محللون: قبضة المضاربين تسيطر على مسار الأسهم الإماراتية
لفت المضاربون في أسواق الأسهم الإماراتية التي تماسكت لليوم الثاني على التوالي بعد هبوط مطلع الأسبوع، الأنظار إلى سهم "تمويل" في سوق دبي بعد تعرضه لمضاربات محمومة قادته إلى تسجيل أكبر نسبة ارتفاع بلغت 15 في المائة في يومين، وتصدر أمس قائمة الأسهم الأكثر تداولا من حيث الحجم علي الرغم من عدم وجود مبرر جوهري وراء الارتفاع القياسي للسهم.
وحافظت الأسواق على تداولاتها النشطة التي تجاوزت ثلاثة مليارات درهم منها 2.6 مليار في سوق دبي، و5.6 مليون في سوق أبو ظبي، وارتفع المؤشر العام للسوق ككل 1 في المائة وبذلك تمكنت الأسهم من استرداد نصف خسائرها (10.4 مليار درهم ) أمس وأمس الأول التي تكبدتها وقدرت بنحو 20 مليار درهم، حيث ارتفعت القيمة السوقية بنهاية تعاملات أمس بنحو ستة مليارات درهم، إضافة إلى أربعة مليارات درهم الإثنين الماضي.
وعلي الرغم من حالة الارتياح التي يبديها المتعاملون من ارتداد السوق وتماسكها بعد الهبوط الحاد، إلا أن عودة المضاربات وتذبذب أسعار الأسهم القيادية تثير مخاوف المحللين والوسطاء حيال مسار السوق خلال الأيام المقبلة بعد أن وقعت السوق حسب قولهم في قبضة المضاربين الذين يتنقلون بين مجموعة صغيرة من الأسهم وتركزت في اليومين الماضيين على سهم "تمويل" بعد أن خرجوا من سهم "إعمار".
وأوضح لـ "الاقتصادية" مجدي منصور من رسملة للوساطة أن مجموعة من المضاربين في سوق دبي يدخلون مجموعات على أسهم معينة من خلال سيولة ضخمة تستهدف رفع أسعار أسهم دون غيره. وقال "لاحظنا هذا الاتجاه على سهم "إعمار" الذي أدى صعوده إلى صعود السوق ككل، لكن سرعان ما تراجع بعد أن وصل السهم إلى 15 درهما، بعد أن وجد المضاربون أن الفرصة سانحة للخروج منه بعد تحقيق أرباح جيدة وهو ما حدث بالفعل وتعرض السوق بعدها إلى هبوط حاد يومين متتاليين".
وأضاف أن المضاربين عادوا مجددا، لكن هذه المرة على سهم "تمويل" بشكل رئيسي ومعه سهما "أملاك" و"سلامة للتأمين"، وعمدوا خلال رفع سهم "تمويل" إلى نشر شائعات عديدة منها مقارنته بسهم "أملاك" الذي يقع في القطاع نفسه وسعره أعلى بكثير من "تمويل" رغم أن الشركة تمارس النشاط نفسه وأرباحها عن النصف الأول أعلى من أرباح أملاك 100 مليون درهم مقابل 85 مليونا لـ "أملاك"، إضافة إلى الحديث عن أن السهم أمامه فرصة للصعود إلى مستويات أعلى بحكم أن تكلفته عند الاكتتاب تراوح بين خمسة وستة دراهم.
وفي حين أغلق أملاك مرتفعا بنسبة 2.7 في المائة عند سعر 7.7 درهم وبتداولات قيمتها 516 مليون درهم، أغلق سهم تمويل على ارتفاع نسبته 7.5 في المائة عند سعر 4.4 درهم وبتداولات قيمتها 637 مليون درهم. وحقق "أملاك" المرتبة الثانية بعد "إعمار" غير أنه جاء في الصدارة من حيث الأسهم الأكثر نشاطا بحجم 143.3 مليون سهم مقابل 73 مليون سهم لـ "إعمار" الذي حل في المرتبة الثانية وأغلق مرتفعا بنسبة 2.1 في المائة عند سعر 14.30 درهم أقل من سعر الافتتاح عند 14.35 درهم وأعلى من سعر إغلاق أمس الأول 14 درهما.
وأضاف منصور أن مسار السوق سيظل غير واضح بسبب المضاربات المتنقلة لكن ستظل الأسهم القيادية تستقطب اهتمامات المستثمرين خصوصا سهم "إعمار" الذي تعرض لعمليات شراء منظمة نجحت في تثبيت السهم عند مستويات سعرية معينة وحاولت رفعه إلى مستويات أعلى بعد أن نشرت تحليلات عن أن السعر العادل للسهم فوق 18 درهما. ويبدو أن المضاربين عادوا مجددا في سوق أبو ظبي إلى سهم "أبو ظبي الإسلامي" الذي أدى استقطابه إلي تداولات نشطة بلغت قيمتها 266 مليون درهم إلى نشاط سوق أبو ظبي الذي سجل تعاملات بقيمة 506 ملايين درهم وأغلق مرتفعا بنسبة 0.68 في المائة. كما سجلت أسهم "دانة غاز" و"أسمنت الفجيرة" ارتفاعات جيدة حيث تصدر الأول قائمة الأسهم الأكثر تداولا بنحو 17.6 مليون سهم في حين تصدر الثاني قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا بنسبة 8.4 في المائة.