين أنه لن تكون هناك تخفيضات كبرى في المساعدات الاجتماعية. وحكومة رئيس الوزراء شينزو أبي لن تتعمد زيادة الوضع الراهن تدهورا بحسب مارتين شولز كبير الاقتصاديين في معهد فوجنستو البحثي.
لكنه يقول إن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ستزداد اتساعا. ويضيف شولز "الأغنياء على القمة سيزدادون غنى. والأجور للعاملين الدائمين في الشركات ستزيد والأصول الشخصية سترتفع بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل".
أما أولئك القابعون في القاع ويعتمدون على الدخل وحده دون أصول يبنون عليها فإنهم لن يستفيدوا من الانتعاش الاقتصادي في اليابان. واستطرد شولز قائلا إن تضييق الفجوة بين الدخول يحتاج إلى إعادة توزيع الفرص.
وأردف على الحكومة أن تساعد الناس على التوظيف وعلى التعليم وزيادة فرص الرابضين في القاع.