معرض زراعي دائم في الخرج

الميزات النسبية تُعد أحد العوامل المهمة التي تساعد على نجاح وتميز منتجات زراعية دون أخرى إذا أُحسن استغلال الموارد، بل إن الميزات النسبية قد تُساعد في خفض تكاليف الإنتاج والتسويق لتوفر الظروف البيئية المناسبة التي تعمل على خفض احتياجات المزروعات، وتسهم في تحمل ظروف التسويق، ومثل هذه الميزات تجعل دولا تتخصص في إنتاج سلعة دون سواها لتتميز في إنتاجها. وعلى المستوى المحلي يلاحظ المتابع أن مناطق ومحافظات المملكة بدأت تتنافس لإقامة مهرجانات لمنتج محدد وارتبطت المهرجانات بمواسم إنتاج المحاصيل المختلفة، فعلى سبيل المثال: مهرجان الموالح في نجران، والمانجو في جازان، والورود في الطائف، ومهرجان الفاكهة في الباحة ومهرجان للتمور في الرياض وبريدة وعنيزة، ومهرجان أسماك الحريد في فرسان، وهذه ظاهرة إيجابية تخلق روح المنافسة والإبداع للتميز، وتبرز جهود المخلصين للتعريف بالأهمية الاقتصادية والغذائية لتلك المنتجات ودورها في تحقيق عوائد إيجابية في حال تعظيم الفائدة منها، وتهدف إلى غرس فسائل السياحة التسويقية في بعض مناطق المملكة المتميزة نسبيا بتوافر الموارد الطبيعية المناسبة، إلا أن هناك بعض المحافظات تأتي في مقدمة الركب زراعيا ولم تحظ بوجود معرض زراعي دائم أو على الأقل مهرجان لبعض المنتجات الزراعية ومنها محافظة الخرج. وما دعاني لكتابة هذه السطور ما أثاره عبد الله الكعيد في زاويته في جريدة "الرياض" عن محافظة الخرج وتميزها زراعيا وافتقارها لما يبرز هذا التميز، حيث قام فيها أول مشروع زراعي متخصص للإنتاج الحيواني والنباتي سنة 1938م تحت اسم " مشروع الخرج الزراعي". وخلال فترات زمنية متفاوتة قامت صناعة الألبان الطازجة وتحققت لها الكفاءة في الإنتاج، وتتوطن أغلب مشروعات الألبان فيها وقد يكون للعوامل التاريخية علاقة بتوطن هذا النوع من المشروعات في هذه المحافظة لقيام مشروع الخرج الزراعي، وكذلك حجم السوق لقربها من العاصمة الرياض. كما أن الخرج تحتضن مشروعين من أكبر المشروعات لإنتاج الألبان الطازجة على المستوى العالمي، بل توجد فيها أكبر مزرعة ألبان طازجة متكاملة في العالم دخلت معها هذه المزرعة موسوعة الأرقام القياسية العالمية، وكذلك تميزها في إنتاج التمور، والخضار في البيوت المحمية، ومشاريع الدواجن بشقيها للبيض واللحوم. وأتفق مع الزميل الكعيد في أهمية إبراز الوجه المشرق للخرج كإقليم زراعي، وهذا يتطلب التعاون بين الجهات الحكومية ممثلة في المحافظة وفرعي البلديات والزراعة في المحافظة بالتعاون مع الأمانة العامة للسياحة، والغرفة التجارية الصناعية، والقطاع الخاص وعلى وجه الخصوص الشركات الزراعية في المحافظة لإقامة معرض زراعي دائم يرصد تاريخ التنمية الزراعية في المحافظة وإبراز الأولويات مثل أول مضخة (وضعها في المعرض إن أمكن ذلك) أول بئر يتم حفرها، أول مشروع زراعي متخصص، وغيرها من الأنشطة الزراعية الأخرى كما أتمنى وجود مثل هذا المعرض في المحافظات الزراعية الأخرى لتوضيح الدور الريادي للقطاع الزراعي وأهميته بجوانبه المختلفة الاقتصادية والاجتماعية، وأن تقام مثل هذه المعارض بأحدث تقنية وتصاحبها جوائز تشجيعية للمزارعين المرشدين لاستخدام مياه الري في الزراعة.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي