رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الاستثمار والمضاربة وسوقنا

قرار الفرد والمتعامل في السوق باختيار نوعية أسلوب التداول والأهداف التي يرغب في تحقيقها من السوق مهم وحيوي، وعادة ما يستلزم تنفيذه قدرات وإمكانات قد تتوافر لدى مدير المحفظة إن كان المالك أو لا تتوافر لديه. وهناك تفاوت بين القدرات والمعارف والإمكانات حسب الهدف المراد بلوغه من المتداول. ونقصد بهذا أن المتداول الذي يرغب في العمل في السوق كمضارب يحتاج إلى مهارات وقدرة مالية ومعرفة أكبر وأعمق بالسوق من المتداول الذي يرغب في الدخول كمستثمر، حيث يدخل المضارب ويتداول في السوق بنمط يومي أو أقل من يومي (ساعات أو دقائق)، في حين يدخل المستثمر على فترات طويلة قد تمتد لأشهر أو سنوات، وذلك حسب الأهداف المحددة له.
عادة ما يهدف المضارب للاستفادة من الفرص الناجمة من التغيرات السعرية، واستنادا إلى تحليل متعمق أساسي ليحدد من خلاله الاتجاه للسوق؛ ويستلزم بالتالي معارف وعلوم وخبرة ومتابعة لصيقة - أي بمعنى آخر تفرغ كامل للسوق والتعامل فيه. والهدف دوما للمضارب هو التغير السعري وسرعة الدخول والخروج، مع تحديد هامش الذبذبة في الدخول والخروج وتحديد المساءلة التي يمكن أن يتعرض لها وتقليصها من خلال تحديد الدخول والخروج. وفي المقابل نجد أن المستثمر لا يحتاج لعمق ومتابعة لصيقة، وكل ما يهتم به هو توافر هدف محدد الربحية، وبناء على النتائج الربعية والسنوية وقرارات الربحية يتم اتخاذ القرار في الدخول والخروج واختيار الشركة.
بناء على الطرح السابق يمكن أن تحدد النمط الراغب في اتباعه لتنمية استثماراتك، وانظر لقدراتك ومهاراتك هل توفر لك العمق اللازم لتنجح. ثم قرر بالتالي هل ترغب في أن تكون مضاربا أو تكون مستثمرا حتى تتحمل نتيجة قرارك. ولعل السؤال الذي يجب أن تسأله نفسك: هل تمتلك الوقت اللازم لذلك والمعارف، وهل هناك فرق كبير في ربحيتك لو اخترت أن تكون مضاربا أو مستثمرا؟ والإجابة ببساطة تعتمد على الفرد نفسه ليمارس ما يختار، ولكن في النهاية الربح من المضاربة ربما يكون الأفضل والأعلى، ولكن هل تساوى الضغط النفسي مع العائد.
كثيرون يرغبون في المضاربة ولا يملكون القدرات، ويظنون أن التوصيات كافية لذلك، والحقيقة ربما تعكس لنا السبب في معاناة الكثير من السوق. في حين أن النمط الثاني المستثمر هو الأفضل مع التوصيات واختزال وقت الدخول والخروج لعدم التفرغ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي