رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إنتاج الوقود الحيوي يحقق طفرة في عام 2010 (2 من 2)

في الجزء الأول تم التطرق إلى وقود الإيثانول، في هذا الجزء سنستكمل الحديث عن وقود الديزل الحيوي.
أما فيما يخص وقود الديزل الحيوي فإن الصناعة العالمية أكثر انقساما في عدد الدول المنتجة مقارنة بصناعة وقود الإيثانول، حيث أنتجت هذه الصناعة 19 مليار لتر فقط من وقود الديزل الحيوي في عام 2010 (نحو 325 ألف برميل يوميا). ألمانيا تعتبر الرائدة عالميا في إنتاج وقود الديزل الحيوي، حيث استحوذت على 15 في المائة من أسواق وقود الديزل الحيوي في عام 2010، تلتها البرازيل والأرجنتين بنسبة 12 و11 في المائة على التوالي، تأتي بعدهما عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من المنتجين الصغار. وبالتالي، فإن الاتحاد الأوروبي بأعضائه الـ 27 ينتج ما مجموعه نحو 53 في المائة من إنتاج وقود الديزل الحيوي في العالم. لكن على الرغم من ذلك أوروبا استخدمت 40 فقط من طاقتها الإنتاجية في عام 2010، نتيجة وجود منافسة قوية في الأسعار في الأسواق العالمية من منتجين من خارج أوروبا قادرين على المنافسة في السوق الأوروبية، مثل كندا والأرجنتين وإندونيسيا، ما شجع السوق الأوروبية على الاستيراد أكثر. حيث بلغ حجم استيراد أوروبا أكثر من 2.5 مليون طن في عام 2010، مقارنة بأكثر من 1.8 مليون طن في العام السابق، بالتالي ارتفعت حصة الواردات من نحو 17 في المائة إلى نحو 21 في المائة بين عامي 2009 و2010.
في عام 2010، استفادت القارة الأمريكية من وفرة محصول فول الصويا بأسعار مناسبة، ما مكنها من تصدير كميات كبيرة من الديزل الحيوي قليل التكلفة إلى الأسواق الأوروبية. من ناحية أخرى، كان لارتفاع أسعار لفت الشلجم Colza، المصدر الرئيس المستخدم لصنع وقود الديزل الحيوي في أوروبا، الأثر الكبير على ارتفاع التكاليف وانخفاض الربحية لوحدات الإنتاج الأوروبية. صناعة وقود الديزل الحيوي الأوروبية في حالة سيئة نتيجة انخفاض استغلال الطاقات الإنتاجية المتاحة، انخفاض في هوامش الربح، وارتفاع الواردات، ما قد يؤدي إلى إعادة هيكلة هذا القطاع في أوروبا.
محاولة أوروبا التحرك على خفض استهلاكها من وقود الديزل الحيوي، ورفع استهلاكها من وقود الإيثانول من أجل تحقيق أقصى العوائد من إنتاجها المحلي، قد يزيد من الضغوط المسلطة على صناعة وقود الديزل المحلية ويضعها على الأرجح في حالة أكثر سوءا. في هذا الجانب تفسر المفوضية الأوروبية موقفها هذا على ضوء حقيقة أن إنتاج وقود الديزل المحلي على أساس محتوى الطاقة نفسها يحتاج من الأراضي الصالحة للزراعة أكثر من إنتاج الإيثانول.
تريد أوروبا بذلك إيجاد توازن جديد لقطاع صناعة وقودها الحيوي، لكن التحدي يبقى في إمكانية تحقيق أهدافها المعلنة والوصول إلى النسب المحددة من الوقود الحيوي (على أساس محتوى الطاقة) ضمن احتياجاتها من الطاقة في مجال النقل، في عام 2010 كان من المقرر وصول نسبة استهلاك الوقود الحيوي إلى نحو 5.8 في المائة من مجمل الوقود المستهلك في قطاع النقل أي ما يقرب من نحو 460 ألف برميل يوميا من الوقود الحيوي. لكن في عام 2010 استهلكت أوروبا ما مجموعه 13.8 مليون طن فقط من الوقود الحيوي، مع هذا المعدل من الاستهلاك شكل استهلاك الوقود الحيوي ضمن مزيج الطاقة الكلي المستخدم في قطاع النقل في الاتحاد الأوروبي فقط 4.7 في المائة، أي نحو 1.1 في المائة أقل من الأهداف المحددة عام 2010. في الحقيقة سبعة دول من دول الاتحاد الأوروبي من أصل ما مجموعه 27 دولة حققت نسبة المزج 5.8 في المائة، وهي السويد، النمسا، فرنسا، ألمانيا، بولندا، البرتغال وسلوفاكيا. على الرغم من هذه التحديات لا يزال هناك بعض الإجراءات الإيجابية بالنسبة لصناعة الوقود الحيوي الأوروبية: على سبيل المثال أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقوم بزيادة الضرائب المفروضة على استيراد وقود الديزل الحيوي من أمريكا الشمالية.
على الرغم من أن الصين لديها نفس أهداف الولايات المتحدة وأوروبا في السعي إلى تحقيق التنمية في مجال إنتاج الوقود الحيوي، إلا أن إنتاج الإيثانول والديزل الحيوي قد اتخذ مسارات مختلفة. حيث إن سياسات البحث والتطوير والتنفيذ قد تمت على مراحل مختلفة. ذلك لأن المواد الزراعية الداخلة في عمليات الإنتاج والتكنولوجيا المستخدمة ومجال استخدام المنتج النهائي تختلف إلى حد كبير بين الإيثانول والديزل الحيوي. في عام 2010، كان في الصين ثمانية مشاريع لإنتاج الإيثانول بطاقة إجمالية قدرها 2.8 مليار لتر أو 50 ألف برميل في اليوم في أربع مقاطعات، لكن الإنتاج الفعلي كان نحو 2.1 مليار لتر من وقود الإيثانول (40 ألف برميل في اليوم). أما بخصوص الديزل الحيوي، هناك ارتفاع في الطلب على وقود الديزل الحيوي في الصين، حيث إن سوق الديزل الصينية تعتبر مرتين أكبر من سوق البنزين، مع ذلك الطاقات الإنتاجية لا تزال متواضعة مقارنة بالطلب على الديزل، في عام 2010 كان في الصين عدد محدود من المشاريع لإنتاج وقود الديزل بطاقة إجمالية قدرها 3.4 مليار لتر أو 65 ألف برميل في اليوم، لكن الإنتاج الفعلي كان 314 مليون لتر فقط أي نحو 10 في المائة من الطاقات الإنتاجية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي