التفاؤل يعم البورصات رغم «التصنيف الفرنسي»

تستمر الأسواق العالمية في مسارها الصاعد بالرغم من تجدد آثار الأزمة المالية العالمية على اقتصادات أمريكا وأوروبا. ففي الولايات المتحدة استمر مؤشر داو جونز في مساره الصاعد ناجحا في تجاوز مقاومة تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، متوجها نحو مقاومة تموز (يوليو) 2011. وتواجه السوق الأمريكية خطر رفض مجلس النواب الأمريكي طلب الرئيس الأمريكي رفع سقف الدين العام، الذي قد يترتب عليه عودة عاصفة تموز (يوليو) 2011 من جديد، إذا ما عادت المخاوف العالمية من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.

وفي أوروبا استمرت الأسواق في مسارها الصاعد محققة ارتفاعا في قيمتها الأسبوعية بما يقارب 3 في المائة ـ جاء مؤشر داكس الألماني من أفضلها أداء ـ بالرغم من خفض ستاندارد آند بورز التصنيف الائتماني لتسع دول أوروبية؛ منها إيطاليا، فرنسا، واسبانيا، بينما حافظت ألمانيا على تصنيفها الائتماني الممتاز عند AAA. فنيا حافظت الأسواق المالية الأوروبية على بقائها فوق متوسطاتها المتحركة، إلا أن المتوسطات المتحركة لا تزال في ترتيب غير إيجابي فنيا ببقاء المتوسط المتحرك لـ 50 يوما تحت المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، باستثناء مؤشر ''فوتسي'' الإنجليزي الذي يقترب متوسطه المتحرك لـ 50 يوما من قطع متوسطه المتحرك لـ 200 يوم، في إشارة إيجابية فنية منتظرة في مطلع تداولات هذا الأسبوع.

وعلى الرغم من ذلك قد تواجه الأسواق الأوروبية آثار خفض ''ستاندرد آند بورز'' تصنيفها الائتماني لصندوق الإنقاذ الأوروبي، مما يعني أن الأسواق الأوروبية قد تواجه صعوبة في تحول متوسطاتها المتحركة إلى الإشارة الإيجابية، حيث لم يكن أداؤها في جلسة أمس مشجعا. وفي آسيا، شهدت الأسواق الآسيوية أداء جيدا في تداولات الأسبوع الماضي، إذ استمرت في أداء صاعد، محققة ارتفاعا في قيمتها الأسبوعية بما يقارب 3 في المائة، لكنها لا تزال تحت المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وكان مؤشر نيكي الياباني قد نجح في تداولات الأسبوع الماضي في اختراق متوسط 50 يوما بعد بقاء المؤشر دونه منذ تداولات تموز (يوليو) الماضي.

وفي الشأن المحلي تراجعت السوق المالية السعودية TASI في تداولات الأسبوع الماضي لما يقارب 108 نقاط بإغلاقها عند مستوى 6377 نقطة فاقدةً 1.7 في المائة من قيمتها الأسبوعية مقارنة بإغلاق 11 كانون الثاني (يناير) عند مستوى 6486 نقطة. ولم يؤثر هذه التراجع على الإشارة الإيجابية الفنية للمتوسطات المتحركة، إذ لا يزال متوسط 50 يوما محافظا على إغلاقه فوق متوسط 200 يوم. وجاء تراجع مؤشر السوق المالية السعودية TASI بتأثير واضح من القطاعات القيادية التي كان لها الدور الأبرز في هذا التراجع، حيث تراجع قطاع المصارف 2.5 في المائة، وقطاع البتروكيماويات 2.2 في المائة، وقطاع الأسمنت 3.2 في المائة، وقطاع الطاقة 0.9 في المائة، ولم يحقق ارتفاعاً في تداولات الأسبوع الماضي سوى ستة قطاعات، في مقدمتها جاء قطاع الاستثمار المتعدد بـ 1.8 في المائة وقطاع النقل بـ 1.4 في المائة.

وعلى مستوى السيولة حافظت السوق المالية السعودية على معدلها اليومي عند 6.7 مليار ريال بعد بلوغها 33.6 مليار ريال، بتراجع طفيف تبلغ نسبته 1.4 في المائة مقارنة بالمعدل اليومي لقيمة التداولات في الأسبوع ما قبل الماضي، الذي شهدت فيه السوق أعلى قيمة تداولات منذ حزيران (يونيو) 2009. ولم يؤثر هذا التراجع في عدد الأسهم المتداولة التي بلغت 1.7 مليار سهم بمعدل تداول يومي 340 مليون سهم وبزيادة على الأسبوع الذي قبله بـ 11 في المائة، أما الصفقات فكان ارتفاعها طفيفاً في حدود 1 في المائة حيث بلغت 156.2 ألف صفقة يومياً. هذا وقد توزعت سيولة الأسبوع الماضي البالغة 33.6 مليار ريال على قطاعات السوق، فشهد نصيب قطاع البتروكيميات ارتفاعاً إلى 23 في المائة، وكذلك قطاع التشييد والبناء إلى 9.25 في المائة، وقطاع التطوير العقاري إلى 9.30 في المائة، فيما تراجع نصيب قطاع التأمين إلى 17 في المائة، وقطاع الزراعة إلى 7.2 في المائة. بقية القطاعات استقر نصيبها عند معدلها في الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من تراجع مؤشر السوق TASI وعدم قدرته على تجاوز مستوى 6500 نقطة، وعدم محافظته على البقاء فوق دعم 6455 نقطة إلا أن المتوسطات المتحركة سجلت إشارة إيجابية بإغلاق متوسط 50 يوما = 6320 نقطة فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم = 6315 نقطة وهي الإشارة الإيجابية الأولى للمتوسطات منذ مطلع تداولات آب (أغسطس) الماضي. هذا وقد سجلت بعض المؤشرات قراءة سلبية لمؤشر السوق TASI مثل مؤشر MACD وMACD Histogram اللذين أعطيا إشارة سلبية، ومثل مؤشر البولينجر Bollinger bands الذي أغلق مؤشر السوق تحت متوسطه المتحرك.

ولا تزال أمام مؤشر السوق السعودية TASI ـ الذي عاد لمساره الهابط ليختبر نقطة دعم المتوسط التحرك لـ 200 يوم 6315 نقطة ـ عقبة 6500 نقطة التي قاومت صعوده نحو 6788 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي، بعد نجاح المؤشر في تجاوز مقاومة 6455 نقطة، وفشلت في دعمه رغم قوتها. ومن المتوقع في تداولات هذا الأسبوع أن تؤثر الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية على مسار مؤشر السوق المالية السعودية TASI، كما أن امتداد آثار الأزمة المالية المتوقع قد يحد من تفاعل السوق المالية السعودية مع النتائج الإيجابية للشركات المتداولة، إذ لا يزال المتداولون ينظرون بعين الحيطة والحذر لما يشهده الاقتصاد العالمي، بالرغم من قوة الاقتصاد المحلي الذي أكدته ميزانية الدولة والنتائج المالية للشركات المتداولة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي