زيارة علماء ووزراء لمعرض الكتاب رسالة واضحة لدعاة المقاطعة
ما إن تشير الساعة اليوم إلى العاشرة ليلاً، إلا ويهم حراس معرض الرياض الدولي للكتاب بإسدال الستار عن العرس الثقافي الكبير، بعد عشرة أيام قضاها المفكرون والأدباء ومحبو الثقافة مع ''الكتاب''عشقهم القديم الجديد.
يغلق معرض الكتاب اليوم أبوابه وقد حقق حتى البارحة، إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين، رغم دعوات المقاطعة، فجنبات المعرض وأروقته كانت مكتظة بالمواطنين والمقيمين، وسط تنظيم ومراقبة أمنية محكمة، لإبعاد كل ما يعكر صفو مرتاديه.
ولعل ما يميز معرض الكتاب 2012 والذي اكتسى شعار ''الحياة .. قراءة'' زيارات عدد من المسؤولين من الأمراء والوزراء والعلماء للمعرض جنباً إلى جنب مع الزوار، باعثين برسالة واضحة لكل المغرضين والمنادين بمقاطعة المعرض، بأنهم يد واحدة في مواجهة هذه الدعوات المسيئة.
فرجال الشرطة و''الحسبة'' والمنظمون من وزارة الثقافة والإعلام تجمعوا وخططوا واتفقوا على إنجاح معرض الكتاب.
فمناسبات التوقيع كانت إحدى السمات المحمودة في هذا المعرض، حيث تنامى عددها هذا العام، وأصبحت إحدى الوسائل التي تسهم في إلقاء الضوء على الكتاب ومؤلفه، من خلال الاحتفالية المصاحبة لها، ولم تقتصر على المؤلفين من الرجال فقط، بل النساء دخلن وبقوة في الخط، حيث حظين بإقبال من قبل قرائهن لتوقيع على الكتاب.
ولم يفت عدد من دور النشر جلب كتب تتناول الثورات العربية فكان الزوار يقتنون كل ما يتعلق بهذه الأحداث التي غيرت أنظمة، ولعل من أبرزها ما تروجه دور النشر الليبية من مطبوعات عن عهد معمر القذافي وحكمه، ككتاب ''جماهيرية الرعب''، وكتاب ''من البوعزيزي إلى باب العزيزية''، يحكون فيها تجاربهم في القضاء على جبروت القذافي.
#2#
واستطاع جناح الطفل في معرض الرياض الدولي للكتاب جذب الأسر السعودية لزيارته، فكان جزءا لا يتجزأ من نجاح المعرض الذي استقطب ما يقارب مليوني زائر، واللافت للنظر بحسب ما رصدته ''الاقتصادية'' أن المساحات المخصصة للأطفال لم تقتصر على بيع قصص الصغار الفارغة والمستهلكة فقط، كما كان يفعل في السابق، بل الأمر تجاوز ذلك إلى تخصيص أركان وزوايا جاذبة لهم يقرؤون ويتعلمون باللعب والمرح، وبمشاركة الآباء والأمهات.
إلا أن غياب التقنية لإحصاء الزوار والمبيعات، أدى إلى تضارب الأخبار بحجم زوار المعرض ومبيعاته، فكل الأرقام المعلنة هي تقريبية وليست دقيقة، هذا ما أكده الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، وقال: ''إن الإحصاءات التي تعلن حول حجم المبيعات، وعدد الزوار إحصاءات تقريبية، نظراً لغياب الآلية الإلكترونية التي تضبط مثل هذه الإحصاءات بدرجة عالية''. وأشار الحجيلان إلى أن العام المقبل سيشهد ضبطاً إلكترونياً شاملاً، من شأنه الحد من التلاعب في الأسعار وإعطاء مؤشرات دقيقة عن الأكثر مبيعاً، والمجالات الأكثر إقبالاً بما فيها دور النشر.
بينما يعتبر الدكتور صالح الغامدي مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، عدم دقة الإحصائيات ''أمر طبيعي''، لأنها يدوية وحتى الإلكترونية تترك فيها مساحة للتقريب تراوح بين 5 و10 في المائة.
وكشف الغامدي عن ضبط عدد من التجاوزات التي مارستها بعض دور النشر، من حيث التلاعب بالأسعار، واصفاً إياها بالحالات القليلة التي لا تصل إلى عشر حالات، حيث تمت إعادة المبالغ الزائدة على السعر، إلى جانب تحرير محضر مخالفة ضد الدار، حيث تنظر إدارة المعرض في العقوبات التي ستتخذ حيالها.
وأوضح الغامدي أن إدارة المعرض تلقت العديد من الإشادات والتهاني بنجاح المعرض، وظهوره بالمظهر المشرف الذي قدم صورة وطنية حضارية مبهجة للجميع، حيث تمثل النجاح - والحديث للغامدي - في توفير أجواء ثقافية حضارية راقية تمكن الجميع عبرها رجالا ونساء وعائلات وأطفالا من قضاء أوقات ماتعة وهادئة، ومفيدة دون أي تجاوزات أو مخالفات تذكر.