اجتماع "المركزي الأمريكي" سيستقطب اهتمام المُستثمرين ويزيد من تذبذب السوق
للأسبوع الثاني على التوالي تُسهم التقارير والمؤشرات الاقتصادية وحدها في دعم وارتفاع الأسهم الأمريكية وتضاءل تأثير إعلانات أرباح المُتبقي من الشركات، صدرت عدة مؤشرات اقتصادية ولكن أهمها كان تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) ومعدل الناتج المحلي GDP للربع الثالث، وأكثر المؤشرات الرئيسية ارتفاعاً كان مؤشر ناسداك بنسبة 1 في المائة وقريباً منه ارتفع مؤشرا "داو جونز و"S&P 500 بنسبة 0.9 في المائة ، ولعل وصول سهم "سيتي جروب" Citygroup إلى سعر مرتفع لم يصله منذ 52 أسبوعا أسهم في ثبات "داو جونز" ومحافظته على المكاسب التي حققها.
وسط هذا الصعود يعلو صوت البعض أو لنقل هواجس البعض بأن سبب استمرار الارتفاع هو توقع بعض المُستثمرين أن يقوم "الاحتياطي الفيدرالي" بتخفيض الفائدة في بداية عام 2007، لا يوجد أمر يضغط على البنك المركزي ليقوم بهذا التخفيض على الأقل في العام الحالي، حسناً سنبدأ بالبيانات الاقتصادية التي ظهرت، وأهمها تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) الذي صدر يوم الجمعة الماضي مرتفعاً بعدد 132 ألف وظيفة جديدة وهو أكثر من التوقعات التي كانت تتنبأ بـ 100 ألف وظيفة جديدة، هذا الارتفاع بعدد الوظائف شهراً بعد شهر وثباته عند معدلات جيدة يقود إلى توقع ارتفاع إنفاق الفرد مما يقلل من مخاوف الركود الاقتصادي. أيضاً صدر تقرير عن مؤشر ISM للخدمات مرتفعاً في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) فوصل إلى 58.9.
الأسبوع الحالي
سيكون اجتماع "الاحتياطي الفيدرالي" هذا الأسبوع محط أنظار المُستثمرين والمُحللين ومديري الصناديق، حيث إن الاجتماع سيتركز على السياسة النقدية وتحديداً الفائدة وما سيصير عليها من تغيير، ومن هنا يتوقع أن يزداد تقلب السوق خلال هذا الأسبوع، ويضاف إلى أهمية هذا الاجتماع أن هناك عددا كبيرامن البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع منها ما يتعلق بمبيعات التجزئة وهذا تقرير مهم لبدء موسم الأعياد، إضافة إلى تقارير أخرى عن التضخم، لكن يبقى أن الاهتمام منصب على يوم غد الثلاثاء حيث ينعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.
التوقعات تتحدث عن أنه لن يُسفر عن الاجتماع أي تغيير على سعر الفائدة حيث سيبقى عند 5.25 في المائة، ومع هذا يبقى الاجتماع مهما لما سيُصرح به محافظ البنك المركزي حول التضخم ونمو الاقتصاد، وجميع هذه الهموم الاقتصادية والعالم كعادته كله سيراقب وسيراقب أيضاً اجتماع "أوبك" يوم الخميس حتى يعرفوا هل سيتم خفض إنتاج النفط، وهذا الاجتماع أيضاً سيُشكل ضغطا على السوق حتى يُعرف القرار.
من البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر تقرير عن مبيعات التجزئة يوم الأربعاء حيث يُتوقع ارتفاعه 0.2 في المائة مقارنة بـ 0.4 في المائة انخفضت فيها المبيعات في تشرين الأول (أكتوبر)، وعند استثناء سلع مثل السيارات فإن المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة 0.3 في المائة بعدما انخفضت 0.4 في المائة ، يوم الجمعة ستصدر نتيجة مؤشر أسعار المُستهلكين CPI، حيث من المُتوقع أن يرتفع المؤشر 0.2 في المائة مقارنة بانخفاضه 0.5 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر)، بينما المؤشر الأساسي لأسعار المُستهلكين يُتوقع أن يرتفع 0.2 في المائة منطلقاً من 0.1 في المائة .
سيُعلن أيضاً عن بيانات اقتصادية أخرى مهمة مثل الميزان التجاري ومقدار العجز فيه حيث يُتوقع أن يرتفع كالعادة ليُصبح 63.5 مليار دولار وفي يوم الثلاثاء سيُعلن عن ميزانية الخزانة، أما الخميس فسيُعلن فيه عن أسعار الاستيراد والتصدير التي يتوقع لها أن تنخفض كما هو مدون في الجدول الاقتصادي المرفق.
التحليل الفني
في التقارير السابقة دائما أتحدث عن المتجه الصاعد المحدد باللون الأخضر كدعم مهم، الذي أثبت عدة مرات قوته ومقدرته على دعم "ناسداك" ومنعه من الهبوط، ولكن يوم الخميس أغلق "ناسداك" تحت المتجه الهابط وتحت متوسط حركة عشرة أيام، ويوم الجمعة أغلق تحت المتجه الصاعد ولكنه أعلى من متوسط حركو عشرة أيام، وأصبح متوسط حركة عشرة أيام قريبا جداً من القيام بعملية هبوط تحت متوسط حركة 20 يوما واختراقه لأسفل، وفي حالة حدوثه فإن هذا يُنبئ بحدوث موجة بيع.
أين هي مستويات الدعم التي ستدعم "ناسداك" في حالة هبوطه؟ أولها عند 2395 نقطة وذلك بسبب وجود مستوى دعم صغير تكون في الثامن والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، وأيضاً لوجود المنحنى السفلي لـ "
البولينجر باند"، وهذا يفتح المجال أمامنا للحديث عن أنه في حالة تقدم "ناسداك" وصعوده فنحن أمام نطاق محدد من التذبذب وهو بين 2395 و2450 نقطة، والنطاق الضيق يُحدده أيضاً مؤشري البولينجر باند العلوي والسفلي، في مثل هذه الحالة من المفترض مراقبة السوق، ومن هو مهتم بالشراء يجب عليه دراسة السهم الذي يملكه أو الذي يريد شراءه لأن السوق في هذه الفترة سيشتد فيها تقلبه أكثر مما مضى.