الاستاند أب كوميدي: انتهى الانتظار .. الاتصال جار رسمياً بالموهوبين

في غضون أسبوعين تقريباً من نشر ''الاقتصادية'' موضوعا عنوانه ''بداية البحث عن سانيفلد في الرياض''، بات من الواجب إدراك أن العبارة السابقة تحولت من عبارة تنبؤية محضة إلى خبر حقيقي، الأمر الذي يؤكد أن ''الاستاند أب'' فن يهتم بزرع البسمة والضحك في عروضه الأدائية، لكنه في الوقت ''لا يمزح'' حين يتصل الأمر بظهوره على واجهة المشهد الثقافي والفني المحلي، وإذا كنا قد ذكرنا أن قارة الكوميديا غير المكتشفة تقف على بعد اتصال معلق فقط وتنتظر ''على محمل الجد'' فمن الملائم الآن أن نقول إن ''الخط'' بات مفتوحاً ومتاحاً ليسمع المشاهدون ويتفاعلوا مباشرة مع أحد أوسع الفنون الجديدة شعبية وأكثرها ارتباطا بثقافتهم وسماتهم المجتمعية الخاصة، بل حتى بأدبياتهم المتداولة وقوالبهم اللفظية الطريفة التي يتم اكتشافها وتكريسها بشكل متجدد عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة في الهواتف الذكية.

وكل ما سبق – إذا أضفنا إليه الحافلة الكبيرة التي لفتت أنظار الشباب في التحلية وهي تضع صور فنانيهم اليوتيوبيين المعروفين - لم يكن سوى مقدمة لتحقيق المشروعية المنتظرة لهذا الفن، الذي جاء مع إعلان إحدى المؤسسات المتخصصة في تقديم مناسبات ترفيهية لفئة الشباب خلال الأيام القليلة الماضية، عن إطلاقها بشكل رسمي وكالة لاكتشاف المواهب المحلية في مجال عروض الاستاند أب الكوميدي وصقلها وتطويرها وإدارتها، حيث تعمل هذه الوكالة على البحث عن الموهبة المميزة ما بين الشباب السعودي ثم السعي إلى تنميتها عبر برامج تطويرية ليصل مستوى الموهبة إلى الاحترافية، وقد شهدت هذه المناسبة كذلك توقيع عقود فنية مع عدد من نجوم الاستاند أب كوميدي أو ما يعرف بالكوميديا الارتجالية، وبعضهم أسماء عرفها الجمهور في مقاطع اليوتيوب والشبكات الاجتماعية، وهم كل من إبراهيم الخير الله، فهد البتيري، مسيسيبي إبراهيم، فادي الشهري، خالد مصطفى، مهاب عمار، أحمد قطان، سامر سقا، وسام الشويري، يزيد الراجحي، وضاح سور.

#2#

ويؤكد القائمون على الوكالة أنها اكتشفت فعلياً بعض هذه المواهب وتعمل على تقديمها في أقرب وقت ممكن، حيث يتم الاعتماد على عدة وسائل للوصول إلى المواهب الشابة يأتي في مقدمتها تنظيم عروض مفتوحة، وتجارب أداء، وهو ما يرونه فرصة لأي شخص موهوب للتقدم وتجربة قدراته أمام لجنة تحكيمية متخصصة تهدف لتطوير مستواه من خلال تقديم النصح والتوجيه له، وقد نظمت بالفعل عدة عروض وتجارب أداء، وهناك خطط لتنظيم مزيد منها في المستقبل القريب.

وبينما كان إبراهيم الخير الله يرى في موضوع ''الاقتصادية'' انتصارا متبادلا للفكرة والتطبيق، كان من الواضح أن شيئا يستحق الاهتمام يجري التخطيط له اعتبارا من تلك اللحظة، فالواقع يقول إننا أمام فن شبابي خالص يستمد طاقته من الفئة الاجتماعية الأوسع، ويتم إنتاج مفرداته وصناعته ضمن الأروقة الافتراضية المصغرة وفقا لأسس ذاتية الابتكار والانتشار بين مجموعة لا نهائية من خفيفي الظل المجهولين الذين يتواصلون مع بعضهم عبر فضاء التقنية، النكتة الشعبية - إن صحت التسمية - كسرت احتكار الدراما والوجوه المعتادة للكوميديا، وأوجدت كيانها ونجومها الذين لا يزيدون إبداعاً ربما عن كثير من جمهورهم، فالجميع يدرك وجود قواعد ذوقية صارمة لفن الطرفة، وهو الفن الذي لا يعرف أنصاف الحلول حين يحدد كون عبارة ما تستحق أن تكون نكتة أم لا، وهو ما يعني أيضاً بالضرورة أنك لا تملك متسعاً للمواربة بين أن تكون كوميديان استاند أب مبدع، أو لا تكون.. ولتتأكد من ذلك، يمكنك الآن فقط أن تجد من يستمع إليك ويهتم بك، ويطلق ''الساينفليد'' الذي بداخلك!