قلق تجهيز المنازل الذكية انتهى بانتشار الأسواق الإلكترونية للمنتجات الرقمية
تصاعدت المتطلبات العالمية لتفعيل أنظمة المنازل الذكية عبر نشر الوعي والمعرفة بين أوساط المنظمات المعمارية والشركات التقنية، والتي من شأنها تدوير الحركة الاقتصادية في مجال المنازل الرقمية/ الذكية، والوصول إلى أكبر قدر ممكن من توفير الطاقة ورفاهية قاطني تلك المنازل، والاستفادة القصوى من تقنيات الاتصالات والمعلومات ومنتجاتها بما يعكس قيمة مفهوم المجتمع المعلوماتي.
ففي شرق آسيا تحركت إحدى أكبر الشركات التقنية الهندية بالتنسيق مع الشركات المعمارية لتقديم خدمات المنزل الذكي وتأسيسها على المنازل التقليدية أو المنازل الجديدة بقيمة 7 آلاف دولار أمريكي، وفي كوريا تم الانتهاء من الخطة الخمسية التي بدأت عام 2008 بالوصول إلى بناء أكثر من 150 ألف منزل ذكي.
وعلى الصعيد الخليجي كشفت شركة ''أي هوم أوتومايشن'' بأن سوق المنازل الذكية سترتفع خلال الأربعة سنوات القادمة إلى 300 ألف منزل وعقار تعتمد اعتمادا كليا على التقنية.
#2#
أما محليا فتعد أبرز العقبات المحلية التي تواجه الراغبين في بناء منازلهم الذكية عدم الوعي المعرفي لدى المقاولين/ المعمارين حول أنظمة المنازل الذكية، وبحسب دراسة أعدها المهندس حمد اللحيدان للماجستير في العمارة والتخطيط من جامعة الملك سعود، فقد توضح أن قلة إﻟﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ بتلك ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ والتعامل معها وتطبيقها ﻓﻲ تصميﻡ المباني بشكل جاد؛ تعد أبرز أسباب عدم ملامسة التقنيات الحديثة لكثير من المنازل السعودية.
وفي السياق نفسه أسهمت منتجات المنازل الذكية التي أطلقتها عدد من الشركات العالمية مثل إنستون، كنترول فور، وسيسكو عبر نظام Connected Real Estate، في تعزيز الأداء التشغيلي للمباني الكبيرة وتخفيض الآثار المترتبة على استهلاك الطاقة وتوفير الخدمات، وتتكامل مع الأنظمة التقنية الأخرى كأنظمة الطاقة والتحكم في الإضاءة والصوت والاتصالات ونظام الشبكة الهاتفية VOIP والإمداد بمعلومات الإدارة ووصلات نظام الحاسب المركزي، إضافة إلى التحكم بشبكة الإنترنت وانتشارها.
إلا أن تباين الإمكانات في الأجهزة والمعدات الكفيلة بتشغيل المنازل الذكية، جعل الكثير من الراغبين في بناء منازلهم يفقدون آمالهم في امتلاك المنزل الذكي بعد وصولهم إلى المنتجات الخاصة بالمباني الكبيرة والضخمة التي يتطلب توفيرها مبالغ نقدية كبيرة لأغراضها التجارية.
تحقيق مفهوم المنازل الرقمية
تكمن الفكرة الرئيسية لتحويل المنزل التقليدي إلى ذكي/ رقمي في تحقيق البنية التحتية الممكنة عبر منتجات متصلة فيما بينها وتعمل على نظام تكاملي يمكن التفاعل معه بأدوات تحكم، وذلك عبر ثلاث خطوات تتضمن فيها شراء وتركيب وبرمجة وتشغيل كافة الأجهزة الكفيلة بالوصول إلى حلول المنازل الذكية.
#3#
تأتي في مقدمة تلك الخطوات ربط شبكة داخلية في المنزل من نوع LAN تعدم جميع المنافذ وتربط بجهاز حاسوب كأي شبكة، أما ثاني تلك الخطوات فهي البحث عن ''الأجهزة الذكية'' المراد اقتناؤها في المنزل الذكي، أما الخطوة الأخيرة فهي البحث عن أنسب الأنظمة التكاملية التي تعمل كـ ''واجهات للمستخدم'' وتتوافق مع الأجهزة المراد اقتناؤها، والتي تمكن المستخدم من التعامل مع خدمات المنزل الذكي وأجهزتها كالنافذة والإضاءة والمكيفات وغيرها.
الأجهزة الذكية والأنظمة التكاملية
أهم ركائز قياس المنزل الذكي المنتجات والأجهزة الذكية التي يتم اختيارها للتحول إلى المنزل الذكي أو بنائه؛ توحيد وتكامل أنظمة المعدات والأجهزة فيما بينها للتحكم بها، وذلك من خلال إنشاء شبكة ''فايبر'' أو ''UTB'' ونقاط نهاية متوقعة للأجهزة المراد تركيبها عبر أجهزة ربط الشبكة مثل ''راوتر''، وربط تلك الشبكة بأجهزة حاسب آلي لتمكين التحكم في جميع أجزاء المبنى من الخدمات التي تقدمها تلك المنتجات والأجهزة الذكية، ككاميرات المراقبة الرقمية، والإضاءات داخل وخارج المنزل، وأقفال الأبواب، والشاشات، والتكييف، ومشغلات الوسائط المتعددة، ومعدات الأمن والسلامة، ويمكن ربط الشبكة الداخلية بالإنترنت لتحميل الأفلام لمشاهدتها، أو إرسال صور أو التحكم عن بعد.
ويمكن اقتناء جميع تلك الأجهزة عبر معارض الإلكترونيات أو التقنيات المتقدمة في هذا المجال أو المواقع الإلكترونية، فهناك بعض الأجهزة والمنتجات تعمل على الشبكة اللاسلكية وأخرى تعمل على الشبكات السلكية، فوفق البنية التحتية التي تم إعدادها فإن قابلية التحكم بالأجهزة مرنة لتقبل الأجهزة السلكية واللاسلكية.
وللتحكم بجميع الأجهزة الذكية التي تم ربطها بالشبكة الداخلية للمنزل، عبر الكيابل الشبكية مباشرة أو عبر منافذ USB، أو عن طريق الشبة اللاسلكية، يتطلب الأمر وجود برنامج تكاملي يربط بالشبكة ليستطيع التحكم بجميع تفاصيل الأجهزة عبر شاشات تفاعلية تعمل باللمس تقوم بعدد من وظائف التحكم مثل (تشغيل، إطفاء، تعديل... إلخ) الخاصة بالأجهزة الذكية المنتشرة في المنزل، ويربط بالشبكة ليكون الحاسب الآلي قاعدة بيانات المنزل والخادم الرئيسي لها.
ويتم التعامل مع الأنظمة التكاملية عبر وحدات تحكم عبارة عن شاشات تعمل باللمس بأحجم مختلفة ويمكن تركيبها بجانب الأبواب وعند المداخل والمخارج، تتفاوت بالخصائص عن بعضها البعض، بما يعكس قدرات الأجهزة التي تم تركيبها في المنزل، وتعمل تلك الشاشات بنظام DIY والذي يمكنها من تسجيل أي عرض يريده المستخدم وتشغيله في أي وقت كما يمكنها التحكم في نظام DMX لإضاءة المنصات، الأقفال، الصوت، الفيديو، المشغلات، الصور، المكيف، الستائر، الإضاءة، وبعض تلك الشاشات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتتحكم في التلفاز ومشغلات الوسائط المتعددة.
وتُدعم بعض الشاشات بأجهزة تحكم لاسلكية ''ريموت كنترول'' مبسطة يمكن حملها والتنقل بها في أرجاء الغرفة للتحكم بوظائف الأجهزة الذكية المحيطة بها.
وحدات التحكم عبر الهاتف والتابلت
هناك العديد من البرامج وأجهزة وحدات التحكم، إلا أن اختيار تلك الوحدات التي تعمل وفق برامج الحاسب الآلي هو الأنسب، كونها الأسهل لعمليات الصيانة والدعم الفني، ولتدعيم المنتجات والأجهزة الذكية بالإنترنت، على سبيل المثال نظام إنستون INSTEON بأسعار لا تتعدى 300 دولار تقريبا لربط وتحكم الأجهزة الذكية بالحاسب الآلي، ويتضمن النظام حلولاً من الأجهزة الملموسة كالشاشات وملحقاتها الداعمة، وبرامج وتطبيقات يتم تحميلها على الحاسب الآلي المتصل بالشبكة، ويتم التحكم بالشاشات والخدمات التي تعرضها من الحاسب الآلي، عن طريق تطبيق سيظهر في سطح المكتب يمكنه التعامل مع جميع خدمات المنزل من الإضاءة إلى المياه وغيرها من المنتجات الذكية التي تم تركيبها في المنزل.
وتتميز بعض وحدات التحكم عن غيرها بأنها تدعم التزامن مع أجهزة التابلت وأنظمة تشغيل ويندوز وآبل وأندرويد، مثل أنظمة وحدات التحكم من شركة كنترول فور Control4، ويدعم التحكم اللاسلكي من الأجهزة الكمبيوترية الذكية عبر تحميل برنامج التزامن من المتاجر الإلكترونية الخاصة بأنظمة تشغيل الأندرويد، وآبل، ويمكن زيارة موقع صحيفة الاقتصادية على الإنترنت لمشاهدة مقطع من اليوتيوب لمدة دقيقة ونصف يتمكن من التزامن مع الأجهزة المنزلية والتحكم بوحداتها.
(http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v =LqDJyCBEsS8).
أتمتة المنازل smarthome.com
بات بالإمكان الآن لمن يملك منزلا تقليديا أو بصدد بناء منزل بأن يقوم بتوريد كافة الأنظمة والحلول والمنتجات من عديد من المواقع وتركيبها عن طريق بعض الأخصائيين المختصين بتوصيل أجهزة الشبكات، فموقع سمارت هوم دوت كوم smarthome.com يقدم كافة الأجهزة الذكية الكفيلة بتحويل المنزل إلى ذكي، فهو يقدم منتجات مصنفة وفق المتطلبات، ويوفر الأنظمة التكاملية عبر برامج ووحدات تحكم، وكما يظهر في الصفحة الرئيسية للموقع فإن التصنيفات في الجانب الأيسر في قائمة مفصلة تمكن شراء جميع الوصلات والكيابل، وتظهر تصنيفا خاصا بالكاميرات الأمنية، وبما في ذلك أقفال الأبواب الأوتوماتيكية، وأنواع الهواتف المنزلية من نوع IP Tele وVOIP، وخصص قسم آخر للإضاءة والمكبرات الصوتية والحساسات وأجهزة الحرارة، ويتميز الموقع بوجود عدد كبير من المنتجات الرقمية التي يمكن استخدامها في المنازل الذكية وبأسعار متفاوتة، كما يوفر الموقع دعما فنيا بشكل مباشر يقوم بإصلاح الأخطاء عن طريق الاتصال عن بعد والدخول على الأجهزة وإصلاح وبرمجة الطلبات، أي بإمكان أي شخص زيارة الموقع وشراء المعدات وربطها عبر فنيي الشبكات وتشغيلها والاتصال بهم للدعم الفني ليقوموا بالبرمجة وتعريف الأجهزة الذكية بالشبكة للتعامل معها عبر وحدات التحكم المنتشرة في أرجاء المنزل.
وتهيب ''الاقتصادية'' كما هو معتاد بخصوص شراء الأجهزة من الإنترنت والتي تورد من خارج المملكة، بضرورة التنسيق مع الجهات المختصة للسماح بمتابعة مواصفات ومقاييس أي منتج.