الشعر والوطن يتحدان.. أمسية وطنية تواكب قدوم المليك للمدينة
واكبت أمسية "من أجل الوطن" التي نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي مساء الإثنين الماضي مقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المدينة المنورة، وشارك في الأمسية الشعراء خالد النعمان ومروان علي المزيني، فيما غاب عنها الشاعر خالد محمد سالم بسبب ظروفه الصحية، حيث أناب عنه ابنه الطفل عبد الله خالد محمد سالم مقدماً مقطوعات من قصائد والده الوطنية.
وعلى إيقاع حب الوطن تغنى شاعر المطولات خالد النعمان بالأمسية التي قدمها عضو أدبي المدينة نايف فلاح الجهني بعدد من القصائد الوطنية بينها "راحت تقابله أشذاء موطنه"، "من باعها يبغى سواها أفلسا"، "حان الرحيل"، "في كل حين للعدو هزيمة"، "لطيفة".
الشاعر مروان علي المزيني مضى هو الآخر في قصائده الهائمة في حب الوطن وقرأ عددا من القصائد امتازت بغنى الأساليب عبر انتقالات سريعة بين التقرير والاستفهام والتعجب، ومنها "وطن الجمال"، "عَلمٌ ووطن"، "كوب الشاي"، "كم".
وكانت البداية لمقطع من قصيدة الشاعر خالد محمد سالم ألقاها ابنه الطفل عبد الله بعنوان "لك الروح يا موطني" قال:
لك الروح يا موطني والفدا
وكيف إذا أنت لا تفتدا؟
فأول تربك مس اليدا
وأول مائك بل الصدا
فعش موطني للعلا سيدا
نموت وتبقى لأولادنا
كذلك تحيا لأحفادنا
وعاد الشاعر خالد النعمان للتغزل في الوطن من خلال قصيدة بعنوان "من باعها يبغى سواها أفلسا" وقال:
متع (بما ترنو إليه) الأنفاسا
هذا النفيس، فلست تلقى الأنفسا
ذى روضة المختار ثمة مسجد
فيه شفاء النفس من كل أسى
إن شئت تربح لا تبع أحلى المنى
مهما الزمان عليك يا صاح قسا
أو يغرينك في سواها مطمع
من باعها يبغى سواها أفلسا
ومن قصيدة "وطن الجمال" يقول المزيني ممتدحاً خادم الحرمين الشريفين الذي تزامنت الأمسية الشعرية مع حضوره إلى المدينة لافتتاح مشاريع تنموية وأكبر توسعة للحرم النبوي بقوله:
ملكٌ يبثّ الخيرَ في كل الرّبى
حتى فاضَ على السفوح وسالا
شتى المجالات استنار فضاؤها
في موطني قد أشعلت إشعالا
في توسعات الخير في الحرمين في
نشر المعارف رفعة وضلالا
في الجامعاتِ وفي العقول وفكرها
فبها سترقى لا ترومُ وبالا
حتى الصناعة قد تنامى حظها
فاجتاز آثار البلاد وطالا
عند المحافِلِ موطني ذو بصمةٍ
والفعل منه يصدق الأقوالا
قد حُزت يا وطني الريادةَ شامخا
تحيا بعزّ واثقا مفضالا
وانطلق الشاعر خالد النعمان يرحب بمقدم خادم الحرمين من خلال قصيدة بعنوان "راحت تقابله أشداء موطنه" وقال مرحبا بمقدمه الميمون للمدينة المنورة:
مليكنا وحبيب الشعب قائدنا
هلت طلائعهُ بالنور كالقمرِ
تهلّلَ الشعبُ سعدا وانتشَى فرحا
وصار مبتهجاً من كان في كدر
أهدى المليك على أحبابه حزماً
من المكارم فاقت غالي الدرر
في كل حقل يريد الخير قاطبةً
للشعب طُرّا فَسَل تُنبأ عن الخبر
تلك المكارم لا يُحصى لها عدد
فاضت على شعبه بالجود مُنهمر
في كل آن له أيدٍ لنهضتنا
لا يجحد الفضل إلا كل ذي بَطَر
ومن قصيدة "عَلمٌ ووطنٌ" يقول المزيني:
رفرف – فديتك- بالتوحيد يا علمُ
واصدح بحب بلادي أيها القلمُ
رفرف عزيزاً في الآفاق مفتخراً
إن هزّ جنحك ريحٌ زادك الكرمُ
واخفق بحب قلوبٍ زدتهم ولها
كم تحت رايتك الشماء قد حكموا
تغشى بنوك حياةٌ في مسالكها
لكن إذا اجتمعوا في ساحك التأموا
كلٌ ينكس في الأحزان رايتهُ
إلاّك تُرفع دوماً أيها العلم