اهتزاز الصورة بين الواقع والتوقعات
يمر سوقنا الآن بحالة من اهتزاز الصورة والتراجع في قيمة مؤشرنا والسبب ليس داخليا بصورة كبيرة ولكن خارجيا وهو ما نلحظه حتى على الأسواق العالمية بتفاوت بين السلب والإيجاب. ولكن المشكلة الكبرى تكمن في أن سوقنا اختلط عليه الأمر فبالرغم من أن الواقع الحالي يبشر بأداء جيد ونتائج جيدة مقارنة بأسعار الأسهم الحالية، نجد أن عددا كبيرا يبني القضية على التوقعات واتجاهات مستقبلية طويلة الأجل. لعل الأحداث الحالية على المستوى العالمي تم امتصاصها من طرف الأسواق العالمية واستجابة لمؤشرات إيجابية نجد أنفسنا أكثر حساسية وتأثرا من الأسواق العالمية. ولعل ضعف المعلومات المنشورة والمرسلة من طرف الجهات الرسمية الاقتصادية المحلية ومن الشركات وتوفر فترات خاملة معلوماتيا، مع إمكانية توفر معلومات مهمة يتعطش لها السوق، تتسبب في السلوك السلبي الحالي وخاصة حيرة المتداولين حول تأثير العالم الخارجي علينا.
صدور مستمر للمعلومات دون فترات غياب طويلة يساعد السوق على التفاعل وإدراك حجم ونوعية التأثير المحلي والعالمي ويجعل سوقنا أكثر نضجا في التفاعل والتعامل. ولعل طول الغياب يجعل التوقعات مفتاحا للقرار بدلا من إدخال تأثير الواقع عليه، مما يجعل صناعة المعلومة من خلال تدرج وزيادة فترات دخولها للسوق أمر حتمي لنا. لفترات البيات والتي تغيب فيها المعلومات تترك مجالا للشائعات والتوقعات مع حقيقة للأسف أننا اعتدنا على النمط القصير في بناء التوقعات. وبالتالي لا تدخل وتراقب نتائج القرارات القصيرة الأجل التي اتخذت وتراجع معها السوق من جانب واقعنا الطويل الأجل بفعل غياب الربط والتحليل المالي.
نحتاج إلى أن نفهم أن غياب المعلومات القصيرة الأجل لا يكون على حساب بناء توقعات على متغيرات غير مؤثرة أو شائعات تفتقد القاعدة الصلبة. للأسف وضعنا الحالي أثر في سوقنا بسلبية كبيرة وبرؤية بمساحة ضيقة بحيث إذا تحسن سوقنا لفترة قصيرة ارتد سلبا بمعدلات أعلى بالرغم من عدم وجود الخلفية المقبولة، وما نعيشه خلال الفترة الحالية لا يعد مقبولا بكل المقاييس.