اقتصاديون: السعوديون الأكثر استخداماً لأجهزة تقنية المعلومات والاتصالات
أشعلت الإجازة الصيفية فتيل خدمات الاتصالات التي أطلقها عدد من شركات الاتصالات المزودة للخدمة، في الوقت الذي ارتفعت فيه عروض المنتجات التقنية من الأجهزة الكمبيوترية والهاتفية الذكية فيها، كان ذلك أيضا مواكبة مع الإصدارات الحديثة التي أطلقها عدد من الشركات العالمية مثل ''بلاكبيري'' وHTC و''جالاكسي إس 3''.
وغطت عروض خدمات الاتصالات المحلية صيف هذا الموسم بباقات للاتصالات الداخلية والخارجية وباقات للبيانات تشمل التجوال الدولي، وتتضمن بعضها الأجهزة الهاتفية الذكية والحواسب الشخصية المتنقلة وأجهزة ''التابلت''.
فيما اشتدت المنافسة بين مقدمي خدمة الاتصالات على باقات التجوال الدولي تزامنا مع موسم الإجازات والسفر والحرص على إبقاء العملاء مرتبطين بالخدمات في أي مكان في العالم، خصوصا في الدول التي يكثر الإقبال عليها في الصيف أو التي لديها جالية كبيرة في المملكة.
وفي هذا السياق أوضح مدير مركز تقنية المعلومات والاتصالات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور منصور الدعجاني أن ''المجتمع السعودي مستخدم متميز لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، إذ تبلغ نسبة الانتشار لخدمات الاتصالات المتنقلة على مستوى السكان نحو 188.5 في المائة، حسب إحصائيات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ويعني ذلك أن كل مواطن يمتلك جوالين على الأقل''.
وأشار الدعجاني إلى أن المجتمع السعودي دخل بقوة إلى قنوات التواصل الاجتماعي، ويأتي ثانيا على مستوى العالم العربي بعد مصر، ويؤكد ذلك أن المجتمع السعودي مثقف تقنيا من حيث الكم ولكن ليس على مستوى نوعية الاستخدام.
وأوضح أنه بالرغم من هذا التوجه الكبير لاستخدام التقنية لا يزال مستوى السرعة الذي تقدمه شركات الاتصالات ضعيفا، وتأتي المملكة إحصائيا في ذيل الدول المتقدمة فيما يتعلق بسرعة الإنترنت خصوصا في الأجهزة المحمولة، وهذا يشكل عقبة كبيرة في طريق الاستفادة من الخدمات المعلوماتية التي تقدم من خلال الهاتف الجوال، ولا يتناسب مع حجم السوق وإقبال المستهلكين.
وعلى مستوى الشبكات أوضح أن الصورة ليست أفضل، فلا تزال سرعة الإنترنت الفعلية في المملكة تراوح بين 4 و5 ميغابت في الثانية، بينما يصل في الدول المتقدمة إلى 35 ميغابت في الثانية. وقال إنه بالرغم من تواضع مستوى الخدمة في المملكة، إلا أن الأسعار مرتفعة.
وقال إن تواضع الخدمة يعود لتواضع البنية التحتية لتقنية المعلومات في المملكة التي ما زالت تحتاج إلى تطوير، وأضاف أن المستخدمين في المملكة يفتقدون شبكات الألياف البصرية، كما أن نطاق الإنترنت الذي تقدمه هيئة الاتصالات والمعلومات مكلف للشركات ويحد من أرباحها في حال تقديمه لعملائها.
ورحب الدعجاني بالعروض التي تتنافس من خلالها مقدمي خدمات الاتصالات مطالبا باختيار المنتجات التي تعكس المتطلبات وتقلل الأسعار فيما يتعلق بسرعات الإنترنت على الأجهزة المحمولة وعلى الشبكات، معتبرا ذلك يساعد المجتمع على استخدام الإنترنت بشكل متميز. وأضاف ''إطلاق الجيل الرابع في المملكة الذي تبلغ سرعة الإنترنت فيه نظريا 100 ميغابت في الثانية واستخدام الألياف البصرية في إيصال الإنترنت إلى المنازل سيرفعان السرعة إلى مستويات عالية، متوقعا توافر هذه التقنيات بشكل كامل خلال سنتين''، مؤكدا أن تلك الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات تسرع من عجلة التحول إلى المجتمع المعلوماتي، وبوابة لمجتمع معرفي يتطلب أولا إيجاد مجتمع معلوماتي، كما أن الاستفادة من الخدمات الحكومية الإلكترونية وتبنيها تعتمد على مستوى النضج المعلوماتي.
وأكد الدعجاني ضرورة التعامل مع المعلومة على أنها منتج، وبالتالي لا بد من الموازنة بين إنتاج المعلومة واستهلاكها، مع الاهتمام بالكيف بالقدر نفسه من الاهتمام بالكم لأن الانتشار وحده لا يقيس مدى قدراتنا المعلوماتية إذا لم يكن هناك مستوى معين من الجودة في الاستخدام، وجودة المعلومة المستخدمة وتفعيل المعلوماتية الإيجابية التي تحول المجتمع إلى مجتمع معرفي متعلم مثقف متواصل.
من جانبه، ذكر عبد الله البسام نائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في غرفة الشرقية، أن السوق السعودية هي أكبر أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات في المنطقة العربية، وتحظى بنسبة نمو سنوية عالية تراوح بين 15 و20 في المائة وهي نسبة مشجعة، تدل على أن السعوديين تواقين لاقتناء الأجهزة المعلوماتية.
وبين أن السوق السعودية هي السوق الأولى في الاتصالات وتقنية المعلومات في الوطن العربي وتتمتع بنسبة زيادة سنوية تراوح بين 15 و20 في المائة، وأكد أن هذه الإحصائيات مؤشر على قوة هذا القطاع في السوق السعودية ومدى ربحيتها في حال التعامل معها بشكل مناسب.