الانتخابات تعيد الغذامي للأندية الثقافية .. والبداية بسيرة أمه «الجهنية»
عاد الدكتور عبد الله الغذامي للتعامل مع الأندية الثقافية بعد فترة غياب طويلة كانت مرهونة بعودة الانتخابات فيها، وكانت البداية من نادي مكة الأدبي، وهو أول ناد ثقافي أخذ بنظام الانتخابات الجديد، وأصبح ناديا منتخبا من حيث اختيار مجلس إدارته، وهو أول ناد يضم مثقفات في مجلس إدارته وهن منتخبات.
يقول الغذامي لـ ''الاقتصادية'': ''سبق أن أعلنت أنني لن أتعامل مع أي ناد ثقافي إلا إذا عادت الانتخابات، وهذا ما حدث، وكان نادي مكة الثقافي الأدبي، وهو أول ناد ثقافي تجرى عليه الانتخابات، وتحية لهم وتقديرا لهذه الخطوة الرمزية المهمة، حينما خاطبني نادي مكة الثقافي للحصول على كتاب من عندي فوافقت على ذلك''.
كتاب ''الجهنية في لغة النساء وحكاياتهن''، كان المدخل الذي استعان به الغذامي لتدشين عودته للنشاط الأدبي المؤسسي، وهو كتاب يروي قصة الجهنية، حيث يقول ''أمي من عائلة بالجهنية فيسمونها أمنا الجهنية جاءت الجهنية راحت الجهنية، والكتاب شرح هذه النقطة، فاسم أمي عائليا بين أسرنا وقرابتنا وجيراننا الجهنية، وقلت يسمونها الجهنية وأسميها أمي، لم أكن أغار من الذين شاركوني في محبتها حتى صاروا كلهم يسمونها أمهم الجهنية وإن تعددت ألقابها بين أمي فاطمة وأم عبد الرحمن.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتور عبد الله الغذامي أستاذ النقد والنظرية، أن عودته للأندية الأدبية الثقافية كانت مرهونة بعودة الانتخابات فيها، مضيفا أن إيقاف الانتخابات في الماضي كان وراء ابتعاده عن الأندية الأدبية الثقافية، وفيما يخص الغزو الفكري، قال إن العالم لا يفكر في غزونا فكريا، بل نحن الذين نبحث عن الغزو الفكري ونجري وراء فكر الغرب.
#2#
وبدأ الدكتور الغذامي محاضرته ''التحولات الثقافية وثقافة ما بعد العولمة'' التي قدمها في النادي الأدبي في محافظة جدة مساء البارحة الأولى، بعد انقطاع دام عدة سنوات بعبارة، ''إن أهم خاصية للجسد الإنساني، هي أنه يتغذى بأشياء غير جسدية، ولكنها تتحول إلى أشياء جسدية''، مشيرا إلى أنها أيضا تنطبق على الثقافة بصفة عامة.
وبين الغذامي أن المحلية انتهت والجميع الآن يتعامل مع الكونية، مشيرا إلى أن المحلية لم تعد قائمة، حيث انتهت الخصوصية تبعا لذلك، مبينا أن العالم الآن أصبح بيتا من زجاج، وجميعنا أصبحت بيوتنا من زجاج، وزاد قائلا إن العالم أصبح على كف شاشة، حيث أضحت الكلمة أسرع من التفكير، مبيناً أنه أول شيء سقط يتبع هذا هو الخصوصية.
وذكر الغذامي في تأمله لمصطلح الخصوصية، عدة عناصر، أولها أننا اكتشفنا أن الخصوصيات التي نمتلكها يمتلكها غيرنا أيضا، وأن الخصوصية تقوم على فرضيتين غير حقيقيتين، أن الهوية واحدة، والثقافة واحدة، والواقع يقول إن هناك هويات وثقافات متعددة.
واعتبر الغذامي أن الفرد السعودي لا يمكن أن يكون له مكان في هذا الكون إلا بشيء واحد، وهو أن يكون تحت إطار العالمية، مضيفا أن الإسلام للكون كله ''الإسلام ليس لنا، ولكنه علينا، وكلما جعلناه للعالم صار إسلاما''.
وبين الغذامي أن قولنا هذا سعودي مسلم يتناقض مع الرسالة، ''أنت سعودي يجب عليك أن تكون عالمياً، ولبس الثوب ليس خصوصية، ولكنه مسؤولية''.
واعتبر الدكتور الغذامي أن هذا الأمر أسقط الخصوصية السعودية، مشيرا إلى أن عنوان المحاضرة يشير إلى العولمة، وأنه يشير إلى المحلية. وقال إن العولمة والمحلية سقطتا. ''العولمة أرادت صياغة العالم بنموذجها المعمم، فشدت الحبل إلى أقصاه فانكسرت، والعالم اليوم بكل مستوياته يرفض العولمة.
وتابع ''وفي المقابل المحلية انزوت إلى داخل الخباء فصارت عمياء لا ترى، والذي حل بديلا، هو تعدد الهويات والثقافات''.
واعتبر الغذامي أن الهويات المتعددة لها مشاكلها أيضاً، معتبراً أن أوروبا تمثل للباحث كتاباً مفتوحاً، وأن الذي جرى فيها خلال الـ20 عاماً الأخيرة، كشف كثيرا مما حدث نتيجة لهذا الواقع مثل ''الإسلام فوبيا'' الذي جاء نتيجة للتعددية الثقافية.
وأوضح أن مفهوم الحرية من أخطر القضايا، قائلا إنه توصل إلى عنوان قد يكون صادما لكثير، وهو عنوان الحرية أو الديمقراطية، معتبرا أن مصطلح الحرية سيظل إشكالية بين معنيي القمع والفردانية، وأنه لا بد من تحريرها.
بعد ذلك ضرب الغذامي أربعة أمثلة تدلل على أن أوروبا كتاب مفتوح، وهي الهولوكوست، والرسوم الدنمركية والحجاب والاحتساب، الذي اعتبر أنه أصل من أصول الثقافة الإسلامية.
وبين الغذامي في حديثه عن الانتخابات في الأندية الأدبية أن نادي مكة هو أول نادٍ ثقافي أخذ بنظام الانتخابات الجديد، وأصبح ناديا منتخبا في مجلس إدارته، وهو أول ناد يضم أربع مثقفات في مجلس إدارته، وهن منتخبات، وقال الغذامي ''سبق أن أعلنت أنني لن أتعامل مع أي ناد ثقافي إلا إذا عادت الانتخابات وهذا ما حدث، وكان نادي مكة الثقافي الأدبي وهو أول ناد ثقافي تجرى عليه الانتخابات، وتحية لهم وتقدير لهذه الخطوة الرمزية المهمة.
واستدرك الغذامي أنه في نهاية الشهر الجاري سأكون مشاركاً في الندوة بين الهامش والمتن في نادي مكة الثقافي، وأن المقترح جاء من النادي الثقافي الأدبي في مكة ليكون أول نشاط لهم، وحرصوا على أن يكون النشاط مختلفا عن الموضوعات التقليدية، وتهدف الندوة إلى موضوعات الشباب وموقع الشباب كجيل فاعل ومهم وكشريحة كبيرة جدا، وموقعها بين المؤسسات الاجتماعية، من حيث المتن كجوهر أو الهامش كتهميش وبين من يقعون داخل هاتين المقولتين.
وقال الغذامي: قدمت كتاب ''الجهنية في لغة النساء وحكاياتهن''، للنادي مكة الثقافي الأدبي.
وأبان الغذامي أن الكتاب يروي قصة الجهنية، وأمي تسمى داخل العائلة بالجهنية فيسمونها أمنا الجهنية جاءت الجهنية راحت الجهنية، والكتاب شرح هذه النقطة، وأضاف الغذامي، أن أمل القثامية، تابعت مراحل الكتاب كاملا، لأني كنت مشغولا جدا فأسندت إليها وضع الكتاب فنيا مع تصحيح البروفات وكل الجوانب الفنية وتصدت لها بأسلوب راقٍ.