ضعف السيولة
على الرغم من توافر سيولة قوية وطلب أعلى من العرض في بدء يوم الأحد إلا أن استمرار ضعف تدفق السيولة للسوق حيث ظهر ذلك مع إغلاق السوق والذي بلغ العرض فيه 6.204 مليون سهم في حين كان الطلب 2.833 مليون سهم مما يعكس وجود فجوة كبيرة بين العرض والطلب، الأمر الذي يعكس حجم الضغط بسبب ضعف السيولة الداخلة والمتوافرة ما أدى لأن يغلق السوق مع نهاية يوم الإثنين على الجانب السلبي وتراجع المؤشر. في حين يوم الثلاثاء نجد أن السوق وقبل الافتتاح كان العرض 2.649 مليون سهم في حين كان الطلب في حدود 2.834 مليون سهم. يبدو أن السوق وخلال الأسبوع الحالي بدأ قويا ويستمر لفترة، ولكن مع استهلاك السيولة الداخلة يتراجع المؤشر.
تعطش السوق للمعلومات واضح أمس، حيث أدى الإعلان عن زيادة مبيعات شركات الأسمنت ونمو ربحيتها بنحو 9 في المائة إلى انتعاش وتوجه الضغط السعري الإيجابي إلى قطاع الأسمنت وارتفع مؤشر القطاع حتى الساعات الأخيرة من تداول الثلاثاء بنحو 1.37 في المائة في وقت لا يزال السوق يتعطش إلى معلومات إيجابية حول الربع الثاني. من المعروف وحسب الأعوام السابقة القطاعات المختلفة في السوق ترتفع أرباحها في ربعي الوسط (الثاني والثالث)، وتصل معدلات النمو إلى حدود كبيرة وإيجابية. وبالتالي تعتبر عملية نشر البيانات حاليا من زاوية تأكيد الاتجاه الإيجابي يسهم في دفع مستويات المؤشر. ولا شك أن استمرار النمو يعتبر عاملا إيجابيا ليدعم مؤشر السوق والمستثمرين.
هناك حاجة ماسة لأن يتم خروج بيانات مالية شهرية تعرفها الشركات أهمها المبيعات، والإيرادات، والنمو والتوسع في الإنتاج، والحفاظ على الحصص السوقية، وفتح أسواق ومجالات جديدة ومنتجات جديدة. لعل الصمت المطبق الذي نراه في السوق وفي ظل تحسن الربحية وانتقالها إلى مستويات إيجابية جديدة تجعل المتعامل في حيرة من أمره أمام قرار الاستفادة وتحقيق الأرباح والخروج أو الانتظار والاستمرار. مثل هذا القرار لا يؤثر في المستثمر الطويل الأجل ولا في المستثمر الباحث عن الربح الموزع، ولكن للمستثمر الراغب في الاستفادة من الفروق السعرية وتحقيق أقصى فائدة من التحرك مع عدم الالتزام اليومي بالتعامل مع السوق.
يسأل البعض هل لا يزال هناك خير في السوق؟ وأعتقد أن هناك فرصا حالية في السوق نتيجة لتراجع المؤشر في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة والتي يؤدي انفرادها إلى رجوع سريع للسوق. مع الأسف لا تزال تاثيرات السوق العالمي تؤثر في سوقنا المحلي بغض النظر عن الشركات واتجاهاتها وارتباطتها المحلية والعالمية.