«الخطوط السعودية» مكامن خلل .. وجرأة رئيس

ترددت كثيرا في الحديث عن الخطوط الجوية السعودية، والهجوم الإعلامي المثير حولها لعدة أسباب يطول شرحها.. ولكن بعد تراجع تقييم خطوطنا العزيزة محليا ودوليا مقارنة بخطوط الطيران الأخرى، وما سببته من هجوم على وطننا خارجيا وتراجع شعبيتها إلى حد كبير، خصوصا وهي تعد تقريبا الناقل الوحيد جويا لجميع مناطق المملكة.
هذا الوقت يحتم على الخطوط السعودية النظر بكل جدية في كل ما أخفقت فيه خلال تقديمها خدماتها، ووضع الحلول العاجلة التي لا بد أن يرى الجميع نتائجها على أرض الواقع وليس حبرا على ورق، خصوصا بعد دراسة هيئة الطيران المدني إمكانية دخول شركات الطيران الخليجية للمنافسة على الرحلات الداخلية. ولثقتي التامة بقدرات المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط الجوية السعودية في العمل، لا بد من وضع خطة عملية وآليات تنفيذ حقيقية، ووضعها موضع التطبيق بكل شفافية، ضمن جدول زمني محدد ويمكن قياسها، وقبلها تحديد العوائق ووضعها كشرط للتنفيذ، إضافة إلى فتح السوق من ناحية الأسعار، والقدرة على إنهاء عقود الموظفين الذين ليس لهم حاجة، من خلال أن تتحمل الدولة تكلفة ذلك، والأهم من هذا تحديد أسباب خسارة الخطوط السعودية، التي من أهمها أسعار تذاكر الطيران الداخلي، التي من الممكن أن يتم حلها بكل سهولة بالتعاون مع وزارة المالية وتحملها فرق السعر.. كذلك من الضروري أن تتم إدارة ''الخطوط السعودية'' في الوقت الحالي بعقلية القطاع الخاص والموازنة بين ما تتقاضاه من عملائها ومستوى الخدمات التي تقدمها، والتعويضات التي تدفع للمتضررين حال وقوع الضرر.
المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، يعد من الكوادر السعودية الجبارة، المشهود لها بالكفاءة والإخلاص، وخير دليل على ذلك تاريخه المشرف في قيادة شركة الاتصالات السعودية سابقا والإنجازات التي حققتها في حقبته، على الرغم من وجود المنافسة القوية في السوق.. إنني أتمنى هنا من المهندس الملحم، أن لا يلتزم الصمت وأن يحدد جميع الأسباب التي تسببت في تراجع خدمات الخطوط السعودية وتقاعسها عن أداء واجبها بالشكل المرضي ووضع الحلول لها، ومن ثم وضعها أمام ولاة الأمر ولا أعتقد أنه تنقصه الجراءة لعمل ذلك وإيضاح مكامن الخلل بكل شفافية .. وتساؤلي هنا: لماذا يتحمل خالد الملحم أخطاء إدارات متعاقبة وهجوم شخصي؟ لماذا لا يواجه الواقع ويرسل رسالة واضحة لإيضاح الأمور؟
عزيزي المهندس الملحم أنت الأمين على الوضع، ويجب أن تكون بقدر المسؤولية، فقد كثرت المقالات، وتذمر المواطن والمقيم، حتى أصبحت خطوطنا الجوية حديث المجالس، فأنت القادر إداريا على تغيير الوضع، ووضع استراتيجية واضحة، وآليات تنفيذ يمكن قياسها خلال فترة زمنية محددة.. وارحموا عملاءكم - وأنا منهم - من هذا الوضع.. واجعلونا نشاهد نقلة نوعية كبيرة في أداء وخدمات ''الخطوط السعودية''، هذه الخطوط التي تتراجع إلى الوراء ونظيراتها تتقدم بسرعة فائقة تحسد عليها.
إنني على ثقة تامة بأن هناك من سيرد على مقالي هذا ويقول إن الخطوط الجوية السعودية لها من الإنجازات الكثير، وهي في تطور مستمر تنافس به شركات الطيران العالمية.. وأنا أقول له جميع هذا الإنجاز والتطور على العين والرأس، ولكن إذا لم يتلمسه ويحسه المواطنون وجميع المستفيدين من ''الخطوط السعودية'' فما الفائدة منه؟