ثقافة المتاحف
في لندن، كنا والصديق إبراهيم البلوشي نتنقل من متحف إلى آخر، وكان معنا صديق ثالث، بدا مرتبكا ومتأففا من هذا السلوك الذي لم يكن يراه سويا. في نهاية رحلتنا، قال هذا الصديق: في أسبوع واحد شاهدنا من المتاحف ما لم أشاهده طيلة حياتي من متاحف.
الحقيقة أنه من النادر أن تجد سائحا خليجيا تستغرق زياراته للمتاحف قدرا كبيرا. بشكل عام عادات السائح الخليجي تبدو مختلفة، مقارنة بالسياح من غير العرب.
السائح الياباني تراه يتنقل من مكان إلى آخر تسبقه الكاميرا التي تتقافز وهي معلقة على صدره، وكذلك الأمر بالنسبة لشعوب أخرى.
في تقرير نشره الزميل أيمن الرشيدان في ''الاقتصادية'' الخميس الماضي، قال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار منحت 64 ترخيصا لإنشاء متاحف خاصة. هذا الأمر مبهج حقا. ولكن من منا زار المتاحف الموجودة لدينا؟
إن إجازة العيد، هي عامل محفز لممارسة مثل هذه الزيارات، هذا طبعا إذا لم يتم التعامل مع المتاحف والمكتبات العامة باعتبارها منشآت حكومية تتمتع بالإجازات مثل سواها من الدوائر الحكومية.
قلت للأخ مبارك الرباح على تويتر، وكنا نتحاور حول المتاحف الجديدة، أتمنى أن يأتي اليوم الذي نشهد فيه متاحف تتولى التعريف بشخصيات تاريخية قديمة مثل حاتم الطائي، وعنترة بن شداد. ما الذي يمنع؟ بعض المتاحف في الخارج محورها الأساسي رسام أو شاعر أو كاتب.