مفهوم الفرح لدى المسلمين يسيطر على احتفال «أدبي المدينة»

مفهوم الفرح لدى المسلمين يسيطر على احتفال «أدبي المدينة»

أكد الباحث في السيرة النبوية الدكتور تنيضب الفايدي أن الاحتفاء بالمناسبات السعيدة بالرقص بالسيف والحربة بطريقة (الحجل) من الأمور المشروعة في الإسلام، وقال إن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ رقص بعد فتح خيبر وعودة جعفر بن أبي طالب من الحبشة كما أذن لعائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن تحضر احتفالا أقيم داخل المسجد النبوي يؤديه رجال بالطريقة ذاتها موضحاً أن صفة مثل هذا النوع من الرقص هو أن يقوم الراقص برفع قدم وإنزال أخرى حاملاً سيفا أو حربة تعبيرا عن جديته ورجولته ولتلافي صفة "الميوعة "الملازمة غالبا للرقص.
وتقاسم أدباء ومثقفو المدينة المنورة الثلاثاء الماضي في نادي المدينة الأدبي الحديث حول ذكرياتهم عن العيد، ومواقفهم وكذلك المورثات الشعبية والفولكلورية التي حفظتها الذاكرة الشعبية لأبناء المدينة خلال تلك المناسبة، وقدم عدد من الشعراء قصائد خاصة بهذه المناسبة فيما استعرض الجسيس صالح عمر خلال الحفل عددا من المقامات الحجازية الشهيرة التي عرفتها المدينة منذ صدر الإسلام مطالبا الدوائر الثقافية بالحفاظ على هذا اللون الثقافي المعروف عن الحجاز منذ صدر الإسلام الأول مع مؤذن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بلال بن رباح ـــ رضي الله عنه.
وتميز حفل نادي المدينة الأدبي بتنوعه الخطابي إذ شهد نقاشا ثقافيا رسخ لمفهوم الفرح عند المسلمين بعيد الفطر المبارك كشكر للخالق على إتمام شهر الصوم فيما شهد الحفل أيضا مشاركات شعرية وألحانا طربية للجسيس صالح عمر، في حين حضر عدد من المثقفين والأدباء وأعضاء الجمعية العمومية استحضروا فيه فنون أهل الحجاز التي تعكس هويته وثقافته الخاصة للاحتفال بالعيد والمناسبات السعيدة بالفنون التي من بينها المجس، الدانة والمجرور.
وأكد الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي أن الحفل يهدف إلى المزيد من التواصل وتبادل الآراء والأفكار والمقترحات، مؤكدا أن النادي سيواصل الأسبوع المقبل نشاطه المنبري وفعاليات صالون أسرة الوادي المبارك وفق برنامج النادي الثقافي المعد لموسم 1433هـ، وقال مرحباً بالحضور: ما أجملها من ليلة تتعانق فيها الشمس والقمر وكواكب السماء في لقاء أحبة يسوده الود والأخوة، وما أجمل الكون حين تشرق شمسه ويسطع قمره وتتوهج كواكبه ويكتسي حلة بهيجة تسر الناظرين، وإذا كانت الشمس والقمر والكواكب هي زينة السماء ومصدر الضياء فيه فإن ناديكم الأدبي هو سماؤكم وأنتم شمسه وقمره وكواكبه الذي يظهر جذاباً من اقتباس آرائكم ومقترحاتكم وتطلعاتكم.
وأكد المنشد صالح عمر وهو يتحدث عن ذكرياته مع العيد في الحفل الذي قدم له عضو أدبي المدينة نايف فلاح أن المجس يعد من الفنون الحجازية الغارقة بالأشجان والتي تشارك أهل الحجاز أفراحهم ومسراتهم وقد لا يكتمل الفرح إلا بحضور "الجسيس" الذي عادة ما يطرب الحضور بألحانه العذبة التي تنشر الفرحة في كل مكان، والذي لا يعرف المجس يخيل إليه عندما يسمعه أنه يستمع إلى الموال العربي سواء الموال المصري أو العراقي أو غيرهما، غير أن المجس ـــ بحسب عمر ـــ له خصوصيته من حيث المقام والأداء.
وحذر الجسيس صالح عمر من أن هذه التركة العظيمة على صعيد الموروث الشعبي والثقافي في الحجاز في طريقها للاندثار والضياع، مطالبا أن تبادر الأجهزة المعنية بالتراث والثقافة للحفاظ على هذا الموروث الشعبي الذي اختص به أهل الحجاز، مبيناً أن هذه الثروة الفنية يعود تاريخها لأكثر من 1430 عاما، وأن مؤذن الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ الصحابي بلال بن رباح كان يؤذن بهذا المقام الحجازي المعروف بتأثيره في القلوب، وذكر أنه خلال زيارته إحدى الدول الأوروبية وجد من يستخدم هذا الفن والذين لم يخفوا دهشتهم عندما سمعوا مقام الحجاز الذي لا يستطيع أحد أن يؤديه بإتقان من غير أهل الحجاز، وشهد الحفل مداخلات شعرية لكل من الشاعر أبو الفرج عسيلان والشاعر يوسف الرحيلي وكذلك الشاعر مروان المزيني.

الأكثر قراءة