بيع مشروع إسكان الرصيفة.. قرار يثير التساؤل

في الوقت الذي تعمل وزارة الإسكان على تسريع تمليك المواطنين مساكن خاصة بهم مع ارتفاع نسبة السعوديين الذين لا يمتلكون مسكنا، فوجئت بإعلانها بيع مشروع الرصيفة بعائدات قد تتجاوز 1.5 مليار ريال لأكثر من 1000 وحدة سكنية. والمشروع بدأ ببناء فلل لذوي الدخل المحدود قبل 25 سنة على مساحة 400 متر مربع. وحسب علمي أنه تم تشطيب وتوزيع نصف المشروع قبل 25 عاما تقريبا برعاية صندوق التنمية العقارية بمبلغ 300 ألف ريال مقسطة على 25 سنة. وظل النصف الآخر دون تشطيب طوال هذه المدة حتى بدأنا نسمع عن نية وزارة الإسكان في بيعه في مزاد علني، وهو ما يتم الآن، حيث وجد المشروع إقبالا بسبب موقعه الجيد، حيث اقتربت أسعار بعض الفلل من مليوني ريال. وهذه الأحداث تأتي على عكس ما كنا نتمناه من إكمال التشطيبات أو تسليمها لمستحقيها حسب الأولوية مع مساعدتهم على تشطيبها في سبيل الإسراع بعملية تملك المساكن. ولأن مثل هذا القرار يعد مستغربا، فإن الأحرى أن قامت وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري بعقد لقاء إعلامي قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة للإجابة عن كثير من التساؤلات، ومنها التساؤلات التي أرسلها لي المهندس حمد النور التي تمثلت في العديد من الأسئلة التي أطرح بعضها هنا وهي:
- ما السبب الذي يجعل مشروع إسكان ذوي دخل محدود يهمل كل هذه المدة؟
- لماذا يتم توزيع نصف المشروع وبيع النصف الآخر؟
- ما ذنب ذوي الدخل المحدود الذين قدموا للصندوق وظلوا ينتظرون طوال هذه المدة؟
- هل الصندوق بحاجة إلى تمويل والدولة هي من يدعمه؟
- كيف يتم تمليك أشخاص من خارج مدينة مكة المكرمة والفلل مخصصة بالأساس لسكان مكة من ذوي الدخل المحدود؟
- كيف لمشروع بني قبل 25 عاما وبأسعار قبل 25 عاما يباع بأسعار اليوم وهو مخصص أساسا لذوي الدخل المحدود؟
وحسب التقارير الإعلامية في الصحف، فإن معظم من تقدم للشراء من طبقة مقتدرة ومن خارج مكة المكرمة، ما يرجح أنهم لن يقوموا بالسكن فيها بل بتطويرها واستثمارها بطريقة مختلفة تماما عما هو مقرر لها، خصوصا أن هناك تكتلات لشراء وحدات متقاربة لاستغلال كبر المساحات.
لقد بذلت وزارة الإسكان جهودا كبيرة في إعداد استراتيجية الإسكان التي استبشرنا بها، ولديها كذلك الإمكانات المالية والبشرية التي تمكنها من إنجاز مهامها، بل إن التسهيلات التي حصلت عليها وستحصل عليها لو أرادت ستمكنها من تنفيذ الكثير من مشاريع الإسكان، بل إن من السهولة عليها بمكان إكمال تنفيذ مشروع الرصيفة، خصوصا أن البنية التحتية للمشروع انتهت تماما، وأن كثيرا من المباني تحتاج إلى تشطيب يمكن إكمالها أيضا كما تم في النصف الأول من المشروع، أو تسليمها دون تشطيب وإعانة المستحقين بإكمال التشطيبات بالطريقة التي يرغبونها. فالقسم الأول من المشروع هو الآخر شهد إعادة تشطيب لمعظم ساكنيه.
إن طرح مثل هذه التساؤلات ليس انتقادا للصندوق العقاري أو وزارة الإسكان، وإنما للبحث عن إجابات يمكن أن تكون أكثر منطقية مما طرح هنا، وإزالة اللبس الذي سمعته من تساؤلات بعض المهتمين، طرحت جزءا منها هنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي