"برايس لاين" تحاول الاستحواذ على سوق سياحية مقدارها 53 مليار دولار
<a href="mailto:[email protected]">mharthi@hotmail.com</a>
ظهور الإنترنت ساعد الشركات التجارية على التواصل مع عملائها، مما أدى إلى اشتداد المنافسة بينهما على اجتذاب زبائن أكثر، من هنا نشأت فكرة جديدة في عالم التسويق، وهي أن يحدد العميل السعر الذي يراه مناسبا للسلعة أو الخدمة من خلال موقع على شبكة الإنترنت ثم ترد عليه الشركة بالموافقة أو الرفض لهذا السعر. هذه السياسة في التسويق والبيع صنعت ثورة، وأدت إلى تأسيس شركات على هذا المبدأ وصنعت معها أرباحا طائلة وقت فقاعة شركات الإنترنت.
شركة برايس لاين Price Line صاحبة الموقع الشهير المُسمى باسمها وهو Priceline.com إحدى الشركات القائمة في نشاطها الرئيسي على أن يحدد الزبون قيمة السلعة أو الخدمة، هذه الشركة تعمل في مجال بيع خدمات السفر والسياحة على شبكة الإنترنت من خلال بيع تذاكر الطيران وحجز غرف الفنادق وصولاً إلى استئجار السيارات والرحلات البحرية، وتملك عدداً من المواقع على شبكة الإنترنت لدعم نشاطها من أشهرها Priceline.com وrentalcars.com وbreezenet.com، وموقع آخر معروف جداً هو Lowestfares.com.
نظرة عامة
صحيح أن الشركة قامت على مبدأ "تحديد العميل لقيمة السلعة"، ولكنها مع هذا بدأت تتجه نحو دخول أسواق أخرى كوسيلة منها لزيادة أرباحها وتدعيم موقعها كشركة خدمات سفر وسياحة، من هذه الأنشطة الاتجاه بقوة نحو بيع تذاكر السفر والسياحة، حيث يوجد أمامها سوق قوامها 53 مليار دولار أمريكي، الشركة اتجهت بقوة أكبر نحو هذا المجال عام 2004، وأقصد به مجال حجز تذاكر رحلات الطيران فزاد دخلها من هذا النشاط 52 في المائة عام 2004 ثم في عام 2005 زاد بمقدار 32 في المائة، ومن المتوقع أن تتمكن الشركة من تحقيق زيادة في الأرباح تصل إلى 40 و30 في المائة خلال عامي 2006 و2007 على التوالي.
نصيب عمليات حجز غرف الفنادق من خلال مواقع الشركة على الإنترنت أسهم بطريقته في رفع أرباح الشركة، حيث ارتفعت عدد الليالي المباعة بنسبة 50 في المائة حسب القوائم المالية للربع الثالث من العام الجاري 2006، أما حجز السيارات فارتفع بنسبة 21 في المائة، كما أن الشركة اتجهت بقوة إلى الأسواق الأوروبية مُحققة توسعا كبيرا، حيث تُعتبر أوروبا إحدى كبريات الأسواق في عالم السفر والسياحة. جدير بالذكر أن الشركة بدأت نشاطها كشركة خاصة عام 1997 ثم تحوّلت إلى شركة مُساهمة عام 1999.
التحليل الأساسي
أولى معلومة مالية سنعرفها عن الشركة هي أنها أعلنت قائمتها المالية للربع الثالث من العام الحالي، وأظهرت أن نشاط الشركة من كل عملياتها زاد بنسبة 47 في المائة ليصل إلى 903 ملايين دولار، وأرباحها ارتفعت إلى 123 مليون دولار محققة ارتفاعا بنسبة 54 في المائة.
نبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الاثني عشر شهراً الماضية، حيث بلغت 1.7 مليار دولار، مُسجلة ارتفاعا بمقدار 13.7 في المائة عن مبيعات العام الماضي ودخلها هو 63.1 مليون دولار، أي انخفض نمو دخل الشركة بنسبة 68.3 في المائة عن العام الماضي، بالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي بنسبة 6.4 في المائة.
يوجد ديون على الشركة، وبالتالي فإن نسبة المديونية بالنسبة لملكية Dept/Equity هي 1.69 في المائة، أي أن ديون الشركة تُشكل 169 في المائة من حقوق الملكية، وهذا رقم كبير يعني أن الديون تُشكل مصدر إزعاج للشركة، علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية الديون عليها بمقدار 4.2 مرة وهي نسبة جيدة، والقيمة الدفترية للسهم هي 8.72 دولار، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهي 18.1، وهي أكبر بكثير جداً من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع وأقل من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره 36.5، أما قدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Assets Turnover فهي 1.26 مرة، وهي نسبة جيدة وأعلى مما يقوم به القطاع كاملاً من تغطية لأصوله والتي تصل إلى 0.9.
مكرر الأرباح P/E الحالي للشركة هو 29 وهو مُرتفع، ومع هذا يُتوقع المحللون أن يصل سعر السهم إلى 44.66 دولار نهاية عام 2006، أي بزيادة أكثر من 5 في المائة، وفي نهاية 2007 فإن متوسط توقعات المُحللين تصل بسعر السهم إلى 61.48 دولار، أي بزيادة من سعر الخميس الماضي قدرها 54.24 في المائة، أما العائد على السهم فيُتوقع أن يرتفع إلى 0.96 سنت في منتصف 2007.
سعر سهم الشركة أغلق يوم الخميس الماضي عند سعر 39.85 دولار ويواجه أولى مقاومة عند مستوى 43.80 دولار، بسبب هذا المستوى يُمثل أعلى سعر وصله السهم في 52 أسبوعا، أما مستوى الدعم فهو عند 37.69 دولار لوجود متوسط 50 يوما عنده يليه متوسط 200 يوم عند مستوى 29.89 وهو الدعم الثاني.
سنستفيد هنا من التحليل الفني المعتمد على الرسم البياني وليس الأداء المالي، حيث يتضح أن السهم منذ فترة وهو يعيش حالة تصحيح جانبي Consolidation بعد ارتفاعه منذ بداية شباط (فبراير) الماضي ابتداء من سعر 21 دولارا وحتى منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، حيث وصل إلى سعر يزيد على 43.8 دولار، في حالة نجاح السهم في تجاوز مستوى 42 دولارا بحجم تداول عال، فإنه مؤهل فنياً للوصول إلى 50 دولارا، أي أكثر من السعر الذي يتوقعه المحللون الماليون، أما إذا هبط السهم تحت مستوى 39 دولارا وبحجم تداول عال فإن السهم سيتجه نحو تغطية الفجوة الموجودة في الأسفل عند مستوى 32 دولارا والمتكونة في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.
المُنافسون والمُستثمرون
تواجه الشركة منافسة من عدد من الشركات المالكة لمواقع إنترنت تقدم خدمات الشركة نفسها، منها موقع Expedia.com التابع لشركة مايكروسوفت وموقع Travelocity وHotwire.com ومعها لا ننسى موقع Orbitz.com، وعندما نتحدث عن مواقع إنترنت تقدم هذه الخدمات فنحن نتحدث عن شركات ضخمة تقف وراء هذه المواقع ولديها ترسانة قوية من ميزانية التسويق والبيع والإدارة، فهي ليست مواقع إنترنت عادية. على الجانب الآخر تأتي رياح المنافسة من شركات الطيران والشركات الفندقية التي تريد المحافظة على حصتها في السوق من خلال البيع على مواقع الإنترنت الخاصة بها.
تمتلك الصناديق الاستثمارية 78 في المائة من إجمالي أسهم الشركة المُتداولة في السوق ومن هذه الصناديق Par Capital Management وMarathon وT.Rowe بنسبة 9.6 و4.9 و4 في المائة على التوالي.
المخاطر
إحدى أهم المخاطر هي أن الشركة تعتبر مثل الموزع أو الوكيل التجاري لعدد من شركات الطيران والفنادق العالمية، ولا تملك منشآت وشركات طيران خاصة بها مثل ما تقوم به شركة easyJet.com البريطانية، لذلك فإن الخطورة على أداء الشركة تأتي من شركة الطيران والفنادق العالمية التي تقوم بمحاولة زيادة حصتها السوقية من خلال مواقعها الخاصة بها على شبكة الإنترن. من هنا يُمكن القول إن المنافسة قوية جداً في سوق السفر والسياحة، سواء على أرض الواقع أو على شبكة الإنترنت، فالشركات العاملة في هذا المجال لديها ميزانيات ضخمة وقدرة على التسويق غاية في الإبداع مع وجود شبكات توزيع وتسويق تابعة لها.
بعض المُحللين يرى في تغير الأحوال الجوية والكوارث الطبيعية والحروب حول العالم والأعمال الإرهابية تأثير سلبي في أداء الشركة، حيث يقل عدد الأماكن التي يُمكن أن يُسافر إليها السائحون.
الخلاصة
الاستثمار في الشركة مُجد حسب المعطيات المذكورة أعلاه، كما أن الشركة يُتوقع لها المُحللون أن تزيد من مبيعاتها، خصوصاً أنها نجحت في زيادة هامشها الربحي بمقدار 13 في المائة خلال ثلاث سنوات، مع وجود بعض المخاطر التي ذكرت أعلاه، إلا أن أربعة من المُحللين يوصون بشراء سهم الشركة بقوة Strong Buy، واثنين آخرين ينصحان بالاحتفاظ بالسهم Hold ولا يوجد مُحلل واحد يرى بيع هذا السهم، وهذا يعود إلى ثقة المُحللين بجدوى الاستثمار في الشركة وبقوة السوق الذي تبيع فيه الشركة خدماتها وقدرتها على التنافس في سوق تشهد منافسة ليست بالبسيطة، من هنا فإن المتوقع لدى المُحللين الماليين أن يصل سهم الشركة إلى سعر قريب من 44.66 دولار نهاية العالم الحالي، هذا من حيث التحليل المالي، أما التحليل الفني فيرى أنه في حالة نجاح السهم في تجاوز مستوى 42 دولارا بحجم تداول عال، فإن السهم مؤهل إلى الوصول إلى سعر 50 دولارا.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/maaaashor.jpg" width="450" height="499" align="center">