مثقفون لـ الاقتصادية : مركزية الأندية الأدبية غيبت دور الشباب

مثقفون لـ الاقتصادية : مركزية الأندية الأدبية غيبت دور الشباب

أوضح الدكتور عبد الله السلمي رئيس النادي الأدبي في جدة لـ ''الاقتصادية''، بدء انطلاق أربعة برامج شبابية من النادي الأدبي في جدة، بغرض إحداث نقلة نوعية في النادي وتفعيل دور ومشاركة الشباب في الأندية الأدبية، وعدم حصرها على فئة معينة من الأدباء والمثقفين. وقال السلمي إن ''الأندية ظلت في المرحلة السابقة متقوقعة على ذاتها وتخاطب ذاتها ولم يكن لديها اتجاه للوصول للشباب ومشاركتهم، لكن بعد الانتخابات ركزت بعض الأندية في برامجها على الشباب بغرض تفعيل مشاركة الشباب بعد أن شهد غيابا كبيرا في الأندية الأدبية''.
ولفت الدكتور السلمي إلى أن البرامج الشبابية المختلفة التي تحاكي مختلف الشرائح العمرية يتصدرها برنامج ''طاقات''، حيث يقوم على تنمية المواهب وتدريبها وتشجيعها وعقد المسابقات بينها، والبرنامج الآخر ''موهبة'' ويعنى بالكشف عن الموهوبين والمبدعين في الجوانب الأدبية، إذ يعمل على عقد لقاءات بينهم وتقديم كل ما يحتاج إليه البرنامج من الرعاية والدعم، وبرنامج ''أصدقاء المكتبة'' يقوم على تقديم خدمة إلكترونية للشباب للاطلاع على كل مخرج للنادي ويقوم بعقد مسابقات حول آخر الإصدارات وأكثر الشباب قراءة وتقديم محفزات لهم في هذا الجانب، وأخيرا برنامج ''الشاب المثقف ''وهو تقديم برامج ثقافية في المجمعات المدرسية والجامعات والأسواق، وأضاف: ''نسعى إلى إبرام شراكة واتفاقية مع وزارة التربية والتعليم وجامعة الملك عبد العزيز والكليات الأهلية''، كما دعا السلمي وسائل الإعلام إلى توجيه الشباب لهذه الأندية للنهوض بها وتفعيل دور الشباب.
ويأتي حديث رئيس النادي الأدبي في جدة بعد أن شهدت الأندية الأدبية غيابا شبه تام للفئات الشبابية وتفاعلهم بالأندية كمشاركين وحضور بخلاف الحراك والتواجد الكبير للمثقفين الشباب في الشبكة العنكبوتية. وأرجع عدد من المثقفين والمدونين ذلك إلى عوامل رئيسة عدة تتصدرها المركزية والنخبوية في الأندية، واقتصارها على نخبة من الأدباء والأكاديميين كبار السن دون إشراك فئة الشباب في البرامج الأدبية لتصبح كما وصفوها ''دارا للمسنين''، إضافة إلى عدم تفاعل الأندية الأدبية مع وسائل الإعلام الحديثة والخروج من أروقتها لمحاكاة المجتمع بمختلف شرائحه، وتنامي الصراعات في الأندية الأدبية وظهور صراعات فكرية وقبلية بشكل كبير وواضح أخيرا.
وأوضحت الدكتورة فايزة الحربي المتخصصة في الأدب والنقد في جامعة الملك عبد العزيز، أن الأندية الأدبية أصبحت أندية مركزية متخصصة تستقطب النخبة من الأدباء والكتاب المعروفين والبارزين وتتحدث بلغة أدبية عالية لذوي الاختصاص فقط، وأبعدت المثقفين من الشباب بالالتحاق بالأندية لعدم توافر البيئة الخصبة لاحتضان الشباب وتفعيل مشاركتهم في الأمسيات والبرامج الأدبية، وقالت: ''الأندية الأدبية ما زالت في أبراجها العالية لم تنظر للفئات المثقفة من الشباب، ما جعلها مقتصرة على فئة معينة من الكتاب والمثقفين''، مبينة أن جميع إصدارات النادي تقتصر على النخبة من الأدباء والمثقفين ولم تدخل عناصر شبابية جديدة.
ولفتت إلى ثلاثة عوامل رئيسة لا بد من الالتفات لها للنهوض بالأندية الأدبية وخروجها من الخصوصية والنخبوية، يتصدرها التفاعل الفعلي مع الشباب والإعلام، فلا بد من الخروج من القالب القديم والتجديد وعمل أمسيات وندوات ولقاءات في أماكن التجمعات العامة التي تستقطب أكبر عدد ممكن من المثقفين وعمل مخيمات ثقافية أدبية، وترك مساحة كبيرة لمشاركة الشباب المثقفين وتفعيل دورهم، إضافة إلى عمل برامج أدبية للأطفال وطلاب المدارس والجامعات.
فيما أوضح المدون طراد الأسمري أن تنامي الصراعات الفكرية والقبلية في الأندية الأدبية، إضافة إلى الغيرة السلبية التي غيبت الدور الفعلي لهذه الأندية، غيبت الروح الشبابية من الدخول للأندية الأدبية والمشاركة فيها، وقال: الأندية الأدبية في المملكة أصبحت ''دورا للمسنين'' اقتصرت على عدد معين من المثقفين الكبار السن، فالبرامج المطروحة في الأندية برامج ''عقيمة بائتة'' تراجعت بشكل كبير عن مستواها سابقا، فالأمسيات محصورة ومقننة بحسب رغبة أعضاء النادي لا توجد برامج تشجيعية وندوات وأمسيات تستقطب فئة الشباب والمثقفين الجدد، فلا يوجد أي وجود للشباب في الأندية الأدبية، إضافة إلى ضعف تواصلها بالتقنية الحديثة وقنوات التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دورا أكبر من الأندية الأدبية، فأكثر من 90 في المائة من المثقفين الشباب أبدعوا دون الوصول إلى الأندية الأدبية. ورأى ضرورة إعادة النظر للأندية والبعد عن الصراعات الفكرية والقبلية التي أودت بالأندية والعمل وفق الأهداف المطروحة للأندية، وتعزيز دور الشباب في الأندية واستقطابهم بطرح مسابقات وأمسيات تستقطب الشباب لإشراكهم في تطوير وتحسين أداء الأندية الأدبية. فيما أشار عبد الله عيبان رئيس الأقسام الثقافية في عكاظ إلى ضرورة أن تحاكي الأندية الشبابية هموم الشباب المثقفين على مستوى السلوكيات ومناقشتها بشكل ثقافي متزن لتصل إلى أكبر قدر من الشباب، وأن تعمل بشكل تكاملي مع وسائل الإعلام الحديثة لتقديمها بشكل لائق خارج الأروقة الأدبية، خاصة أن ثورة الإعلام الجديد انعكست على جميع المجالات سواء الاقتصادية والسياسية والثقافية، فمنابر الإعلام ألقت بظلالها على جميع المجالات إلا أنها لا تحل محل المؤسسات الأدبية الثقافية المتخصصة. يبقى النادي يمثل محورا مهما من محاور الثقافة، لكن لا بد من التفاعل الحي مع شريحة الشباب وعدم اختصارها على النخبة واستقطاب أسماء جاذبة لفئة الشباب، وإقامة المناسبات الثقافية في أماكن التجمعات العامة والخروج عن المألوف.

الأكثر قراءة