المسرحيون السعوديون.. جمعية معطلة وسجالات حادة .. المشهد يزداد تعقيدا

المسرحيون السعوديون.. جمعية معطلة وسجالات حادة .. المشهد يزداد تعقيدا
المسرحيون السعوديون.. جمعية معطلة وسجالات حادة .. المشهد يزداد تعقيدا

مرحلة حاسمة يعيشها المسرح المحلي هذه الأيام مع تصاعد حالة من الصراع بين رئيس جمعية المسرحيين السعوديين وعدد من أعضاء الجمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع توقف نشاط الجمعية واستقالة عدد من أعضاء مجلس الإدارة، في حين دخل هذا المشروع في حالة من الارتباك القانوني مع غياب الإطار الذي يسير المرحلة الحالية، وعدم انعقاد مجلس الجمعية العمومية لمناقشة هذا الموقف حتى هذه اللحظة.
وفيما وجه مسرحيون رجاء لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية أن يعجل باجتماع الجمعية العمومية، مبدين استياءهم مما وصفوه بحالة من التجاهل من الوزارة التي ما زالت تلتزم الصمت على هذا الصعيد بشكل جعل البعض يتحدث عن ''محاسبتها'' بشأن ما آل إليه حال الجمعية التي أسست لتكون الممثل الشرعي والمظلة الرسمية لحراك المسرح في المملكة، في حين تعالت أصوات عدة تطالب باستقالة رئيس الجمعية أحمد الهذيل الذي أثارت بعض تصريحاته حفيظة عدد من المسرحيين لدرجة أن بعضهم هدد برفع دعاوى قضائية ضده، وهو الصوت الذي اختلف حوله بعض المسرحيين بين متفق يشد من أزر الفكرة ومعارض لا يرى من الحكمة خروج مشكلات المسرحيين من بيتهم الداخلي إلى سجلات المحاكم، بينما تفاعل مثقفون من خارج الوسط مع هذا الصراع مطالبين الجميع بالتهدئة، وهو ما نزعت إليه تعليقات أخرى من قبل مسرحيين جنحوا إلى السلم في تحليلهم للموضوع ورفضوا أن يكونوا طرفاً في أي صراع، معتبرين أن هذا يؤثر في سمعة المسرح السعودي ورسالته أمام الجميع.
ومع انزعاج المسرحيين الذين استقالوا من الجمعية على خلفية ما اعتبروه ''اعتداء لفظيا'' من رئيس جمعيتهم، وتأويلا غير مقبول منه تجاه أسباب استقالاتهم، انهمر سيل من التحليلات والمواقف المختلفة التي لا تخلو أحيانا من أخطاء لغوية فادحة، وحضرت أدبيات لم تكن متداولة من قبل في تفاصيل وسياقات النقاش، فأحدهم يعقب على ما حدث بقوله ''إذهبوا وافسحوا المجال للشباب''.
فيما رفع ممثل مسرحي سقف مطالبه:''يجب أن يرحل ويسلم الجمعية للوزارة.. لم نعد نريده أن يمثلنا''.

#2#

بقراءة عامة للوضع، يستطيع متابع عادي أن يلمس تعقيداً إدارياً وتنظيمياً لا يستهان به في إدارة النشاط المسرحي الذي يعاني بدوره من تعقيداته المتعارف عليها كغياب التخصص والمعاهد والمرافق والاعتراف الرسمي، كما أن حالة من الشللية المقصودة واللاإرادية جعلت أحد أكثر المجتمعات الثقافية والفنية ترابطا يتحول إلى أحد أكثرها حدة واحتقاناً، حيث شهدت الشبكات الاجتماعية بما تتيحه من فرص النقاش التفاعلي المباشر، عددا من النزاعات ذات النبرة العالية بين أسماء وشخصيات مسرحية معروفة من مختلف الأجيال والمدارس، وهي نزاعات أسهم في إذكائها الطابع الصادم لبعض التصريحات واستخدام لغة بالغة السخرية و''المسرحة'' أحيانا في الرد عليها. الشاعر والكاتب المسرحي صالح زمانان ''لمسرح حالة إنسانية/حوارية/راقية وشفيفة.. ووصف ما دار بالحوار غير الحضاري'' فيما قال المخرج المسرحي فهد الحوشاني بشيء من الهدوء: ''ما زلت عند رأيي السابق أن على رموز المسرح أن يقدموا صورة يحتذي بها، هذه صراعات شخصية بين أصدقاء الأمس لن تؤدي إلا إلى توتر ساحة المسرح وإضافة مزيد من الشللية، هناك جهات رسمية يجب أن نتوجه لها بدل هذا التلاسن الشخصي''.

الأكثر قراءة