التمثيل في الشرقية.. يخسر الريادة ويتجه للإعلام الجديد

التمثيل في الشرقية.. يخسر الريادة ويتجه للإعلام الجديد
التمثيل في الشرقية.. يخسر الريادة ويتجه للإعلام الجديد
التمثيل في الشرقية.. يخسر الريادة ويتجه للإعلام الجديد

رغم أن المنطقة الشرقية كانت هي الرائدة والسباقة على مستوى المناطق السعودية في الفن والثقافة والإبداع وعرض أعمال تلفزيونية وإذاعية ومسرحية تضم ممثلين من مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية والعربية، إلا أنها غدت خلال السنوات القليلة الماضية الأقل حظوة ونصيبا في إنتاج الأعمال الفنية.

وتسبب انحسار إنتاج الفن في المنطقة الشرقية في انحسار الفرص التي يمكن الاستفادة منها بالنسبة إلى الشباب الجدد في المجال الفني، إذ أصبحت الفرص، وفقا للشباب المهتمين، ضئيلة وقليلة ونادرة لبعضهم الآخر التي لا تتاح لهم تلك الفرص الفنية بسبب محدودية الأدوار وتصيدها بحسب ما أجمع بعض الممثلين الشباب الذين يتمنون زيادة الفرص وتخفيف استغلال الواسطة والشللية.

في هذا الصدد أكد الممثل الشاب مجتبى الناصر "25 عاما" من فرقة أجيال الفن، أن المنطقة الشرقية هي الأقل فرصا متاحة للشباب الممثلين في الوقت الراهن، بعكس ما كانت عليه سابقا، ما أدى إلى اعتماد بعض الموهوبين على شبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب كوسيلة للتسويق لأنفسهم وإظهار تمكنهم في الفنون ولا سيما الكوميديا الفكاهية، ويقول: "المجال الفني أصبح يحتاج إلى واسطة ومحسوبية في الغالب كي يسير العمل، وبات لا يعطى الدور للموهوب المغمور والمبتدئ، وإنما يعطى لمن له قريب أو صديق في العمل الفني".

ويضيف الناصر أن هناك شبابا مبدعين ومتمكنين في العمل الفني باختلاف اتجاهاته لم يحظوا بفرصة جيدة كالتي حظي بها غيرهم ممن هم أقل شأنا منهم وإبداعا، منوها إلى أنه يعد نفسه من الشباب الصاعدين الذين نالوا نصيبا جيدا من الفرص خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال مشاركته في أعمال تلفزيونية ضمت ممثلين كبارا من مختلف دول الخليج العربي، إضافة إلى مشاركته في فيلم سينمائي قصير مع أسماء كبيرة خرجت من حيز الفضاء المحلي للخارجي.

ويشير الممثل الصاعد إلى أن المجال الفني بشكل عام يفتقر إلى الدعم خصوصا في مجال المسرح، وأن ما يأت من قبل المهرجانات كدعم مالي لا يتعدى كونه مبالغ رمزية، تحتاج إلى دعم إضافي آخر، إلى جانب تعزيز الدعم المعنوي الذي يطمحون إليه كإعطائهم أدوارا رئيسية وبطولية في الأعمال الفنية، بدلاً من اتكالها على أسماء لها مكانتها ووزنها، نتيجة عدم ثقة المنتجين والمخرجين بإمكانات الجيل الجديد، مع أهمية جذب الجمهور بأسماء كبيرة تسوق للعمل وتضمن نسبة مشاهدة عالية، وهذا ما لا يمكن لأسماء جديدة على الساحة أن تصنعه، متمنيا أن يلقى الشباب الفنانون اهتماما أوفر من ناحية الفرص، كونهم شبابا مسرحيين قبل أن يكونوا تلفزيونيين أو صناع أفلام.

#2#

ويتفق مع هذا الرأي الممثل الشاب تربة محمد الهاشم، مضيفا "إن أغلب معاناة الجيل الجديد هي قلة الفرص في الأعمال التلفزيونية أو لدى شركات الإنتاج، لذا يوجد عدد غير يسير من المبدعين الجدد يفضلون الاتجاه لليوتيوب، كونه غير مكلف ماديا، ولا يحتاج إلى دعم، وإنما يقوم على جهد ذاتي، إضافة إلى تحقيقه نسبة مشاهدة عالية وانتشارا أكبر"، مؤكدا ضرورة أن يصنع الفنان لنفسه الفرصة دون انتظار ما قد لا يأتي، لأنه يجد التمثيل وسيلة لتعبيره عما لا يمكنه قوله في الحياة.

وقال الهاشم: "من المؤسف وجود الشللية التي ذبحتنا في بعض مراكز الجهات المختصة، ومن لهم سلطة القرار في الوسط الفني، خاصة أن فكرنا كشباب صاعد في العمل يركز على التطوير وتقديم شيء جديد على الساحة، وأن هدفنا هو إعادة العصر الذهبي من كوميديا الموقف وفكاهية المضمون وليس كوميديا السلق والإسفاف، وهو ما وجده المشاهد والجمهور منا خلال أعمالنا في السنتين الأخيرتين، ويطالبنا بانتهاج ذات الأسلوب الهادف في أعمال جديدة متنوعة كوميدية، كون الكوميديا هي الوسيلة الأسرع لتوصيل المعلومة وبقائها".

ويتمنى الهاشم أن يتحد جميع الفنانين من جيل الشباب بشكل عام ليشكلوا بذلك يدا واحدة قادرة على إقناع الجماهير بالطاقات والإمكانات التي يختزنها الشباب، ويريدون إخراجها عبر أعمال فنية مطورة حديثة مغايرة عما ينتج بأساليب مكررة ترجع المشاهد للأعمال السابقة التي قدمت له الكوميديا الهادفة والعمل المتكامل في الطرح والتناول التسلسلي كأعمال الفنان عبد الحسين عبد الرضا والمرحوم خالد النفيسي.

وعن مدى إسهام الممثلين الكبار في دعم جيل الشباب يفيد الهاشم بأن كثيرا من الممثلين يساندون الشباب ويقدمون لهم النصيحة وحصيلة خوض التجربة بإعطائهم معلومة مفيدة، وإن كانت واحدة أو قليلة أو خاطئة، فهم منها يتعلمون المعرفة واكتشاف الصحيح وبعضهم لا يعامل الشباب كممثلين وإنما كأبناء، وأن سنة الحياة سائرة على أن الجيل السابق يعلم الجيل الحاضر وهكذا تدور الدائرة، موضحا أن الغيرة المحمودة التي تجعل من الإنسان يجتهد ويقدم أفضل ما لديه، مطلوبة في أي عمل وهي موجودة كتنافس شريف أو المذمومة أدت إلى ظلم كثير من الممثلين وصعود آخرين على أكتاف غيرهم واستغلالهم.

#3#

من جانبه شدد الممثل المعروف إبراهيم الحساوي على أهمية أن يحرص الفنان من جيل الشباب على فهم الشخصية التي يمثلها بجميع حيثياتها حتى بطريقة اللبس، وأن يستفسر ويسأل إن لابسه الشك في العمل، دون أن تأخذه العجلة منذ بداية المشوار للنجومية وصنع الاسم لسرعة الانتشار والشهرة في ظل تقلص المعاناة التي يتحملها الشباب في زماننا الحاضر مقارنة بما عاناه الأولون، قائلا: "الجيل الجديد معاناتهم ليست بمعنى المعاناة، بقدر الاستعجال على الظهور وعدم الصبر على التدرج الفني من مسرح وتلفزيون وإذاعة".

وتابع الحساوي أن بعض الموهوبين كصناع الأفلام القصيرة لا ينكر عدم وجود جهات تحتضنهم بسبب غياب حركة الإنتاج التلفزيونية وقلة عدد المؤسسات الإنتاجية في المنطقة الشرقية وتأخرها في الحصول على تعميد، بخلاف الرياض التي تجهز لخمسة أعمال تلفزيونية لعرضها في شهر رمضان، حيث أصبحت الشرقية بشكل تقريبي كل أربع سنوات تنتج عملا تلفزيونيا واحدا، وهذا العمل يتضمن ما بين 10- 15 شخصية ثانوية لا يمكنها استيعاب جميع المبدعين من الطاقات الشبابية، رغم جهد المخرج والمنتج والجهات المشاركة كجمعية الثقافة والفنون في إبراز الإبداعات والفنون المختلفة، إلا أن محدودية العدد تحجم مشاركة هؤلاء المبدعين.

ولفت الحساوي إلى أن أغلبية المنتجين نتيجة تقيدهم بزمن محدد في المسلسلات الرسمية يريدون موهوبين متفرغين للفن، وهذا غير موجود لدينا لأن جل الموهوبين طلاب مدارس وجامعات أو على رأس عمل، ولذا من الصعوبة تغييب طالب عن دارسته لمدة ثلاثة أشهر والأمر سيان على الموظف، يضاف إلى ذلك احتياج الموهوب إلى فترة تدريب طويلة قبل تجهيز العمل لافتقار وجود معاهد فنية تصقل المواهب في المملكة.

وأشار الحساوي إلى أن توجه بعض الموهوبين لعرض أعمالهم في اليوتيوب بانطلاقة بسيطة وأدوات يسيرة ساعد كثيرا على انتشارهم وتعريفهم بشكل أعمق للمشاهدين على اختلاف ميولهم وتوجهاتهم ما أدى إلى استقطابهم من قبل بعض القنوات الفضائية وشركات الإنتاج وأخذ فرصتهم المنشودة مع حصولهم على نوع من الضخ والدعم سواء كانوا ممثلين أو موسيقيين أو فنانين تشكيليين أو صناع أفلام.

الأكثر قراءة