مدامع نساء والجريمة

<a href="mailto:Emel:[email protected]">Emel:saad@aleqt.com</a>

المرأة أينما كانت هي تسير وفق تفكير وتدبير يحتمل الخطأ والصواب وهي تتأثر كثيرا بالعوامل المحيطة بها، ولذلك فإن المستمع لأول وهلة لطبيعة تصرفات بعض النساء والغيرة التي تحيط بهن، خصوصا في مسائل الزواج، يجد أن بعضها يكون رد فعله عنيفا لا يتماشى مع طبيعة تعاليم ديننا الإسلامي خصوصا إذا كانت المرأة تنتمي لأسرة مسلمة، وأقول منتمية لأنه من المؤلم أن نجد في مجتمعاتنا الإسلامية من أبنائنا ونسائنا ومعارفنا من ليس له من الإسلام إلا اسمه وتجد وقوعه فيما يخالف الإسلام أمرا طبيعيا، ومن النساء من يسير على المنهج ذاته ممن تسيطر عليها عواطفها وتكون أسيرة لذلك، ولذلك فإن التصرفات باختلافها تتوقف إذا كانت من نوع الجرائم المفجعة بدوافع غيرة على زواج، فقد كنت مع صديقين من إحدى دول الجوار فذكرا لي حالات عدة مؤلمة صدرت من نساء تجاه أزواجهن لعل أكثر ما استوقفني منها هي جريمة امرأة كوتها نار الغيرة فأرادت ذات يوم أن تفتك بزوجها فأخبرته بأنها تهيئ له طعاما للغداء وجهزت الطعام بعد أن أعدت طعاما لها ولأبنائها قبل مجيئه ودست السم في طعام الزوج بعد أن وضعته له على سفرة الطعام وعندما جلس الرجل ليبدأ الأكل جلس ابنه وابنته معه أحدهما على اليمين والآخر على اليسار وعندما هم بأكل اللقمة الأولى إذا بالابن يطلبها وينظر إليه فيعطيها الأب للابن وعندما رفع اللقمة الثانية نظرت الابنة فأعطاها اللقمة فما هي إلا لحظات إلا والابن يصيح بشدة ثم تبعته أخته وأمهما في المطبخ انشغلت بأشياء أخرى، وعندما شاهد الأب ما يحدث لابنه خرج مسرعا بالابن رغبة في الذهاب إلى المستشفى ولكنه مات وعاد لينقذ الابنة فوجدها ماتت، وعندما رأت الأم الموقف جاءت مسرعة لتأكل من الطعام واضعة نهاية لحياتها.
إنها حادثة مفجعة نتيجة اشتعال نار الغيرة وغياب الوازع الديني، وإن القصص في هذا العصر يشيب لها الرأس، فوسائل الإعلام والشبكة العنكبوتية لم تترك شاردة ولا واردة إلا تناولتها في هذا الجانب حتى أضحت تلك الحالات علامة مسجلة باسمها من كثرة تناولها. والحقيقة أن الإنسان ليتملكه الحزن والتألم نظير ما يحدث من حالات، وحتى لا نكون متشائمين فإنه في الجانب الآخر نجد العديد من النساء تزوجن من معددين وهن يعشن حياتهن سعيدات متعاونات وليس بينهن أي حقد ولا كراهية، فقد قوم أخلاقهن الإسلام الذي به نسير وعليه نهج حياتنا ومنبعها، لدرجة أن بعض الأزواج أصبح يخشى من تآمر زوجاته عليه مما يشاهده من علاقة الود التي تجمعهن وهذه حقيقة ماثلة لا تخفى على أحد. ولعل من صور الوفاء التي يمكن أن تذكر مبادرة بعض النساء بالخطبة لأزواجهن خصوصا في ظل وجود بعض المشكلات المعضلة المؤثرة في وجود النسل وهذه روح الوفاء بين الزوجين بعيدا عن نار الغيرة الطاغية وبعيدا عن مدامع النساء المؤلمة التي يكتنفها في أحايين أخرى الخبث الإجرامي، لذا فإنه من الأمور المفرحة جدا أن نجد من النساء من لا يشغلها إلا طاعة ربها ورضا زوجها فيما يرضي الله فتكون بذلك مرتبطة بربها وبدينها ولا تعيش من أجل نزوات الشيطان والسير خلفه كما فعلت تلك المرأة ومن يسير على نهجها فخسرت أسرتها بفعل نار الغيرة الحاقدة.
نسأل الله الهداية لنساء المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي