«أرامكو» و«الهيئة الملكية» كأساس لهيئة منظمة للبيئة والسلامة
كما هو معلوم لدى الجميع أن البيئة والسلامة هدف رئيس لنا يتضمن إيجاد بيئة خالية من المخاطر، أو على الأقل أن تكون المخاطر الموجودة في هذه البيئة تحت التحكم والسيطرة، وأن تكون هذه المخاطر واضحة ومعروفة، لتوفير الأمان المناسب لكل الجهات والقطاعات باختلاف أنواعها.
إن إدراك الفرد والجماعة لأهمية البيئة والسلامة وضرورة المحافظة على مقوماتها قديم قدم وجود الإنسان على الأرض، وجاء الدين الإسلامي ليعزز ذلك، وأوجبه على الإنسان ليكون محافظا ورحيما في البيئة التي يقطنها، إضافة إلى حرصه على أمور السلامة التي تجعله يعيش في هذه البيئة بأمن وأمان.. وفي ضوء ذلك بذلت الحكومة الرشيدة جهودا جبارة في هذا المجال، وسنت له الأنظمة، وعددت له الجهات.. ومن هذا المنطلق أعتقد أنه حان الوقت كي نرى هيئة مستقلة ككيان منظم تتبنى الأنظمة والقرارات والاشتراطات والقواعد الواجب تبنيها وتنفيذها في هذين المجالين اللذين لا يمكن فصلهما، وفق آليات شفافة للجميع، آخذة في الاعتبار الأنظمة العالمية، والنطاق الجغرافي وطبيعة النشاط في الحسبان، حيث إن توحيد العمل أو الهدف في جهة واحدة لا تتشعب أعمالها، يعمل بدوره إلى الوصول للهدف المنشود بكل دقة، وجني ثماره على أكمل وجه.
هذه الهيئة ككيان منظم ستتبنى بدورها بناء أنظمة رقابة شديدة تنفدها كل الوزارات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية كل في قطاعه، ونظام للمخالفات يكون واضحا وصارما يحاسب كل من يقصر في هذا المجال، وفي الوقت نفسه تثني وتكافئ من أبدع فيه وشاركها في تحقيق الهدف.. وفي هذا الصدد أمثله بالفعل تستحق أن تعمم وهي ليست مستوردة من الخارج وإنما تعيش بيننا، حيث تبنت وطبقت كل من شركة أرامكو السعودية والهيئة الملكية للجبيل وينبع أنظمة رائعة في هذا المجال جعلتهما مثالا يقتدى به ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما على الصعيد الدولي أيضا، لذا من الممكن أن تكلف هاتان الجهتان بتبني هذه الهيئة المستقلة لتكون هي الجهة المسؤولة عن الأنظمة وتنفيذها، كما من الممكن طرح ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص من خلال إشراكه بعد تأهيلها، مثلما أن هناك قطاعا خاصا يصدر شهادات الآيزو والجودة، نرى هناك قطاع خاص مسؤول عن البيئة والسلامة، جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومي المعني بذلك.
إننا نرى اليوم كثرة الحوادث وتنوعها فيما يخص سلامة الإنسان، ويقود ذلك كثير منا إلى توجيه النقد والانتقاد للجهات المسؤولة وتحميلها المسؤولية، وذلك لكوننا لم نأخذ بالأسباب قبل وقوعها، وكذلك لتعدد تلك الجهات، وهنا يأتي دور مثل هذه الهيئة التي تختص بكل ما يتعلق في سلامة البيئة وقاطنيها.. ومن هنا نناشد رجل الأمن الأول، الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية، الذي بذل جهودا لا توصف في مجال السلامة والأمن في هذا البلد المعطاء، كي يتبنى مثل هذه الهيئة التي ستكون لها آثار عظيمة على البلاد والمواطنين والمقيمين في وطننا الغالي، الذي نسأل الله له السلامة والحفظ من كل شر ومكروه.