رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مخرجات التعليم .. وشباب سعودي مميز

تشرفت الأسبوع الماضي بدعوة كريمة من الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، لمرافقته في جولة على منتدى الموهبة التقنية المقام في كلية التقنية في الرياض والمعرض المصاحب، وبدأنا الجولة والدكتور يرتدي الزي الرسمي للمؤسسة ولونه المميز والبنطلون الجينز، فرأيت ما لا أتوقعه من أفكار واختراعات لأكثر من 30 شابا سعوديا في مقتبل العمل، ما رأيته ليس مجرد أفكار أو محاولات لشباب سعودي، إنما هي بالفعل إبداعات تجعل جميع السعوديين يفخرون بها، وليس هذا فحسب، إنما أيضا طموحهم الكبير وتطلعاتهم المستقبلية ومطالبهم الرائعة لتحويل هذه الاختراعات إلى واقع، التي تدل في مجملها على أن الجيل المقبل يدعو إلى الطمأنينة ويعتمد عليه في مواصلة خطى التطور والنمو التي تعيشها البلاد، ويفند قول كل من يصف الشباب السعودي بالكسول وغير أهل للمسؤولية.. واختتمنا هذه الجولة بغداء ''بيتي'' من إعداد سيدة سعودية يعمل لديها كثير من الفتيات عن طريق مشاريع العمل عن بعد.
إنني في هذا المقام لست بصدد وصف زيارة قمت بها، إنما لمناشدة الجميع سواء كانوا مسؤولين أو مواطنين أو مجتمعا على مختلف أطيافه، بأن يقفوا جنبا إلى جنب مع هؤلاء الشباب الطموح والمتفائل، وإعطاؤه الفرصة والثقة لإثبات ذاته من خلال عدد من الآليات التي تدعمهم وتنمي أفكارهم واختراعاتهم، وتؤمن المكان المناسب لهم، إضافة إلى توفير الدعم القانوني لهم، والتوجيه المناسب، من خلال حاضنات أعمال خاصة بهم في مناطق المملكة كافة، من ثم سنرى شبابا مثاليا ونموذجيا قد يحسدنا عليه كثير من دول العالم.
كثير منا يطالب الشباب بأشياء تفوق قدراتهم، ونحاسبهم على أمور عدة ليس لهم فيها ذنب، كبعض مخرجات التعليم التي لا تتناسب مع سوق العمل، ومن يتخرج وهو لا يجيد اللغة الإنجليزية.. هنا أقول لو وفرنا التخصصات المطلوبة لسوق العمل، ألا نرى الشباب ينخرط فيها ويتخرج فيها مبدعا؟ إذا لا بد من مراجعة مخرجات التعليم بشكل عملي، وعلى أرض الواقع، وذلك بمشاركة القطاع الخاص من خلال مجالس إشرافية على كل كلية تشارك في إعداد البرامج وتطويرها وللتأكد من أن المخرجات تتلاءم مع القطاع الخاص والمتغيرات المتسارعة ضمن العولمة، والحرص على مخرجات تعليمية تلبي الاحتياج الحالي والمستقبلي لسوق العمل.
لنكن صرحاء ونعترف بأن هناك خللا في بعض مخرجات التعليم في المملكة، لذلك لا تتوافق هذه المخرجات مع سوق العمل، وبالتالي يبحث القطاع الخاص عمن يستطيع الاستفادة منه في أعماله، عن طريق استقدام العمالة المدربة من الخارج .. ومع الأسف لم نراع هذا الموضوع بالنسبة للمناهج الدراسية، من خلال تطويرها كي يستفيد منها الشباب السعوديون في حياتهم العملية، وربما اقتراح برامج تدريبية خلال فترة الدراسة، والدليل أنه حتى الآن لم تركز معظم مناهجنا التعليمية على ما يتوافق مع سوق العمل.. وهنا أود توجيه تساؤل بسيط جدا: هل من الصعب إيجاد مناهج تعليمية تتلاءم مع سوق العمل في المملكة للشابات والشباب؟
أما بالنسبة لنصف المجتمع الآخر ''الفتيات'' فلا بد من التركيز على دعم عملهن في مختلف الوظائف وفقا للشريعة الإسلامية السمحة، ودعم مجالات العمل عن بعد التي توفر لهن نوعا من الخصوصية والإبداع، إضافة إلى العمل على تنمية الكوادر النسائية وتأهيلها لتصل إلى أعلى المستويات، مع الإيمان الكامل بما للمرأة من دور في تحقيق الأهداف التنموية للبلاد.
وفي الختام .. أدعو الجميع كل على حسب اختصاصه ومسؤوليته، كي نتكاتف وندعم الشباب والفتيات كافة، ونحاول توفير الفرص المناسبة لهم كمبادرين لبناء مشاريعهم أو كموظفين ذوي مؤهلات ودخول مرتفعة - إن شاء الله - لنرى إبداعاتهم واختراعاتهم، ولنؤسس جيلا يعتمد عليه في المستقبل، ويواصل مسيرة النمو والتطور والرخاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني - حفظهم الله جميعا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي