أسعار النفط تعزز المسار الأفقي للمؤشر السعودي

تجاهلت الأسواق العالمية التغيرات السياسية في اليونان وايطاليا، التي كان متوقعا تأثيرها الإيجابي على مسار الأزمة العالمية والأسواق المالية المتأثرة بها.

ففي اليونان حصلت حكومة رئيس الوزراء الجديد لوكاس باباديموس، النائب السابق لمحافظ البنك المركزي الأوروبي، على ثقة البرلمان اليوناني، وفي إيطاليا خلف المفوض الأوروبي السابق المعروف بالكفاءة الاقتصادية والاتزان - ماريو مونتي رئيس الوزراء السابق بيرلسكونى، الذي استقال من منصبه.

ظهر تجاهل الأسواق لهذه التغيرات السياسية في تراجع المؤشرات العالمية في تداولات هذا الأسبوع، حيث أدت بداية مؤشر الداو الأمريكي السلبية إلى تراجع الأسواق الأسبوعية والأوروبية في اليوم التالي من التداولات بعد إيجابية واستقرار لها في اليوم الأول. وتكرر المشهد نفسه في تداولات أمس.

والحال نفسها في السوق المالية السعودية التي بدأت تداولات هذا الأسبوع بالتذبذب حول متوسط الـ100 يوم عند 6240 نقطة، ثم تراجعت للإغلاق دونه عند مستوى 6220 نقطة في الجلستين الأخيرتين من التداولات.

وبهذا الإغلاق تكون السوق المالية السعودية قد زادت أربع نقاط فقط مقارنة بإغلاق المؤشر TASI عند مستوى 6125 نقطة في الثاني من شهر نوفمبر الجاري.

بلغ عدد القطاعات التي ارتفعت قيمتها الأسبوعية في تداولات هذا الأسبوع عشر قطاعات، بينما تراجعت خمس قطاعات.

جاء في مقدمة القطاعات الأكثر ارتفاعا قطاع الفنادق الذي ارتفعت قيمته الأسبوعية بـ7,5 في المائة، يليه قطاع الإعلام والنشر بـ4 في المائة، وقطاع الاستثمار المتعدد بـ2,6 في المائة، فيما جاء ارتفاع قطاع البتروكيميات بما يقارب الـ1 في المائة.

أما التراجع فكان في خمسة قطاعات كلها قطاعات استثمارية، حيث تراجع قطاع المصارف بـ1 في المائة، وقطاعات الطاقة والاتصالات والاستثمار الصناعي بما يقارب الـ0,5 في المائة، أما الأسمنت فقد كان تراجعه طفيفا في حدود الـ0,1 في المائة.

وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات التي ارتفعت قيمتها الأسبوعية في تداولات هذا الأسبوع 101 شركة، فيما تراجعت القيمة الأسبوعية لـ35 شركة ولم تتغير القيمة الأسبوعية لـ11 شركة وهي ''ساب''، ''الأنابيب السعودية''، ''أنابيب''، ''الزامل''، ''بترو رابغ''، ''اسمنت اليمامة''، ''الأسمنت السعودي''، ''س قصيم''، ''أسمنت الجنوب''، ''طيبة''، ''الاتصالات''.

جاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعا سهم ''أمانة '' بـ39,7 في المائة، و''المتكاملة'' بـ24,5 في المائة، و''أنعام'' و''التأمين العربية'' بـ16,7 في المائة، و''الشرقية للتنمية'' بـ15,4 في المائة، و''ايس'' بـ12,8 في المائة، و''العالمية'' بـ12,3 في المائة، و''البتروكيماويات'' بـ10,2 في المائة، و''طباعة وتغليف'' بـ9,3 في المائة، و''ثمار'' بـ9,2 في المائة، و''سايكو'' و''إعادة'' و''الفنادق'' بما يقارب بـ9 في المائة.

أما الشركات الأكثر انخفاضا فجاءت في مقدمتها سهم ''بروج'' بـ40,6 في المائة، و''الأهلي للتكافل'' بـ30 في المائة، و''بدجت'' و''سامبا'' بـ3,3 في المائة، و''أسمنت العربية'' بـ3,2 في المائة، و''مبرد'' و''معادن'' بما يقارب بـ2,6 في المائة، و''الحكير'' و''هرفي'' بما يقارب بـ2 في المائة، و''ساب تكافل'' و''الخليجية العامة'' بـ1,8 في المائة، و''الرياض'' و''التعاونية'' و''مدينة المعرفة'' بما يقارب بـ1,2 في المائة.

أما السيولة الأسبوعية فلا تزال في مسارها السلبي، حيث تراجعت قيمة تداولات هذا الأسبوع إلى 25 مليار ريال وبنسبة تراجع بلغت 10 في المائة، مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الماضي البالغة 27,7 مليار ريال، في الوقت نفسه ارتفع نصيب قطاع التأمين إلى 46 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، وذلك على حساب تراجع نصيب قطاع البتروكيميات إلى 18 في المائة منها، وتراجع كذلك نصيب قطاع المصارف إلى 2,5 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، فيما بقي نصيب قطاع الزراعة مرتفعا عند 9 في المائة، كما ارتفع نصيب قطاع الفنادق إلى 1,25 في المائة.

وبلغ معدل السيولة اليومي خمسة مليارات ريال، متراجعا عن معدل السيولة اليومي في الأسبوع الماضي البالغ 5,5 مليار ريال بنسبة 9 في المائة.

كما تراجع معدل الأسهم المتداولة يوميا إلى 194,5 مليون سهم، وبنسبة بلغت 9 في المائة مقارنة بمعدل الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي.

أما الصفقات في هذا الأسبوع فبلغ معدلها اليومي 121,2 ألف صفقة متراجعة عن معدل الصفقات اليومي في الأسبوع الماضي البالغ 135,3 ألف صفقة بنسبة 10,5 في المائة.

#2#

السوق فنيا في مسار أفقي أفضل مما كان عليه في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، حيث ارتفع دعم السوق إلى مستوى 6175 نقطة (متوسط الـ50 يوما) بينما انخفضت المقاومة إلى مستوى 6315 نقطه (متوسط الـ200 يوما) مما يتوقع معه اقتراب تحول المتوسطات المتحرك إلى صورتها الإيجابية ذات الترتيب المغاير لما هي عليه الآن.

كما أن عودة السوق إلى المسار الهابط سوف يواجه بدعم قوى من المتوسط المتحرك لمؤشر البولنجر Bollinger bands عند نقطة دعم 6180 نقطة.

مؤشرا الـMACD والـMACD Histogram يشيران توقع عودة مؤشر السوق إلى اختبار نقطة الدعم الجديدة المشار إليها سابقا.

مؤشر القوة النسبية RSI يتوقع أيضا أن يعود لاختبار دعم 50 درجة في تداولات الأسبوع المقبل، وكذلك الحال في مؤشر تتدفق السيولة MFI المتوقع عودته لاختبار نقطة دعم 40 درجة.

إذا تشير التوقعات للمؤشرات الفنية إلى عودة مؤشر السوق لاختبار نقطة دعمه الجديدة عند مستوى 6175 نقطة، ولا توجد إشارات سلبية مقلقة في هذه المؤشرات الفنية.

ومن المتوقع في الأسبوع المقبل أن يستمر مؤشر السوق المالية السعودية TASI في مسار أفقي بين دعم 6175 نقطة يدعمها تحسن أسعار النفط، التي تجاوزت الـ100 دولار في تداولات هذا الأسبوع، ويدعمها كذلك التحسن في المراكز المالية للشركات المتداولة التي قدمت بنهاية الربع الثالث من هذا العام ما يزيد على 73 مليار ريال أرباحا، زائدة على أرباح الفترة المماثلة من عام 2010 بنسبة 20 في المائة، وبين مقاومة 6316 نقطة التي قد يواجه TASI صعوبة في تجاوزها في ظل سلبية الأسواق العالمية التي دب القلق في متداوليها جراء الأزمة العالمية، كما سيواجه المؤشر صعوبة في العودة إلى المسار الصاعد في ظل استحواذ قطاعات المضاربة على أكثر من 50 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، على حساب تراجعها من القطاعات الاستثمارية.

أما نقطة 6175 نقطة فستكون خيارا لوقف الخسارة للسيولة المتواجدة في السوق المالية التي ترغب في ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي