أمريكا توقف اندماج شركتين للاتصالات للمحافظة على المنافسة

أمريكا توقف اندماج شركتين للاتصالات للمحافظة على المنافسة

واجهت الشركة الثانية للاتصالات الخليوية في الولايات المتحدة ''أيه تي آند تي'' نكسة البارحة الأولى بعد معارضة سلطات المنافسة الأمريكية مشروعا لشرائها منافستها ''تي موبايل'' بـ 39 مليار دولار. وقالت وزارة العدل إن ''العملية ستقلص هامش المنافسة في قطاع خدمات الاتصالات الخليوية مما سيؤدي إلى زيادة في الأسعار وتراجع في النوعية والخيارات والمنتجات الجديدة للزبائن''.
وأكد مساعد وزير العدل جيمس كول أن اندماج ''أيه تي آند تي'' و''تي موبايل'' الفرع من شركة الاتصالات الألمانية ''دويتشه تيليكوم ''سيجمع اثنتين من أربع جهات فاعلة في السوق وسيلغي شركة تي موبايل كمنافس قوي''. وأضاف أن ''وزارة العدل تقدمت بشكوى للتأكد من أن المنافسة مستمرة والجميع بما في ذلك الزبائن والشركات والحكومة ما زال بإمكانهم الحصول على منتجات وخدمات للهاتف النقال من نوعية عالية وتنافسية''.
وأعلنت ''أيه تي آند تي'' أنها ستعترض ''بشدة'' على القرار ''أمام محكمة''. وقال وين واتس مدير عام ''أيه تي آند تي'' في رسالة إلكترونية ''فوجئنا وشعرنا بخيبة أمل من إعلان اليوم''. وأضاف ''نبقى مقتنعين بأن عملية الاندماج هذه تأتي في مصلحة المستهلكين والبلاد''.
من جهتها، عبرت دويتشه تيليكوم عن خيبة أملها أيضا في قرار السلطات الأمريكية. وقالت لوكالة فرانس برس إنها ما زالت تأمل في إنجاز العملية. وفي حال لم تنجز العملية، سيكون على ''أيه تي آند تي'' دفع ثلاثة مليارات دولار إلى ''تي موبايل''. وسيعرض الملف على القضاء إلا إذا تفاوضت الأطراف على أرضية للتفاهم. ويعترض جزء كبير من الطبقة السياسية الأمريكية على العملية التي أعلن عنها في آذار (مارس) بسبب انعكاساتها المحتملة على الوظيفة وعلى خيار المستهلكين.
وتسيطر شركة فيريزون حاليا على 31 في المائة من سوق الاتصالات الخليوية تليها ''أيه تي آند تي'' 27 في المائة ثم سبرينت نيكستل و''تي موبايل''. وتؤمن الشركات الأربع مجتمعة أكثر من 90 في المائة من الاتصالات الخليوية في الولايات المتحدة.
وأكد رئيس الإدارة المشرفة على الاتصالات جوليوس غيناشوفسكي في رسالة إلكترونية أنه يدرس ملف طلب الاندماج ايضا. وقال إن ''إجراءاتنا لم تنته بعد لكن الملف يثير قلقنا''. وصرح الخبير الاقتصادي بيتر موريسي من جامعة ميريلاند أن السلطة التنفيذية محقة في معارضتها عملية الاندماج. وكتب في مذكرة أن ''تي موبايل وسبرينت'' كانتا نشيطتين وجريئتين في إنتاج التكنولوجيا''، بينما تبدو فيريزون و''أيه تي آند تي'' ''مهتمتين بفرض احتكار في القطاع''.
ويهدد مشروع الاندماج الذي تقترحه ''أيه تي آند تي'' قدرة فيريزون ''على الاستمرار''. وإذا أصبحت مع فيريزون في السوق بمفردهما فإن ''هذا شبه ضمانة لعدم خفض الرسوم وتضييق خيارات الزبائن''. وكانت ''أيه تي آند تي'' قد تعهدت أمس الأول بإعادة خمسة آلاف وظيفة إلى الولايات المتحدة من مراكز اتصال في الخارج إذا وافقت السلطات الأمريكية على عملية الاندماج. وذكرت الشركة في هذا الإطار أن شراء ''تي موبايل'' سترافقه استثمارات بقيمة ثمانية مليارات دولار في الشبكة.

الأكثر قراءة