الأسهم الإماراتية تخسر 6.5 مليار درهم تزامنا مع موجة تصحيح حادة في دبي
خسرت الأسهم الإماراتية مع أول موجة تصحيح فجائية شهدتها مع بداية تعاملاتها أمس 6.5 مليار درهم من بين 20.8 مليار درهم جملة المكاسب التي حصدتها نهاية تعاملات الأسبوع الماضي التي نتجت عن ارتفاع نسبته 3.5 في المائة.
وسجلت سوق دبي انخفاضا حادا بلغت نسبته 3.8 في المائة على الرغم من بقاء أحجام تداولاتها مرتفعة عند ثلاثة مليارات درهم منها 1.5 مليار لسهم "إعمار" الذي واجه ضغوط بيع مكثفة أدت إلى انحداره سريعا من سعر الافتتاح 14.75 درهم إلى 14 درهما.
ويأتي انخفاض الأمس، تسع نقاط، الذي كان متوقعا لكن ليس بهذه الحدة التي واجهها المؤشر بعد نحو شهر كامل من الصعود بدون توقف سجلت فيه الأسهم القيادية ارتفاعات قياسية، خصوصا سهم "إعمار" الذي ارتفع 40 في المائة من 10.60 درهم إلى 15.10 درهم، إضافة إلى قفزات سعرية قياسية أيضا لأسهم "أملاك"، "دبي الإسلامي"، "دبي للاستثمار"، "دو"، و"تمويل" وهي الأسهم التي تستقطب حصة كبيرة من تعاملات السوق.
ويخشى متعاملون من تواصل الانخفاض مع بدء تعاملات وسط تحليلات تشير إلى أنه في حال افتتح "إعمار" جلسة التداولات منخفضا عند مستويات 14 و14.05 درهم، فإن ذلك مؤشر على أن السهم سيواصل الانخفاض وسيواجه نقطة دعم عند 13.75 درهم، حيث ستكثر عروض البيع خصوصا من المشترين للسهم تحت 14 درهما، حيث سيضطرون إلى البيع، خوفا من هبوط أكبر. وأرجع محللون الانخفاض إلى تحليلات تداولها مديرو الصناديق مفادها فشل سهم "إعمار" في الاستقرار فوق سعر الـ 15 درهما بعد أن تمكن من اختراق الحاجز السعري بداية الأسبوع الماضي وفشل أكثر من مرة في الاستقرار فوقها عندما سجل 15.05 و15.10 درهم لكن سرعان ما ارتد إلى 14.90 وأدنى من ذلك بكثير.
وقال المحلل المالي محمد علي ياسين: إن هذه التحليلات دفعت عددا من أصحاب المحافظ وكبار المستثمرين إلى بيع كميات كبيرة من السهم بعد أن تولدت لديهم قناعة من أن السهم سينخفض إلى مستويات أدنى من تلك التي يتم التداول عندها باعتبار أنه ليس بمقدوره أن يشكل قاعدة سعرية قوية عند 15 درهما تمكنه من الانطلاق فوقها ولهذا السبب نشطت عمليات البيع بكثافة على السهم الذي انخفض سريعا بسبب تراجع طلبات الشراء مقابل زيادة عروض البيع.
ولوحظ أنه بمجرد أن هبط "إعمار" عند 14.50 درهم تزايدت عروض البيع بكثافة وكما قال لـ " الاقتصادية " محمد الكعبي مستثمر في سوق دبي، إن الكثير من المتداولين على المكشوف كانوا يقومون بالبيع بخسارة، حيث يشترون السهم عند 14.60 درهم ويبيعونه عند 14.50 درهم ثم يعودون مجددا لشرائه عند 1.30 درهم وهكذا، الأمر الذي شكل ضغطا على السهم ودفعه إلى التراجع إلى 14 درهما.
كما لوحظ إعطاء عدد من المستثمرين أوامر إلى الوسطاء بإلغاء طلبات الشراء التي وضعوها بعد أن رأوا تدافعا من قبل البائعين للبيع وخوفا من الشراء بمستويات سعرية أعلى في الوقت الذي تواصل فيه السوق تراجعها
وظل "إعمار" حتى نصف الساعة الأخير من التداولات على غير عادته في المرتبة الثانية أو الثالثة من حيث الأسهم الأكثر نشاطا في السوق بعد سهمي "أملاك" و"تمويل"، إلا أن طلبات الشراء بدأت تشتد عندما وصل إلى سعر 14 درهما و14.5 و14.10، حيث ظل يتداول عند هذه المستويات واستقطب تعاملات قوية جعلته يستحوذ على نصف تداولات السوق بقيمة 1.5 مليار درهم ونفذت على آخر صفقة عند 14.45 درهم وأغلق بانخفاض نسبته 3.3 في المائة.
وفي أبوظبي عادت أحجام التداولات إلى طبيعتها عند 384.5 مليون درهم بعد انحسار المضاربات عن سهم "أبوظبي الإسلامي" الذي تراجع بنسبة 4.4 في المائة عند 77.6 درهم وأغلق المؤشر العام للسوق بنسبة 0.38 في المائة، وسجل سهم "البحيرة للتأمين" أكبر نسبة انخفاض سعري بالحد الأعلى 10 في المائة، في حين عاد سهم "دار التمويل" مجددا إلى تسجيل ارتفاعات جديدة بنسبة 4.8 في المائة بعد أن انخفض عقب إعلان الشركة عدم وجود معلومات جوهرية لديها تبرر الارتفاعات القياسية التي ظل السهم يسجلها على مدى أسبوع كامل.