Smart Bombs مقابل Katusha Rockets
<a href="mailto:[email protected]">Motasher@Yahoo.com</a>
أثبت المحافظون الجدد وأصدقاؤهم في الاستخبارات الإسرائيلية أنهم يملكون الدهاء والذكاء الكافي لتضليل الرأي العام العالمي باستخدام التقارير المضللة التي تعدها مراكز بحوث تابعة لهم. وتم تجييش الكثير من الموظفين البارزين في البنتاجون والبيت الأبيض والكونجرس، إضافة إلى بعض المحاضرين في الجامعات لكي يصبحوا أبواقا تطلق الاتهامات والأكاذيب والتحليلات المضللة لتبرير ما تقوم به إسرائيل من تدمير وتجاوزات. أضف إلى ذلك أنهم استطاعوا وباقتدار من تكميم أفواه المنصفين والمحايدين في الإعلام العالمي وباستخدام الضغوط المختلفة والدسائس تمكنوا من تحويل البي بي السي BBC إلى "فوكس".
وما يجري الآن بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحملة الإرهابية التي يشنها جيش الدفاع الإسرائيلي يستطيع المراقب أن يرى وبوضوح عدم حيادية وموضوعية الإعلام العالمي، وأن دماء وجثث المدنيين العرب لا تستحق التغطية. لذلك أصبحت الصورة مشوشة وتحول الجلاد إلى ضحية والطفل الفلسطيني الذي يستخدم الحجارة للتصدي للدبابات أمام منزله هو الإرهابي. المهم بعيدا عن الانحياز الذي يستخدمه الإعلام الغربي، أود التطرق إلى الأرقام المتعلقة بنسب الضحايا من المدنيين في كل من لبنان وغزة وإسرائيل. مع العلم أن بلد الحرية وحقوق البشر وأم الديموقراطية الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتزويد إسرائيل بأحدث التقنيات العسكرية والتدميرية. ولحرصه على سلامة المدنيين العرب استخدم الرئيس الأمريكي بوش ذكاءه وقام بتزويد جيش الإرهاب الإسرائيلي بشحنة من القنابل الذكية التي تزن عدة أطنان بعد مرور أسبوع من الحرب على لبنان.
إذن دعونا نحلل مدى ذكاء تلك القنابل ونقارنها في المقابل بصواريخ بدائية الصنع يصنعها مقاومون فلسطينيون ولبنانيون من مواد وأدوات سباكة وقطع غيار السيارات. وهنا أود القول أننا كمجتمع مسلم نرفض إرهاب وقتل المدنيين سواء كانوا أمريكيين أو إسرائيليين أو عربا على الرغم من أن عشرات الألوف من الضحايا المدنيين العرب يقتلون وتدمر منازلهم في العراق ولبنان وفلسطين بفعل القدرة التدميرية الهائلة لأسلحة أمريكية الصنع. أما الدفاع عن النفس فهو حق لإسرائيل وحدها حتى وإن استمرت في احتلالها للأراضي الفلسطينية واللبنانية وأستمر جيشها في استخدام العنف المفرط ضد المدنيين العزل والتعدي على سيادة لبنان والسلطة الفلسطينية بحرا وبرا وجوا قبل وبعد اختطاف الجنود الإسرائيليين. أما مدى ذكاء القنابل الأمريكية الصنع مقارنة بالكاتيوشا فقد أثبتت الأسابيع الثلاثة الماضية أن نسبة الضحايا المدنيين أطفالا ونساء وصل في لبنان وغزة إلى 82 في المائة من مجمل الضحايا، وفي إسرائيل يقف عند 34 في المائة. ويبدو أن جيش الإرهاب الإسرائيلي خطط مسبقا لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة ولبنان، حيث قام بطباعة آلاف المناشير لتوزيعها من الهواء على التجمعات السكنية. ففي كل مرة تتعمد آلة الحرب الإسرائيلية قتل الأبرياء يقول لنا المحافظون الجدد والسيدة رايس إن الجيش الإسرائيلي وزع مناشير، وإن هناك صواريخ كاتيوشا تطلق من داخل الأحياء السكنية! فهل هناك حاجة إذا إلى قتل الأبرياء من المدنيين وتدمير الجسور والطرق والمنازل في أقصى شمال وشرق لبنان؟ وإلى متى ستستمر الأمم المتحدة عاجزة عن إدانة التجاوزات الإسرائيلية المستمرة في غزة وقانا وبيروت ومنطقة الخيام الذي قتل فيها أربعة من موظفي الأمم المتحدة نفسها؟