كتاب يجمع شعر ونثر 44 مثقفا أحسائيا
يستعد الدكتور الشاعر عبد الله البطيان بمعية الشاعر محمد بن ناشي لإصدار ''إضاءة 2''، الذي يجمع 44 مؤلفا من منطقة الأحساء في كتاب واحد يتناول إبداعات هؤلاء في مجالي الشعر والسرد، ويعد الكتاب خطوة لاحقة لتجربة الكتاب الأولى إضاءة في جزئه الأول الذي جمع 38 مؤلفا ومؤلفة من مؤلفي الأحساء تحت مظلة أدبية واحدة ورغبةً في خدمة الهم الثقافي الأدبي.
وعمد البطيان وش ريكه ابن ناشي لجمع شمل المبدعين في كتاب متنوع المعالم، حيث يعتبر تقديما للمبدع والمبدعة وسبيلا لتوسيع شبكة القراء، وذلك بعرض نماذج من نصوص كل كاتب مرفقا بسطور من سيرته ووسيلة للتواصل معه بصورة أقرب للتراجم والسير، وابتدأ العمل بجمع البطيان لقاعدة بيانات واسعة من خلال أرقام هواتف المبدعين والمبدعات وتم الاتفاق على أن تكون النصوص ملكية خاصة بالمشارك الذي يشترط فيه أن يكون أحسائيا وألا يقل عمره عن 18 سنة، وأن يدفع رسوم المشاركة ليتسنى توثيق وطباعة ونشر المجموع وفق مقاس تم الاتفاق عليه لمنتج الطباعة، وبذلك يحصل كل مشارك على 50 نسخة من الكتاب ويتم توزيعه على كل مكتبة حكومية عامة ومكتبات الجامعات ومكتبات جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية والمهتمين على مستوى المملكة.
وقد قام البطيان في الخطوات الأولى بالاتصال المباشر على الأدباء والأديبات والكتاب ذوي الشأن وممن لهم قاعدة بيانات في جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية وبعض المنتديات المعروفة على مستوى المنطقة، مؤكدا أنه لم يتم التغافل عن أي مبدع أو مبدعة، إذ يقول: ''كل من وقع لدينا رقمه أو بريده تواصلنا معه وعرضنا عليه الفكرة، وتم نشر إعلان الكتاب في الفيس بوك والواتس آب والرسائل الإلكترونية وبريد المنتديات وفي الجرائد المحلية من خلال متعاونين، كما تم بث عرض فيديو يحاكي الكتاب وفكرته على قناة باليوتيوب''.
ويقيم البطيان فكرة إضاءة 1 ''بالناجحة وفق ما تم الإعداد له في جمع المؤلفين ونشره وطباعته دون الاعتماد على أحد سوى المشاركين أنفسهم، بهدف ألا يكون الفضل في إبراز هذه الثمرة إلا للمشارك مع معدي الكتاب وأصحاب الفكرة فقط، وحول رؤية النخبة من الناس لهذا العمل يرى البطيان إنها منقسمة فبعضها يؤيد الإصدار ويثني على عزيمة مؤلفي الكتاب في إخراج النتاج دون الاعتماد على أحد، فيما الفئة المعارضة من النخبة فتشير إلى أنها ابتعدت عن لب المشروع وهدف الفكرة واهتمت بالأمور الفنية بشكل بحت ودقيق فيصمون بعض المشاركين بالعدول عن المستوى المأمول بالنسبة لوجهة نظرهم.
ودافع مؤلف الكتاب عن الفكرة التي قامت عليها ''إضاءة''، مشيرا إلى أنها ظلت بعيدة عن مسألة الأمور الفنية، حيث الفكرة هي جمع وإعداد لكل من يرغب من المشاركين بغض النظر عن مستوى النصوص المتقدمة، ويرى أنها أمر موكل بالمشارك وهو مخول بعرض نماذج من أعماله بالصورة التي يراها بنفسه، واعتبر البطيان المستوى الفني لـ ''إضاءة 2'' أفضل بكثير من الإصدار الأول لمراعاتهم الانتقادات والمآخذ السابقة التي تخدم مشروع الكتاب، مؤكدا أن من المشاركين من يحظون بنصيب إعلامي جيد وبضع فقط منهم من يعتبرهم المختصين مبتدئين، واستدرك الدكتور عبد الله البطيان ليضيف: ولكن كوني أنا من قام على الجمع والإعداد وتابع كل شاردة وواردة ففي تقديري أن كل المشاركين هم أفضل من أعظم كاتب لدينا في المنطقة حين كان في عمر المشارك، المقصود حيث كل بداية لها أثر ومن بدأ بهذا المنوال فمستقبله أفضل بكثير، حيث اجتمع متخصصون في مجالهم وفنهم وهم الغالبية ومفاجأة الظهور خير دهشة.
وحول أكبر صعوبة واجهت ''إضاءة'' قال البطيان: ''هي أن يكون صاحب الفكرة والجامع للكتاب شخصا يعترض عليه كثيرون باعتبار أنه ليس مؤسسة ثقافية كي يقوم على جمع الكتاب وحده. وأشار إلى المعوقات الرديفة وهي جمع المشاركات وجمع المبالغ وتوثيق الأعمال في وقت قياسي قصير خصوصا في ظل تواجده في جنوب المملكة، حيث يعمل هناك حيث تم إيكال الكثير من الأمور للشاعر محمد ناشي شريكه في نجاح العمل.
وقد أشاد البطيان بقول المهندس عبد الله الشايب إطراءً في ''إضاءة'': إنكم أنجزتم ما لم يتم إنجازه خلال 30 سنة، وقول الشيخ محمد سعيد الملا: إن كتابكم هذا ما بين الدفين مهما حمل فهو سيصبح مرجعا مهما في وقت مقبل، والكاتب جعفر الأحمد صاحب صفحة إنسان الذي صرح بالاعتذار للشاعر عبد الله البطيان والشاعر محمد ناشي لاعتباره كتابهما ناجحاً في حين كان قد أبدى معارضته في البداية لفكرة الكتاب.