يوميات الفوضى

يوميات الفوضى

الإثنين :
كانت أمي أفضل من يُعد اللبن الذي يرتمي بداخله الريحان
كانت في كل صباح ...
تقوم بحشر أرجلي الصغيرة داخل جوارب ضيقة ، أحد الجوارب كان ممزقا جراء طفولتي النشطة.
كانت تداري هذا الفتق بجورب آخر
كل صباح كانت تتمتم لي بدعاء خالص، لا يخرج إلا من قلبها
ذلك القلب الذي يشبه اللبن
وله رائحة رياحين الجنة

السبت :
عندما توادعنا
كانت أطرافه باردة
وأنفاسه تصرخ كـ طفل
كنت أرغب في احتضانه
أرغب في الانصهار فيه
سحب يده على عجل
فـ لفحتني رياح الفقد
كانت دموعه مخبأة داخل شيء ما
مخبأة في حنجرة الفقد
أو في أطراف البرد
في شيء ما

الجمعة :
احتضنتني أمي فور وصولي بقوة
تنفست بداخل تفاصيلها كل ما يعيد عقلي ليوم كانت الأشجار تصلي واقفة ...
حضرت لي قليلا من الخبز المفتوت بالسمن المذاب بعناية فوق لهب النار
تلك النار تشبه كل دقائق البعد عنها
قالت كُل بكثرة ... البرد قاتل يا طفلي
وضعت رأسي بحجرها ، وغفوت
الأربعاء :
حين جذبني الحب من معصمي
أدركت بأن الخطوب جلال..
توقف نبضي، تلاشى دمي،
وصارت حروفي بحلقي ثقال

الثلاثاء :
أحتاج الليل ..
فبدون شعرك سيدي
لا يأتي الليل

الخميس :
كانت نطفته دمعة
فأصبحت الأرحام , لا تنجب إلا حزنا

الأحد :
عابرٌ ، يجتمعُ في عَينيه الطريق
وقلبه ذابلٌ ، وقبره يتسع ، ويضيق

الأكثر قراءة