اضطراب مؤشرات الأسواق المالية العالمية والمحلية تقلق المتداولين
أظهر قلق المتداولين في الأسواق المالية العالمية والمحلية اضطرابا في مؤشرات الأسواق التي حارت بين الارتفاع من جراء التحركات الإيجابية للمصارف المركزية الأوروبية بشأن الأزمة المالية العالمية المتجددة في إسبانيا وإيطاليا، وبين الانخفاض نتيجة مخاوف الانتخابات اليونانية غدا، وما سوف تسفر عليه من نتائج قد يترتب عليها خروج اليونان من منطقة اليورو إذا ما تولى الاشتراكيون الذين يرفضون خطة التقشف التي قدم بها صندوق النقد الدولي دعمه لليونان شريطة الالتزام بها، وذلك للحيلولة دون إفلاس اليونان وخروجها من الاتحاد الأوروبي.
محليا اتسم مؤشر السوق المالية السعودية TASI بالتذبذب بين أدنى مستوى له عند 6643 نقطة في مطلع تداولاته الأسبوعية، وبين أعلى نقطة له في منتصف التداولات الأسبوعية عند 6830 نقطة، إلا أنه نجح في الإغلاق عند مستوى 6744 نقطة محافظا على نقطة دعم 6663 نقطة كاسبا بذلك 83 نقطة، لترفع قيمة المؤشر الأسبوعية بنسبة 1.25 في المائة في الأسبوع الثاني من تداولات يونيو الجاري، معوضاً جزءاً من خسائره مني بها في الأسبوع الأول من الشهر نفسه، التي بلغت 4.5 في المائة من قيمته الأسبوعية، متأثرة بالأسواق العالمية التي تجاوبت سلبا مع أزمة القطاع المصرفي الإسباني.
وعلى مستوى القطاعات أغلقت جميع قطاعات السوق المالية السعودية على ارتفاع ما عدا قطاع الزراعة الذي تراجع بنسبة 1 في المائة، وقطاعي التجزئة والاتصالات اللذين أغلقا على تراجع بنسبة 0.5 في المائة. جاء قطاعا الاستثمار المتعدد والتأمين أفضل القطاعات أداءً بنسبة ارتفاع بلغت 6 في المائة، ثم قطاع النقل بنسبة 3.8 في المائة، فقطاعا البتروكيماويات والتطوير العقاري بنسبة 2 في المائة.
أما قيمة التداولات الأسبوع فقد بلغت 28.8 مليار ريال متراجعة عن قيمة تداولات الأسبوع الأول من يونيو البالغة 30.8 مليار ريال بنسبة 6.5 في المائة، كما تراجع معدل التداول اليومي في الأسبوع الماضي إلى 5.8 مليار ريال مقارنة بمعدل التداول اليومي في الأسبوع الأول من يونيو البالغ 6.2 مليار ريال.
#2#
#3#
وفيما يتعلق بتوزيع السيولة على القطاعات حافظ قطاع المصارف على نصيبه عند 7.4 في المائة، وقطاع البتروكيماويات عند 17.6 في المائة، فيما تراجع نصيب قطاع الاتصالات إلى 10.4 في المائة، وتراجع نصيب قطاع الأسمنت إلى 4 في المائة، وكذلك نصيب قطاع الاستثمار المتعدد إلى 3.3 في المائة.أما قطاعات المضاربة فقد عادت السيولة إليها؛ حيث ارتفع نصيب قطاع التأمين إلى 20.4 في المائة مقارنة بـ 16.6 في المائة في الأسبوع الذي قبله، وكذلك ارتفع نصيب قطاع الزراعة من 4.9 في المائة إلى 8.3 في المائة، وقطاع التطوير العقاري من 11.9 في المائة إلى 14.9 في المائة.
فيما بقيت القطاعات الأخرى عند نصيبها من قيمة التداولات الأسبوعية ما عدا قطاع الفنادق والسياحة الذي تراجع من 7 في المائة إلى 4 في المائة بعد الهدوء الذي حصل في ''سهم الطيار'' الذي أدرج في تداولات الأسبوع الأول من يونيو الجاري. يذكر أن قيمة تداولات الأربعاء الماضي البالغة 4.94 مليار ريال، تعد الأقل منذ منتصف ديسمبر 2011م، الذي بلغت فيه قيمة التداولات اليومية 4.98 مليار ريال في السابع عشر منه.
فنياً لا يزال مؤشر السوق المالية السعودية TASI في وضع سلبي بإغلاقه دون متوسطاته المتحركة الآسية (50 يوما = 7080 نقطة)، (200 يوم = 6896 نقطة)، لكن لا تزال المتوسطات في وضع إيجابي فنياً؛ بقاء متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم بالرغم من إغلاق مؤشر TASI تحتها.
وفي الأسواق العالمية ظهر قلق المتداولين أيضا في شكل تذبذب في المؤشرات العالمية، التي بدأت مطلع تداولاتها على ارتفاع تجاوز نسبة 2 في المائة كما هي الحال في الأسواق الآسيوية، إذ أغلق ''نيكاي'' الياباني مرتفعا بنسبة 1.95 في المائة في أول أيام تداولاته، ومثله مؤشر بورصة هونج كونج ''هانغ سنغ'' ومؤشر بورصة سنغافورة ''ستريتس تايمز''، ولكن ما لبثت أن تراجعت في ثاني أيام التداولات الأسبوعية، بتأثير التراجع في الأسواق الأمريكية، التي بدأها مؤشر داو جونز بتراجع بلغت نسبته 1.1 في المائة، ليعكس أيضا اتجاه الأسواق الأوروبية التي كادت أن تغلق على ارتفاع يصل إلى 2 في المائة مع أول جلساتها، إلا أنها تراجعت في نهاية الجلسة الأولى لتفقد مكاسب الجلسة نفسها. ونهاية تداولات الأسبوع الماضي عاد مؤشر داو جونز إلى الارتفاع ليقود الأسواق العالمية إلى المسار الصاعد على المستوى الأسبوعي على مكاسب بين 1 و2 في المائة كما في الأسواق الآسيوية، والمكاسب نفسها في الأسواق الأوروبية أيضا. وقد تتغير الحال في الأسواق الأوروبية، التي لا تزال عاملة وقت إعداد هذا التقرير، إذا ما خالف السوق الأمريكي التوقعات بتراجعه في نهاية تداولاته الأسبوعية بجلسة الجمعة.
ومن المتوقع في الأسبوع الجاري أن تسود السلبية على الأسواق المالية والمحلية، إذا لا تزال المخاوف قائمة بشأن ما سيحدث غدا في الانتخابات اليونانية، والتوقعات بخروجها من اليورو إذا ما تولت الحكومة الاشتراكية قيادة البلاد، التي ترفض التقشف أو الاستجابة للتوجهات المالية التي قد تحميها من الإفلاس، والتي قدمها صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية للحكومة السابقة، ووعدت بالالتزام بها مقابل الدعم المالي المقدم منها ومن صندوق الاستقرار الأوروبي. أما إذا عكست الانتخابات التوقعات فقد يرى المتداولون ارتدادات خضراء، لا يمكن وصفها فنيا بالإيجابية، إذا لا تزال المؤشرات العالمية والمحلية تحت متوسطاتها المتحركة، التي قد تشكل لها مقاومة قوية، إذا لم تصحب مؤشرات الأسواق سيولة دافعة.
وفي السوق المحلية، التي لا تزال قيمة تداولاتها الأسبوعية في تراجع، قد تكون مقاومة 6900 نقطة مقاومة قوية لها في ظل تراجع معدلات السيولة وعودتها إلى قطاعات المضاربة. ولا يمكن الحكم على جودة المسار الصاعد لمؤشر TASI دون هذه النقطة.
أما خيار وقف الخسارة فسيكون عند اختراق المؤشر هبوطا نقطة دعم 6660 نقطة أو نقطة دعم 6455 نقطة، وهذا في حالة إذا ما سادت الأسواق العالمية السلبية من جراء نتائج الانتخابات اليونانية.