لصوص محترمون

<a href="mailto:[email protected]">saad@aleqt.com</a>

تختلف أساليب الابتزاز في حياتنا، فكلما استمعت إلى مختلف فئات الناس، تكتشف حجم وتأثير هذه الأساليب القذرة، فهي تكتسي بالوقار والعفاف لدى مرتكبيها، حتى إذا تحقق المبتغى تحول فاعلوها إلى أشخاص شرسين في مبادئهم، مختلفين في تعاملهم مع ضحاياهم، يفضلون الفوقية في لغة التفاهم تارة، وأخرى يتوارون لا يعرف لهم مكان ولا زمان، وثالثة الأثافي أن بعضهم ربما بحث عن ضحايا يوقعهم في براثنه، ليلهم يصبح نهار من التخفي، ونهارهم ليلا، ينشدون الأمان حتى يقعوا في شراك أفعالهم. وللأسف الشديد نجد أن مجتمعنا يزخر بألوان شتى من هذه الأساليب، والـتأثير يكون بدرجات مختلفة، وما أقبح كل فعل يشوه جمال التعامل النظيف، وما أسوأ أدرجة الاستهتار التي تغلب على طباع هؤلاء المفترسين، إنها صور متنوعة يتقمصها هؤلاء، ضحاياها من يبحثون عن لقمة العيش ورزق اليوم والليلة، وجثثها من يحلمون بالعيش الرغيد والاكتفاء الذاتي بعيدا عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين، ورغبتهم الملحة استمرار الحياة الطيبة الرغدة دون عناء بأرباح بسيطة حتى لا تلوث كرامتهم ولا يعكر صفوهم، بعضهم كانوا يحلمون بعيش رغيد ومكاسب عفيفة، فأضحت أحلامهم سرابا، قد يكون من هؤلاء من هم ضحايا أسهم لا تزال تشكل صداعا لا هوادة فيه، وكابوسا مزعجا لا يمكن التخلص منه، والبعض الآخر هم ضحايا بطاقات سوا وهي ليست بعيدة عن ضحايا الأسهم سوى أن الفرق أن الأخيرة تنكر أصحابه لمن شاركوا معهم، والأولى ضحايا خسائر أصبحت سمة وماركة مسجلة في سوق الأسهم بفعل هوامير ومضاربين همهم الأول إغراق المستثمرين الصغار واستمرار خسائرهم من سيئ إلى أسوأ، رغم محاولات إيجاد الحلول وتلافي الأخطاء إلا أن الضحايا يتكاثرون ومنهم من أصبح يعيش على زكاوات الآخرين كما هو حال أحد المتضررين من هذه السوق وغيره كثير.
أما الصنف الأغرب فهم لصوص مشاوير سيارات الأجرة، الذين يحصلون على ما يريدون دون مشقة ولا أدنى تعب، يتنقلون في سيارات الأجرة ويقضون حوائجهم بالمجان، ينتقون ضحاياهم بدقة، ويغافل لك الله، تجد هؤلاء المستهترين يظهرون المكانة والعزة على أنفسهم، ويختارون ضحاياهم بدقة، بعضهم عبثا يوهمون السائق بأنه لديهم مستلزمات يضعونها أمامه في السيارة، وعندما يصلون إلى المكان الذي يريدون يغادرون سريعا بحجج واهية مختلفة، تاركين خلفهم بعض الحمل الذي وضعوه في السيارة، فيكتشف السائق الذي يجمع رزق أسرته بمشاوير سعر الواحد منها لا يتجاوز (15ريالا) الخديعة فيذهب ضاربا كفا بكف نتيجة ذلك الفعل المشين الذي ينم عن احتراف قذر في أخذ الأموال بغير حق، وهذا ما يؤكده بعض العاملين في مجال نقل الركاب "الليموزين" من المنتمين إلى هذه البلاد الطاهرة وغيرهم، وقد سمعت من القصص ما يندى له الجبين في هذا الجانب، وهؤلاء النصابون وهم لصوص المشاوير يجدون احتراما ولا يتم اكتشافهم إلا بعد سرقتهم تعب هؤلاء الضعفاء، وليست هناك وسيلة لإيقاف عبثهم إلا التوعية لهم وتذكيرهم بعظم ما يفعلون من خلال الوسائل المختلفة كالإعلام وخطب الجمعة وغير ذلك، لعل الله أن يقلص أو يزيل هذه الصور المؤلمة التي يرتكبها من ينتمون إلى ديننا لعل وعسى أن يتراجع بعضهم ويكتب الله لهم الهداية والسير على الطريق الصحيح. نسأل الله للجميع التوفيق والبعد عن كل الأمور المحرمة المتنوعة وأن يعفو عن الجميع، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي