هلال الخويا أم هلال الكفاءات
اختيار الأكفاء أصحاب القدرة والمعرفة، من أبجديات علم الإدارة الكفيلة بنجاح أي شركة أو مؤسسة، فاستقطاب القدرات المميزة يمنحك الثقة والاطمئنان، ويشعرك بجو الارتياح بأنك تقدم المطلوب والمأمول، أما الركون للأصدقاء والمقربين وبذل المناصب السيادية لهم ومنحهم الضوء الأخضر للعمل دون تدقيق ومراجعة لما يقدمونه، يفقد العمل المهنية ويؤسس للفوضى. وأصدق ما يقال عن الهلال الذي تخلى عن جبروته وزعامته للفرق المحلية هذا الموسم، إنه هلال الخويا والمقربين، فقد تم اختزاله في أشخاص محددين هم أهل الفهم والقدرة، وترسخ الفكر الحالي منذ ابتعاد عادل البطي القسري وتركه ساحة العمل، كمؤشر لابتعاد القدرات بسياط القربى.
هذه الرؤية أعلم يقيناً بعدم قبولها من كثير ولكنها الحقيقة المحضة، وإن كانت الحجة أن الثقة فرضت تسليم العمل لمن تعرفهم وترتبط معهم بصداقة، بعكس البعيد الذي ربما يخون الأمانة ولا يؤديها بالشكل الأمثل، فالرد بأنها مشكلة منذ، القدم فالخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واضع نواة الإدارة في الدولة الإسلامية تضرع لله بالدعاء ''مشتكيا من عجز الثقة'' كي يسند له الأمر، فهل استسلم لذلك.. كلا، بل ظل يبحث ويسعى حتى تحقق مراده، فلنا بالسلف الصالح قدوة وتأسياً، فهل يتقبلها رئيس الهلال الذي عرف باستحضار الحكمة والاستشهاد بالعقل والمنطق، متسلحاً بثقافته الدينية العالية كعصا يتوكأ عليها في بحر رياضتنا المتلاطم.
ومن شواهد تغير الهلال إدارياً الحالة النفسية المتذبذبة للاعبيه، فإن صحوا وتجلوا في مباراة عادوا لينتكسوا مرات أخرى نتيجة سوء الإعداد النفسي للفريق، وهي العلة التي وصفها الدكتور تركي العواد بالخطيرة، وأنه لم ير فريقه بهذه الحال سوى في الموسم الحالي، ومن الشواهد أن النجم عيسى المحياني رحب بالعرض المالي الأقل، وفي ثنايا حديثه لقناة ''العربية'' ذكر أنه اعتذر للأمير عبد الرحمن عن عدم الاستمرار مع الهلال، الذي تواصل معه إلى وقت قصير قبيل التوقيع، ولكنه اعتذر بأدب وذكر أن البحث عن اللعب أساسيا لم يكن سببا أوحد للرحيل، فليفتش محبو الهلال عن البقية، الجهاز الطبي للنادي كذلك قضية شائكة ''ففيصل وليم'' المتألق والمستحوذ على النجومية في عيادة نادي الشباب الطبية لم يجدد معه بحجة مغالاته عند تجديد العقد معه، فكم خسرت الإدارة بعد ذلك في علاج المصابين، وكم بطولة ذهبت بسبب طول غيابهم؟ انظروا كم مرة عاد العابد ليصاب من جديد، ولتدركوا حجم المشكلة اسألوا عبد العزيز الدوسري ماذا قالوا له في ''سبايتر في قطر'' عن إصابته وتفاقمها، وكيف طالت مدة العلاج لثلاثة أشهر ولو وجد إخصائي حاذق لاختصر ثلثي الفترة، فبالرغم من ترديد الإدارة الهلالية أن إخصائي العلاج عمل في هامبورج الألماني خمس سنوات، لكن الظاهر أنه قضاها في أهلي تعز.
- المبالغ الباهظة لعقود اللاعبين غير السعوديين لا تتناسب مع عطائهم، فكيف استحقوها وهم لم يقدموا جزءا يسيرا مما قدمه سلفهم رادوي ونيفيز؟ هذا دلالة على أن المستشارين لم يوفقوا للرأي السليم في الاختيار.
الخاتمة
تحديد المشكلة ومعرفة أبعادها أولى طرق التصحيح والعودة للمسار السليم.