رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الفساد عقبة التطوير

شكا الصحابي حنظلة لأبي بكر - رضي الله عنهما - قسوة قلبه بعد خروجه من مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فوافقه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - على ذلك ثم سار الاثنان يريدان من النبي - صلى الله عليه وسلم - حلاً لذلك فكان جوابه: ''والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة''، غفر الله لسلفنا كيف بينوا المنهج ورسموه فتغافلنا عنه، لم يأنفوا من مصارحة بعضهم بما يشكل عليهم وما يظنونه خطأً ثم يرفعونه مباشرة لصاحب السلطة النبي - صلى الله عليه وسلم - بحثاً عن المخرج حين لا يجدون مناصاً عن ذلك. عرضت حال مجتمعنا عامة وبالأخص الرياضي على مثل هذه النماذج فوجدت الشقة قد بعدت فالكل صاحب حق وعلى صواب، والخطأ لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، ولا نعترف بوجود الفساد وكأننا نسينا أن خروج آدم - عليه السلام - كان بسبب الخطيئة الأولى.
ـ نحن لا نعترف بوجود الفساد ونسعى بعبارات تغلفها النرجسية بأن شبابنا ومجتمعنا أبعد ما يكونون عن ذلك، والحقيقة أننا كالنعامة دست رأسها في الرمل، فالمصارحة والمكاشفة أولى خطوات العلاج ولذلك سعت القيادة السياسية لتأسيس هيئة مكافحة الفساد، وكانت قبل ذلك قد وضعت حسابا لإبراء الذمة فاتحةً الباب لمن أراد أن يتمم توبته ويرجع ما أخذه من المال العام بغير حق.
ـ أستغرب ممن يحاول عزل المجتمع الرياضي عن المجتمع الكبير ويصوره مثالياً وأفلاطونياً صرفاً يحتسي الفضيلة صباح مساء، فالخلل الذي أصاب الأصل أصاب الفرع ، فكيف نتعامى عن الحقيقة؟ ألم يخطف رئيس أحد الأندية لاعباً أتي ليوقع مع ناد منافس؟ ألم يهرب أحد مسؤولي الأندية بلاعبيه عن لجنة فحص المنشطات بحجة عدم التأخر عن موعد الطائرة؟ كيف نغفل عما يدور حولنا والهمس يتعالى حتى غدا تصريحا عن الرشوة والجشع المادي الذي ضيع الأمانة، ولعل قضية نجران والوحدة العام الماضي والتي لا نعلم إلى أين انتهت ملفاتها، ألم يصدر قرار الاتهام ضمنياً وليس صريحاً بوجود شبهة تواطؤ بين الوحدة والتعاون في مباراتهما العام الماضي والذي استوجب استصدار قرار كانت نتيجته هبوط وصيف بطل كأس ولي العهد لدوري الدرجة الأولى، ألم يصرح رئيس أحد الأندية متذمراً من أخطاء التحكيم ويقر بأنها ساعدت فريقه وساعدت غيره كذلك! لست بصدد تعداد ولا تقصي مظاهر الفساد ولكنها عينة وشريحة يستظهر منها القارئ ما أخفته وغيبته حروف لم تملك الشجاعة وقصر بها جهدها في ظل سجال إعلامي عن فساد ورشاوى حتى قصرت مني هامة الفخر وتطاولت داخلي شرهة المكلوم على أدب أضعناه وماء وجه أريق تحت غطاء ''الرياضيون لا يمكن معاقبتهم إلا وفق اللوائح'' فتجاوزاتهم ليست جناية تستحق العقوبة وكأننا نشجعهم على التجاوز والمخالفة.
ـ قدم برنامج الخط الأحمر معلومة مهمة جداً بأن الوسط الرياضي يخضع لأنظمة البلد وليس معزولاً عنها، فالـ ''فيفا'' يطالب بعدم التدخل السياسي في قرارات الاتحاد الأهلي فقط، فمتى تكون المخالفات الإدارية والجنح القضائية تحت سلطة دستور البلاد فيساعد ذلك على إضفاء مزيد من الانضباطية والهيبة فيه ويستشعر الجميع عين المراقبة وقوة النظام.
ـ حين تحدث حمد القاضي عضو مجلس الشورى وأديبنا الكبير طاعناً في صدق انتماء لاعبينا للمنتخب وأنهم لناديهم أكثر تضحية وولاء لم يجانب الحقيقة بل أصاب كبدها وما خفي أعظم، فيكفيك أستاذي رؤية ما يكتب في المنتديات الرسمية للأندية وكيف ترفع أعلام الأندية والمنتخبات التي تقابل منتخب وأندية الوطن، يا أستاذي أضحوا يرون أن الوطنية لا يمكن ربطها بالرياضة، عجباً يريدون تنشئة الفتيان على الصراع والتناحر الداخلي تحت غطاء التنافس الكروي فيقتلون الأخوة وشرف المنافسة بسبب ميولهم مرددين لا رياضة بدون تعصب وإثارة، وكأن العقل والمنطق في إجازة طويلة المدى.
الخاتمة
''إن الانحطاط الفكري في البلاد المحسوبة على الإسلام يثير اللوعة، واليقظة العقلية في الأقطار الأخرى تثير الدهشة''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي