ظاهرة «الغبار» تهدد نشاط 20 % من المصانع المحلية
تهدد ظاهرة الغبار وتزايد نسبة الأتربة في أجواء المملكة نشاط 20 في المائة من المصانع المحلية، ما يعرضها لخسائر مالية نتيجة توقف الإنتاج بسبب الغبار.
ويرى صناعيون أن عددا من المصانع المكشوفة تعد الأكثر عرضة للخطر بسبب تراكم الأتربة في معداتها وزيادة معدلات تآكلها، مما يقلل من العمر الافتراضي لها.
وقال لـ"الاقتصادية" سلمان الجشي رئيس اللجنة الصناعية في غرفة الشرقية: إن الضرر يقع في الغالب على آليات المصانع في مثل هذه الظروف، فإن كان المصنع مغلقا فقد تقل نسبة تعرضه لمخاطر الغبار والتقلبات الجوية، وإن الأكثر تعرضا للخطر هي المصانع الصغيرة.
ويرى الجشي أن هناك صناعات معينة تتطلب أن تكون المصانع مكشوفة مثل مصانع الأسمنت والصناعات الخفيفة، التي تشكل 20 في المائة مقارنة بنسب المصانع الكبرى، وأن مثل هذه المصانع في الظروف المناخية وتقلبات الطقس قد تتوقف أو تصل لمرحلة الإغلاق.
وأكد أهمية أن تكون هناك احتياطات تتناسب والتغيرات الجوية، ولا بد أن يكون لهيئة الأرصاد وحماية البيئة دور في توعية وتثقيف المصانع وما يواجهها من أضرار بسبب الظروف المناخية، منوها إلى ضرورة أن يأخذ المستثمرون في القطاع الصناعي عند تأسيس أو بناء مصانعهم في الحسبان طبيعة الظروف المناجية ووضع احتياطات ذات حد أدنى وأقصى لمواجهة هذه الظروف، خاصة مع ازدياد ظاهرة الغبار في السنوات الأخيرة.
من جانبه، قال عبد الله الصانع نائب رئيس اللجنة الصناعية في غرفة الشرقية: إن حجم خسائر المصانع المحلية المتضررة من التغيرات الجوية وتحديدا ظاهرة الغبار تقدر بملايين الريالات، خاصة أنها تلجأ في كثير من الأحيان لتقليص إنتاجها أو إيقاف نشاطها.
وأوضح أن الغبار أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر في إنتاجية المصانع بشكل عام، وسبب لحدوث الأعطال التي تتعرض لها المعدات، مشيرا إلى خطورة تراكم الأتربة، كونه موصلا جيدا للكهرباء، فمن ثم إذ لم تتوافر لدى المصانع دراية كافية أو صيانة مستمرة قد تصاب بخلل مفاجئ في أدائها يصل لمرحلة انفجارها واحتراقها.
وبين أن المصانع المكشوفة التي لا تلتزم بمواصفات ومعايير حماية عالية، تتعرض للخطر أكثر من غيرها، كمصانع المواد البلاستكية والغذائية، وهي التي تشكل النسبة الأكبر من عدد المصانع التي تصل إلى 50 في المائة من نسبة إجمالي المصانع العاملة في المملكة، لافتا إلى أن أدوات الحماية التي تضطر المصانع إلى طلبها تكلفها الكثير خاصة مع ارتفاع أسعارها.
وأكد أن غالبية المصانع القائمة لا تلتزم بالمواصفات ولا تأخذ احتياطاتها عند البدء في تشييدها، مشيرا إلى أن المصانع في الغالب تنشأ بشكل عشوائي لا تراعي الاحتياطات المتعارف عليها عالميا لمواجهة التقلبات المناخية في المملكة، لذلك تكون عرضة لمثل هذه المخاطر بشكل كبير. وأشار الصانع إلى أن معظم المصانع غير المجهزة تستعين بأجهزة الفلاتر وأدوات الحماية بهدف رفع درجة حمايتها لتلافي هذه المشكلات التي تقلل من إنتاجيتها في حال زيادة وتيرة ظاهرة الغبار، فهناك منتجات تتأثر من الأتربة فتضطر إلى التوقف لساعات أو أيام حتى تتجاوز هذه الظروف وتعمل على صيانة معداتها، مبينا أن نسبة تراجع إنتاجية المصانع تختلف حسب درجة الحماية، فهناك منتجات ذات حساسية عالية تجاه التقلبات المناخية، ما يؤثر في ربحيتها خاصة في المصانع ذات خطوط الإنتاج الكبيرة، التي تتأثر بشكل أكبر، منها مصانع القمح والأغذية ومصانع البلاستيك والتعبئة والتغليف، في حين تقل المخاطر على المصانع النفطية التي تكون تجهيزاتها في الغالب ذات تقنية عالية ولديها احتياطاتها التي تحــــــميها من أي عارض مناخي.