تجار الكاسيت الإسلامي: لا توجد رقابة تحمي حقوقنا .. قد تنتهي صناعة الألبومات

تجار الكاسيت الإسلامي: لا توجد رقابة تحمي حقوقنا .. قد تنتهي صناعة الألبومات

في الوقت الذي تزدهر فيه صناعة الشريط الفني الإسلامي ثقافيا وتنتشر، إلا أن هذه الصناعة عمليا تتعرض للخسارة اقتصاديا، ما ينذر بتوقفها، وهو الأمر الذي يحذر منه صناع هذا النوع من العمل الفني الذي يتعرض للسطو الفني من خلال أدوات التقنية الحديثة.
وقال متخصصون في مجال الإنتاج والتوزيع الإسلامي- وهم متضجرون- حقوقنا مهدرة ولا توجد رقابة تحمي أعمالنا، والكاسيت الإسلامي انتهى، وكُبرى مؤسسات الإنتاج في السعودية أوقفت إنتاج إصداراتها عبر الكاسيت من عام 1425هـ (2005)، في حين أن السي دي سهل النسخ ما زال يحتضر.
واقترح هؤلاء على وزارة الإعلام أخذ رسوم عند كل فسح وذلك لكي تقوم الوزارة بحماية إصداراتهم من النسخ وعدم ضياع الحقوق، وقالوا: للوزارة الفضل في حجب بعض المواقع، وهي ليست عاجزة عن تعيين مراقبين يكون دورهم حماية حقوقنا المادية من النسخ عبر وسائل التقنية الحديثة وخاصة الإنترنت. وفيما يلي التفاصيل:
قال لـ "الاقتصادية" متخصصون في مجال الإنتاج والتوزيع الإسلامي- وهم متضجرون-: حقوقنا المادية مقابل الأعمال التي نقوم بإنتاجها مهدرة، ولا توجد رقابة تحمي حقوقنا، والكاسيت الإسلامي انتهى، وكُبرى مؤسسات الإنتاج في السعودية وقّفت إنتاج إصداراتها عبر الكاسيت من عام 1425هـ، والسي دي سهل النسخ، وما زال يحتضر، والسبب وراء كل هذا التدهور هم أشخاص جعلوا جل همهم نسخ الإصدارات المنتجة قبل أن تصدر إلى الأسواق ونشرها عبر وسائل الاتصالات الحديثة بكافة أنواعها، وقد اقترح أصحاب مؤسسات الإنتاج والتوزيع على وزارة الإعلام أخذ رسوم عند كل فسح، وذلك مقابل حماية إصداراتهم من النسخ وحماية حقوقهم المادية والفكرية، وأرجعوا للوزارة الفضل في حجب بعض المواقع، مؤكدين أنها ليست عاجزة عن تعيين مراقبين يكون دورهم "حماية حقوقنا المادية من النسخ عبر وسائل التقنية الحديثة خاصة الإنترنت وبعض القنوات الفضائية".
وأكد سالم النقيب مدير مؤسسة أخي للإنتاج والتوزيع في المدينة المنورة، أن الكاسيت الإسلامي انتهى من عام 1425هـ بعد أن رأت كُبرى المؤسسات المتخصصة في الإنتاج والتوزيع ألا جدوى ربحية من إنتاجه، وأصبحت قيمته في الوقت الحالي ريالا واحدا، ومع هذا السعر المتدني لا يوجد عليه إقبال كذلك.
وأضاف سالم النقيب أن السي دي سهل النسخ ومصيره إلى الانتهاء والاضمحلال وسيؤول كما آل إليه الكاسيت لا محالة إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
وبين النقيب أن السبب الرئيس الذي أدى إلى ضعف الإقبال على شراء الأعمال المنتجة هو نسخها عبر وسائل التقنية والاتصالات الحديثة وبجودة عالية ونشرها دون مقابل، ومن ثم أصبح المستهلك يرى أن العمل المنتج المُعد للبيع والمُتوافر في مكاتب التسجيلات لا ضرورة لشرائه.
ويرى النقيب أن حتى الأعمال الفنية مثل "الغناء" تعاني ضياعا في الحقوق المادية، وهي الأسباب نفسها التي أدت إلى ضعف الأعمال الإسلامية التي تتميز عن الأنواع كافة من الأعمال بالإقبال المتزايد عليها من الجمهور، ولكن بطرق لا تخدم المنتجين.
غير أن الأعمال الفنية لها موارد دخل أخرى متنوعة مثل إقامة الحفلات والشراكات الدعائية التي ترعى الحفلات العامة والخاصة، وهي التي تقدم دعما ماديا يغني عن الأرباح المنتظرة من بيع الكاسيت والسي دي المتوافر في الأسواق.
والحل كما يراه النقيب لعودة مؤسسات الإنتاج الإسلامية إلى ذروة قوتها التي عاشتها في فترة التسعينيات الميلادية هو إيجاد جهات تمنع النسخ التجاري وتحاربه، ووزارة الإعلام كما يقول النقيب لها دور وفضل في حجب بعض المواقع، ويتساءل: إذن لماذا لا تحجب المواقع التي تتعدى على الحقوق المادية، إذ يقترح النقيب على وزارة الإعلام أخذ رسوم عند الفسح لمن يريد أن يحمي حقوقه من التعدي، وتنفيذ العقوبات على أصحاب المواقع والقنوات التي تخصصت في نسخ ونشر الأعمال المنتجة دون وجه حق.
من جانبه، يقول عبد الله عبد العزيز مهندس صوت في مؤسسة إنتاج في منطقة القصيم إن الكاسيت الإسلامي ما زال حاضرا، ولكنه سينتهي في حال استمرار الأوضاع التقنية في هذا المستوى المتسارع من التطور، وذلك لأن الكاسيت مع التطور التقني قل الاحتياج إليه؛ وفي السيارات الحديثة أصبح يُستخدم السي دي بدل الكاسيت، وأضاف أن العمل التطوعي يدعم الأعمال الإسلامية ولكنه ضعيف؛ لأنه محصور في أشخاص مُعينين، أما الأعمال الفنية غير الإسلامية فهي أقوى لأن دعمها يقوم على مؤسسات إنتاج تملك إمكانات أكبر ويتاح لها سوق أكبر وفضاء أرحب.
ويشير فرحان المطرفي مدير قناة صدى الفضائية إلى أن وسائل التقنية الحديثة لها النصيب الأكبر في وجود هذه المشكلة، وقال إن المشكلة موجودة ولكن ما زال الكاسيت الإسلامي والسي دي عليه طلب من قبل المستهلكين، والاختلاف في الطلب يكون بحسب المادة المُنتجة، ويرى المطرفي أن العمل التطوعي في إنتاج وتوزيع الأعمال الإسلامية ليس سببا في المشكلة.
ويقول أبو عمر أسامة أحمد وهو منشد ومدير تنفيذي لمؤسسة الروابي الإسلامية للإنتاج والتوزيع ويملك من الخبرة في مجال إنتاج الإصدارات الإسلامية قرابة 28 سنة إنه في عام 1405هـ (1985) كان إنتاج الأعمال الإنشادية يتصف بالبساطة والعفوية، وكان القائمون على هذا الإنتاج هم مجموعة شباب يؤدون أعمالهم في ذلك الوقت بقصد الافتخار والتنافس الفني في إيصال الرسالة المطلوبة من صدق الأحاسيس وقوة الكلمة وأصالة اللحن، وكان الشاعر والمنشد والملحن لا يتقاضى شيئا على أعماله.
ولفت أبو عمر إلى أن إنتاج الإصدارات الإسلامية مثل الأناشيد وتلاوة القرآن الكريم تاريخيا كان يأتي من دولتي الكويت والبحرين، وذلك قبل أن توجد في السعودية مؤسسات إنتاج.
وبيّن أسامة أحمد أن فترة الذروة التي كان فيها إنتاج الإصدارات الإسلامية وتوزيعها في أوج قوته كان من عام 1415هـ إلى عام 1428 هـ، وقال إن أسباب قوته في ذلك الوقت كثيرة، منها قلة القنوات الفضائية المتخصصة في المجالات الإسلامية، واعتماد المستهلك على مكاتب التسجيلات الإسلامية، ومتابعة ما يصدر من مؤسسات الإنتاج، والإنترنت ووسائل الاتصال بشكل عام لم تكُن مُستخدمة بشكل واسع في ذلك الوقت.
وأضاف أسامة أحمد بقوله إنه بعد عام 1428هـ بدأ يقل إقبال المستهلك لبعض ما تنتجه مؤسسات الإنتاج والتوزيع الإسلامي، ويوجد بعض مؤسسات الإنتاج والتوزيع الإسلامي المتخصصة والمتكاملة التي تُقدم مادة إعلامية جيدة تهم المُتلقي، ويكون مقدم المادة له شهرة في الوسط الإعلامي تحظى إصدارات هذه المؤسسة بالقبول إلى هذا اليوم.
وعن المشاكل التي تواجهها مؤسسات الإنتاج والتوزيع الإسلامي قال أبو عمر إن نسخ الأعمال المنتجة ونشرها عبر وسائل التقنية الحديثة من دون الرجوع إلى أصحاب هذه الأعمال هي المشكلة الحقيقية التي يعانيها أصحاب مؤسسات الإنتاج.

الأكثر قراءة